اقتربت الاعياد واصر زاهر على ان يقيم احتفالا كبيرا لهذا العام في مزرعته الجميلة.
دعى جميع افراد العائلتين لقضاء ايام العيد في المزرعة. فكانت المزرعة مليئة بهم وبسهراتهم الجميلة واحاديثهم وتسامرهم. كانت جلسات اعادت بعضا من جمال الماضي الي قلب الصديقان القديمان عاصم وزاهر وفتحت ابواب صداقات جميلة بين عمر وامجد وساهر وسامي. وفاتن ولمى
حضر الى المزرعة ابنت اخت السيدة هالة زوجة فؤاد. بدعوة من خالتها. لحضور الاعياد.
فتاة طويلة هيفاء القامة شديدة الاناقة تنلك شعرا قصيرا متموجا يليق بها. في عيناها نظرة تملك وكبرياء وغرور
منذ ان وقعت نظرات فاتن عليها احست بشعور غريب بالخطر. لا تعلم لماذا وكيف. ولكنها شعرت ان هذه الفتاة. ستكون شرا مسيطرا عليها. احست بضيق في قلبها. ولكنها رغم ذلك. تجاهلت هذا الشعور وانغمست في فرحة العائلة والموسيقى والرقص مع لمى وساهر وامجد وعمر
اما سامي ذلك القاسي استحكمت عليه رونا. ابنت خالته. التفت حوله كما يلتف الثعبان حول فريسته. تتواجد حوله ومعه في كل مكان للتستحوذ على كامل انتبه .. لم يلقى احدا بالا لهذا الموضوع. الا فاتن. التي اكتوت بنار الغيرة. نعم انها شعرت بغيرة فظيعة من وجود رونا حول سامي. لانها تحبه. واحبته منذ ان رأته اول مرة قويا مسيطرا في لجنة القبول لدورة الضباط. منذ ان وقعت نظراته عليه. انقلب عالمها. وبدأت تشعر بمشاعر لم تختبرها مسبقا في حياتها. ولكن لانها تعلمت منذ الصغر ان تخفى مشاعرها. لم يخمن اي فرد انها تكن مشاعر محمومة ل سامي. كانت مجرد رؤيتها له في منزل جدها زاهر تريح قلبها قليلا. فقط لانها تراه وتعرف انه بخير.
لكن بظهور رونا على مسرح الاحداث. بدأ قلب فاتن يشتعل غيرة ً منها. وهي تراها متأبط ذراع سامي في الحديقة ويخرجان سويا للنزهة وركوب الخيل في المزرعة. فبدات بتجنب لقائهما حتى لا تفضح نفسها. فأصبحت تنسحب من الجلسات العائلية. وتختلق الاعذار حتى لا تسهر معهم حول المسبح.
حتى تلك الليلة التي خرجت فيها تقوم بنزهة بعيدا عن اسوار المزرعة الى مدخل الغابة الجميلة التي تقع خلف المزرعة. كانت تمشي الهوينا وتشاهد المناظر الخلابة. ورائحة العشب والاشجار. كانت تظن انها لوحدها. حتى قررت العودة. فألتفت تريد العردة. فوجئت ب سامي يقف متكائا على شجرة ضخمة وينظر اليها.
تعلقت نظراتهما للحظات. وعم السكون بينهما. الا ان قطع الصمت تحرك سامي واقترابه منها. ووقف قريبا جدا منها لدرجة انها اصبحت تشم رائحة عطره الخلابة المسكرة.
قال لها بإبتسامة هادئة. ماذا تفعلين هنا. لوحدك.
انحت لتلتقط غصنا صغيرا جافا. وقالت بمرح. كنت اقوم بنزهة استكشافيه.
قال لماذا لم تطلبي من احد منا ان يذهب معك. قد تكون هذه الغابة خطرا في مثل هذا الوقت من السنة. حيث تكثر الذئاب الباحثه عن الفرائس
نظرت اليه بسخرية وقالت. هل تظن انني لن استطيع ان احمي نفسي من ذئب. ؟
التوى فمه في استهزاء وقال. اعلم انك مكتفيه ذاتيا بنفسك ولكنك لا تعرفين هذه المنطقة جيدا
نظرت اليه فاتن نظرة ذات معنى وقالت له. ان اكثر من يعلم بأنني استطيع حماية نفسي. يبدو انك نسيت مهمة روسيا.
نظر سامي اليها نظرة غامضة. وعرق ينبض في صدغه. وقال. لا يمكن ان انسى مهمة روسيا يا فاتن.
اقتربت منه حتى شعر بحرارة جسدها وقالت له. اذن لا تخف. كما استطعت ان احمي نفسي هناك استطيع حماية نفسي هنا. بدون تدخل منك. مرة اخرى
تركته فاتن واقفا مكانه ورجعت في دربها الي المزرعة وقلبها يخفق من الاضطراب
لماذا اجبرها على ان تتدكر ما تحاول ان تنساه. لماذا لحق بها. لقد قال لها في روسيا انه ليس لها. ولا يمكن ان يكونا في يوما ما. سويا.
يا الهي ضغطت فاتن بقوة على قلبها. ها قد عاودها الالم من جديد. لماذا. لماذا ذكرت ذكرته. بروسيا. لماذا اهانت نفسها بهذه الطريقة.
وصلت فاتن الى المزرعة ولم تكن مدركة ان سامي كان خلفها بمسافة بسيطة. وعندما دخلت الي الشرفة الامامية للمنزل. اصدمت ب رونا. التي نظرت اليها. والى سامي بحقد. وتجاهلتها كليا وقالت ل سامي. اين كنت يا حبيبي كنت ابحث عنك ؟. نظر اليها سامي في نفاذ صبر وقال ماذا الان يا رونا ؟.
استمرت فاتن بالمشي حتى وصلت الى غرفتها واغلقت الباب لترمي بنفسها على السرير والالم يتعاظم في قلبها. وجسمها يرتحف. رباه. لقد عاد الالن في قلبي من جديد.
وبدأت تعود بذاكرتها الي اول مهمة كلفت بها بعد الدورة. وهي مهمة قامت بها بالتعاون مع المخابرات الهدف منها كان الحصول على فلاش ملئ بأسماء وحسابات لممولين لعمليات ارهابيه يملكه رئيس عصابة دولية اختاروا فاتن لهذه المهمة لانها وجه جديد ولانها تجيد الفنون القتالية ببراعة ولجمالها الباهر الذي يعشقه هذا المجرم. وتم تنفيذ الخطة بكل براعة. واستطاعت فاتن ان تجعل رئيس العصابة يقع في غرامها. بالظهور امامه كراقصة في ملهى مغرية ومثيرة. الى ان جعلته يدعوها الي شقته الخاصة. والتي كانت تقع في برج في الدور العشرون.
هناك قامت فاتن بإغراء المجرم. الى ان اقترب منها واراد احتضانها فمدت يديها حول خصره وهي تحمل ابرة صغيرة تشبه الابرة الطبية ولكنها من المعدن وغرزتها في جنبه وقالت له هامسة. تبقي لك في الحياة ثلاث دقائق. وهو مدة سريان السم الى الكلى فتموت على الفور. ولكن ان اردت الحياة اعطيني الفلاش. وبالمقابل اعطيك الترياق لهذا السم.
ذهل المجرم وبدأ العرق يتفصد من جسمه وهمس هادرا فيها. من انت من انت بحق السماء ؟
ضحكت بإغراء وهي تشده بيديها من خصره اليها اكثر وجعلته يشعر بالابرة تغرس في جانبه اكثر.
انا ملاك الموت. الذي سيريحك من عذاب الدنيا وقسوتها.
مد يده التي بدأت ترتجف. وقطع سلسلته التي حول رقبته وقال هذا هو الفلاش. ثم صرخ بخرف. هيا. اعطيني الترياق ايتها الساقطة
نظرت اليه فاتن بغنج ودلال. وطقطقت بلسانها قائلة. لالا. هذا كلام غير مؤدب. انت تؤذيني. وتصنعت الحزن ومطت شفتيها.
ثم تراجعت عنه الي الوراء حتى اصبحت بالقرب من النافذة الضخمة. في تلك اللحظة دخل مجموعة من الرجال بإسلحتهم المشهرة نحوها.
فقزت برشاقة لتقف على حافة النافذة وقالت بسخرية. الى اللقاء يا عزيزي.
ثم القت بنفسها من النافذة بحركة بهلونية. انتحارية. فركض المجرم ورجاله اليها وهو يصرخ. الترياق. لم تعطيني الترياق
وعندما اقتربوا من النافذة كانت فاتن قد فتحت المظلة التي كانت تحت معطفها الاسود. وبدأت تحلق بعيدا عن المجرم بعد ان حصلت على مبتغاها
واستمرت بالهبوط حتى نزلت على ضفاف نهر الاوب المتجمد وكانت درجة الحرارة. 13- لملمت المظلة واحرقتها. ثم بدأت بالركض حسب الخريطة التي حفظتها في قلبها. حتى وصلت الي كوخ صغير في داخل الغابة الصنوبريه الباردة. وطرقت الباب طرقتنا ثم انتظرت ثم طرقتنا ثم ثلاث طرقات. فُتح الباب. وكان يقف بالباب. سامي. القائد المشرف على هذه العملية. دخلت بسرعة. وهي متجمدة من البرد.
فأمسك سامي بيدها وقربها الى المدفأة المشتعلة. وامرها ان تخلع ثيابها المبتلة من الثلج. واعطاها بطانيات لتغطي نفسها بها. ثم توارى عن نظرها لتأخذ حريتها. ففعلت ما امر به. وتكورت امام المدفئة وهي مغطاة بالبطانية جيدا
عاد سامي يحمل كوبا من القهوة الساخنة. التي اعطاها لها وطلب منها ان تشربها
وبدأ بجمع ثيابها. ثم تناول هاتفا صغيرا ارسل منه رموزا معينة
وعاد للجلوس الي جانبها. ونظر اليها وقال هل حصلتي عليه
هزت رأسها ومدت يدها بالسلسال اليه. فتناوله منها. وهو ينظر الي عيناها ثم قال بصوت أجش. لقد اديتي المهمة بمهارة ياحضرة الملازم
همست فاتن. شكرا لك سيدي
ثم امالت رأسها على ركبتيها. تلتمس الدفء. لان سقوطها في مياه النهر المتجمد ادخل البرودة الى عظامها.
بدأت ترتجف. ولم تعد تسيطر على جسدها. هنا لف سامي ذراعيه حولها وشدها الى صدره بقوة. فألتفت بدهشة ووجل.
فقال. لا تخافي. انا احاول ان اساعدك على تدفئة جسمك بشكل اسرع
فهدئت وسكنت بين ذراعيه. وظلت هكذا حتى غلبها النعاس فغفت على صدره القوي.
وهي تسمع نبضات قلبه وتشعر بأنفاسه على شعرها
اشتعلت النيران في جسد سامي كيف تصرف بهذا الغباء. ! بدأ يلوم نفسه
كيف يقترب منها الى هذه الدرجة الخطرة
نزل برأسه اليها فرفعت رأسها فجأة. فألتقت عيناهما.
فكان حوارا. صامتا. وشرارة حارقة دبت بينهما. لم يعد يعرفان اين هما وما يحيط بها
مال برأسه بشكل تلقائي الي وجهها. الي ان تقاربت شفتاهما. واصبح يشعر بأنفاسها المتسارعة الحارة على وجهه.
فأقترب منها اكثر حتى لامست شفتاه شفتياها. في هذه اللحظة. غاب العالم كله ولم يعد هناك الا فاتن قبلها بعنف وشهوة وشد على شفتيها بشفتيها. وسمع بقلبه قبل اذنيه انينها فشدها اكثر الي صدرها. لم تقاومه فاتن وانما تاهت في عمق وحلاوة وقوة قبلاته. وبدأ انهما نسيا كل شي
حتى اخترق السكون صوتا قويا كأنه رعد. عندها قفزت فاتن بقوة مبتعده عن ذراعيه. وكأنها صُدمت مما اقدمت عليه ومن تجاوبها المخجل معه.
اما سامي فتراجع الى الخلف. وكأنه افاق من غيبوبة على واقع صادم
ظل كلا منهما مطرقا برأسه لدقائق. ثم تكلم سامي بصوت اجش مبحوح.
انسي ما حدث. انه لا يعني لنا شئ. فأنت لا تعنيني لي شيئا ولا يمكن ان يكون بيني وبينك اي علاقة.
ودخل الي الغرفة واغلق الباب
ذهلت فاتن وصُدمت. ماذا يقول ،.، يبدوا كأنه يلقي باللوم عليها. ياالهي ماهذا الرجل. لم تكن غلطتها. لقد انجرفت معه. اخترق الالم قلبها. وشعرت بطعنة حادة في صدرها.
وماهي الا سويعات وظهر الفجر وغفت فاتن بالقرب من المدفئة لتستيقظ على يد تهزها من كتفها. لترى غسان الرائد غسان مدربها على هذه المهمة. يطلب منها ان تستيقظ وقد احضر حقيبة صغيرة فيها ثياب عملية وطلب منها ارتداء ثيابها لانه حان وقت الرحيل
وفعلا رحلت فاتن مع غسان وخرجت من روسيا. وقد تركت قلبها محطما بين قدمي سامي. سامي الوحش. القاسي.
انحدرت دمعة ساخنة من عيناي فاتن وهي في غرفتها عندما تذكرت هذه الذكرى.
كما توالت الايام والشهور ولكن مازال الالم في داخلها. لقد اغواها. ثم رفضها والقى باللوم في وجهها وكأنها. فتاة ساقطة عابثة
غفت فاتن والشعور بالالم في قلبها مازال يتضاعف. ....
أنت تقرأ
أحببته ...
Romanceاحببته .. منذ رأيته يقف أمامي كجبلٍ عملاق. بوسامته المدمرة وملامحه الغامضة. أريده. اريده بين ذراعيّ اريد قبلاته والشعور بحرارة شفتيه على وجهي وجسدي. أريد أن اغرق بين زوايا عشقه وشهوته ورغبته.