وكانت. فاتنة

443 9 0
                                    

بعدولادتك. ازدات حياتنا سعادة فقد أغرم جدك عاصم بك. وكنت فتاة البيت المدلله عندما اكملتي العام قررت امك ان تذهب الي زيارتك جداك وطلب السماح منهما. تخوف والدك من الموضوع ولكنه لم يعترض وحددت جدتك يوما لمفاجأة جدك وفعلا انطلق والداك في رحلتهما الاخيرة. التي انهاها جبروت وتعصب جدك زاهر. فعندما رأهما غضب منهما ولم يستمع الي توسلات اميرة ولم يرف له جفن لمرأى دموعها وانهيارها. فحمل عماد زوجته وعاد الي المنزل لم تحتمل اميرة ما حدث وبدأ تخبو شيئا فشيئا حتى في ليلة قرر جسدها الاستسلام. واصيبت بإنهيار تسبب لها بحدوث جلطة قلبية امسكت بيدي وقالت لي. ماما لا تتدعين ابي يقترب من عمر وفاتن. عديني بذلك ياماما. ؟ وتعالى الالم في عيناها وشهقت بقوة ثم فارقت الحياة.
لم يحتمل والدك فراق اميرة. لم يصدق انها ماتت اعتزل العالم ونسي كل شئ محيطا به وحبس نفسه في غرفتهما حتى انت وعمر لم يعد يهتم بكما. حتى جاء ذلك اليوم بعد وفاتها ب اربعة اشهر. خرج من الغرفة وانطلق بسيارته. وبعد غيابه ساعات طويل. ورد الينا اتصال بحدوث حادث لوالدك. كان سببا لوفاته.
سالت دموع ليلى. وهي تتذكر تلك الايام المريرة. عندها قرر جدك عاصم ان نغادر هذه المدينة فورا وانتقلنا للعيش في منطقة اخرى وبدآت حياتكما بعيدا عن جدكما زاهر وعن الم اميرة وعماد
اطرق للجميع بنظراتهم الى الارض وبدأت اصوات الالم وشهقات البكاء بالعلو. اقترب عمر من خالته عالية وضمه بين ذراعيه فأنهارت باكية بحرقة والم. نظرت فاتن الى عالية. بتأمل. انها تؤم والدتها. هذا ماقالته جدتها ليلى.
وجدت نفسها تقف وتتجه الى عاليه وتجلس على ركبتيها راكعة امامها. وضعت يديها على ركبتي خالتها وهمست. هل انت فعلا تؤم  امي؟
رفعت عالية نظرها الي فاتن وقالت لها بألم ووعطف. وهي تحيط يدين فاتن بيديها. نعم. نعم. نعم يابنتي.
اندفعت فاتن باكية الى احضان عالية. التي شدت ذراعيها حول فاتن بحنان وحب ولهفة.
اقتربت منها جدتها جلست الي جانب عاليه وهي تحتضن فاتن ومدت ذراعيها الدافئة لتحتضنهن سويا
قطع هذا الجو المشحون بالعاطفة والاشتياق. صوت زاهر متوترا ومتألماونادما. سامحاني  يا طفلاي سامحاني لقد اقترفت بحق امكم وابيكم وانتم من بعدهم جريمة رهيبة. اشعر بالقهر من نفسي والالم الذي يقتلني كل يوم. ثم اطرق برأسه وبدأت كتفاه تهتز مع شهقات البكاء الحارة. نظر عاصم الي صديقه القديم وهو يبكي. ويفكر. كيف ان هذا الرجل العسكري القوى قد هزمته عاطفته والمه وندمه اخيرا
ابتعدت فاتن بهدوء عن حضن خالتها. ووقفت واتجهت الي جدها ومدت يدها اليه. فرفع جدها راسه وعيناه تلتقي عيناها. فوقف امامها فقالت فاتن بعطف. اتعدني بأنك قد غفرت لأمي ؟ وابي ؟ اتعدني بأنك ستحبنا انا وعمر بصدق ؟ اتعدني بأن تفتح قلبك لنا. كما اردات  امي قبل وفاتها ؟
اقترب جدها زاهر منها. محيطا كتفيها بذراعيه. ضاما اياها بقوة. قائلا. نعم اعدك اعدك يا طفلتي وليغفر لي ربي ما فعلته بإبنتي وزوجها. لقد كنت اعمى واحمق ومتعصبا. وانت وعمر ستكونان خلاصي من المي وقهري
تتابعت المشاعر بين فاتن وعمر وعائلة جدهما زاهر. واستمرت الاعترافات وقتا طويلا تلك الليلة. حتى عرض عاصم ان يبيتون ليلتهم في منزل عاصم. فقبلوا ذلك بقلب ممتن لما قام به وتفهمه لما يحدث

وهكذا. انتهى فصل من الالم في حياة فاتن. لتبدا قصتها معه ..... ً

أحببته ...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن