بدأ الحفل خلاباً مليئا بالشخصيات العسكرية والعائلات السعيدة الفخورة بأبنائها الخريجين.
وقف عمر الى جانب صديقه ساهر يتحدثان والابتسامة تعلو الشفاه. وعمر يتلفت في كل دقيقة بإتجاه جده عاصم وجدته ليلى متأملاً الفرحة التي تعلو وجهيهما والانتظار والشوق في اعينهما.
وفجأة في طرف القاعة. وقع نظره على ذلك الرجل المهيب الذي تنطق الهيبة من كل شئ حوله. وقسمات وجهه القاسية وعيناه التي تبدو كعينا صقر والى جانبه تلك السيدة الرقيقة الناعمة ... انهما جداه. والدا. امه المرحومة نظر الى جدته علياء وكله شوق الي الذهاب اليها واحتضانها وتقبيل يداها. ولكنه انزل رأسه متألما بداخله. ونظر مرة اخرى الى ساهر وابتسم قائلا. اود لو اعلم من سيكون الطالب صاحب المركز الاول على الدفعة. ؟
ابتسم ساهر بزهو وقال. من المؤكد انه ابن عمتي أمجد. ؟. فقد علمت من أخي القائد سامي ان أمجد وشريكته حصلا على درجات عالية جدا.
نظر عمر الى ساهر بمكر. وقال شريكته ؟! فتاة ؟. وضحك. في فرقة القوات الخاصة. اخيرا تم قبول فتاة !! ثم لوى فمه إستهزاءاً. وقال. كيف سمح القائد العظيم سامي. بذلك. ؟! رمقه سامر بطرف عينه معاتبا. لماذا انت متحامل على سامي هكذا ياعمر ؟. ضحك عمر عاليا ورد قائلا صدقني لست كذلك. ولكن. ستعلم قريبا لماذا. ذكرت هذه الملاحظة.
انطفئت الاضاءة. وبدأت انوار المسرح الضخم باللمعان الباهر وظهر القائد الاعلى. للقوات الخاصة. ووقف امام المايك وابتسم مرحبا بالحضور معلنا بداية حفل تخرج الدفعة العاشرة من الضباط الجامعيين من فرقة القوات الخاصة
بدأت الموسيقى تصدح عالياً. وظهرت الشاشات الضخمة من خلف ستار المسرح. وبدأ العرض المصور للضباظ
كل ضابط له خمس دقائق يعرض على الشاشة صورا له واسمه ومهاراته
توالت صور سبع ضباط وفي الرقم ثمانية. تعالت على الشاشة صورة تلك الفتاة. التي خطفت الانفاس.
ابتسامتها ترتجف لها القلوب. وعيناها عسلية لامعة بالتحدي والقوة. يظهرها الفديو الخاص بها وهي تنفذ حركات التدريب الصعبة. والتي تمثلت بها تقف في مواجهة سيارة مسرعة بإتجاهها. ثم في ثواني تنطلق راكضة بإتجاه السيارة كفرسٍ جامحة وتقفز برشاقة منفذة حركة قتالية لكسر زحاج السيارة والضغط على رقبة السائق بقدميها.
في المشهد الثاني. تنفذ ايضا حركة خطرة من خلال القفز بجدارة وقوة وشجاعة نادرة من فوق سيارة متجهة نحوها. فتقفز لتطأ قدمها مقدمة السيارة وتعود للدوران حول نفسها في قفزة خطرة لتنزل على قدميها بثبات في الجهة الاخرى.
كان الحضور مذهولين مما يرون. فكيف بهذه الفتاة التي تشع ملامحها بالبراءة والفتنة والجمال الغير معتاد ان تكون بمثل هذه القوة والشجاعة والاقدام.
توالت فديوهات المشتركين. واثناء ذلك. نظر عمر الى ساهر بخبث ورأه وقد فغر فاه محدقا بالشاشات وكأنه اصبح في عالم اخر
لكزه في ذراعه. وقال. ياصاحبي اين اصبحت ؟
ضحك ساهر محرجا. ورفع يده يعبث بشعره وقال. من تلك الفتاة. ؟ لقد اذهلتني. لم اصادف في دراستي في الكليه البحرية او في تدريباتي مثلها. ؟
انطلقت ضحكة رنانة من عمر. والتفت اليه. وقال. ساهر ما بالك يا صديقي الغالي هل فقدت الذاكرة ؟ الم تتعرف عليها ؟
قال ساهر ذاهلاً. لا تقل لي انها ....
ضحك عمر مرة اخرى وهز رأسه موافقا. وقال نعم. انها. صغيرتي. فاتن
اختي الحبيبة فاتن. ابنة عمتك. ايها الاحمق. وعاد يضحك مجددا بسبب النظرة المذهولة التي تجلت على وجهه ساهر
اصطف الخريجون العشرون. تسعة عشر رجلا وفتاة واحدة وبدأت مراسم تتويج الخريجين بالرتبة العسكرية
تقدم القائد الاعلى وبدأ بإلقاء كلمة تقديرية لهولاء الشجعان. ثم تنحنح قائلا هذا العام لدينا نتيجة مفاجأة ومغايرة عما اعتدنا عليه في الاعوام السابقة. فالخريج الذي حصل على المركز الاول على هذه الدفعة هو. ...
وبدأ الحضور بالترقب. واسدل الصمت استاره على الجميع وعندها نطق القائد بحماس وفرحة عامرة. الخريج الاول على الدفعه هي. فاتن علام.
تعالى التصفيق والتهليل.بين الحضور. بين تقدمت فاتن بهدوءها المعتاد نحو القائد الاعلى الذي صافحها مهنئا فرحاً بتفوقها وتميزها على زملائها من الرجال. الذين التفوا حولها مهنئين بتفوقها فقد علمتهم الفترة التي قضوها مع فاتن في التدريب كم هي هذه الفتاة اختاً وصديقة مخلصة وصادقة فأحبوها واحترموها.
سأل القائد فاتن. من تريدين ان يقلدك الرتبة ياحضرة الملازم. ابتسمت واشارت نحو جدها اللواء المتقاعد عاصم علام. الذي وقف بكل فخر ونظره شاخصاً الى حفيدته الحبيبة الي قلبه. وتقدم الى المسرح ليقلدها الرتبة. وفي نفس اللحظة كان هناك من ينظر اليه بغضب وحقد والم عميق.
اعتلى عاصم علام درجات المسرح واقترب من فاتن التي اتسعت ابتسامتها برؤية جدها الغالي. الذي مد ذراعيه اليها فضمته بقوة وفخر وقبلت يده بكل احترام وادب قدم القائد الرتبة الي عصام الذي وقف الي جانب فاتن الايمن ورفع الرتبة ليقلدها الي حبيبته الغاليه. ويرى في عيناها فرحة عمرها قد تحققت وانضمت الي فرقة القوة الخاصة كما كان والدها الراحل واخيها عمر وجدها من قبلهم. لقد تعبت واجتهدت وقدمت المستحيل وتحملت الالم والاهانة من قائدها. سامي. حتى تصل الى هذه النتيجة التي وصلت اليها.
سامي ... نظرت فاتن بإتجاه سامي. وتبادلت معه النظرات. كلاً منها ينظر الى الاخر
نظراته غامضة. ونظراتها متحدية
فهما قطبا روايتي. ... وستكون الحرب بينهما. حرب الحب والالم والعشق
أنت تقرأ
أحببته ...
Romanceاحببته .. منذ رأيته يقف أمامي كجبلٍ عملاق. بوسامته المدمرة وملامحه الغامضة. أريده. اريده بين ذراعيّ اريد قبلاته والشعور بحرارة شفتيه على وجهي وجسدي. أريد أن اغرق بين زوايا عشقه وشهوته ورغبته.