رن الجوال معلناً انقطاع ذلك الصمت بين زوايا غرفة نوم فاتن. ارتفعت يدها بثقل الى الطاولة الصغيرة القريبة من سريرها لتنظر من هذا المزعج الذي يتصل بها في الصباح الباكر.
اتسعت عيناها وافترت شفتاها عن ضحكة خلابة. وهي تفتح المكالمة لتسمع صديقتها الحبيبة تصرخ فيها استيقظي ايتها الكسولة. لقد انتظرناك طويلا. ضحكت فاتن وردت. ورد يا الهي كم اشتقت اليك يا صديقتي. ردت ورد ببهجة وانا ايضا يا زهرتي. هيا انهضي لنتلقي ونتناول الافطار مع الاحبة. قفزت فاتن بنشاط عن السرير. وقالت. امرك سيدتي. واغلقت الهاتف واتجهت الي الحمام. لتستحم. وترتدي ثيابها المكونة من بنطال انيق من الجنز الازرق الفاتح وقميص ابيض بياقة رسمية وكميين طويلين. وسحبت شالها الوردي المفضل الذي اهداه لها جدها منذ سنوات عندما فازت بمشروع العام في الجامعة. ولفته حول عنقها الابيض الطويل وتعطرت بعطرها الصباحي الخلاب. عطر الليمون والفل ونزلت الدرج وهي تغني اغنيتها المفضلة. التقت بجدتها ليلى في البهو. فحضنتها وقبلتها على خدها. بمرح. قالت ليلى الي اين يافتاة من الصباح الباكر. ؟. ردت فاتن وهي تسرع بإتحاه باب الخروج. الي. حبيبتي ورد واحبائي. لا تنتظريني على الغداء. فلقد اشتقت اليهم كثيراااا.
ابتسمت ليلى وهي ترى فاتن تغلق الباب خلفها. وتدعو في سرها ان يحفظ لهذه الفتاة ضحكاتها فقد تألمت في حياتها كثيرا.
صرخت ورد وركضت بإتجاه فاتن تضم بقوة بين ذراعيها. وهي تتكلم بسرعة. قائلة يا الهي فاتن لقد مضى عام كامل منذ ان انضممتي الي دورة الضباط الجامعيين للقوات الخاصة. لقد اشتقت اليك يافاتنتي. ضحكت فاتن من كل قلبها وبادلت صديقتها العناق وقالت وانا ايضا يا ورد اشعر الان انتي عدت الى دياري
سحبت ورد فاتن من ذراعها وقالت تعالي تعالي هناك مفاجأة بإنتظارك
دخلت فاتن وورد الى القاعة الرئيسية في مركز رعاية الايتام الذي كانت فاتن ومازالت عضوا بارزا فيه. حيث انضمت الى هذا المركز كتطوعة وداعمة منذ ان كانت في ال20 من عمرها. والان اكملت عامها ال28 وهي مازالت تعمل بكل طاقتها وكل مافي قلبها من الحب مع هؤلاء الاحبة الغالين الذي قد حضرو استقبالا مذهلا. لها وقد تطور هذا المركز بعد ان بنت فاتن وورد المبنى الجديد بمساعدة والد ورد. رجل الاعمال وبما قدمته فاتن وورد من رواتبهن على مدار الاعوام السابقة حتى وصلن الي مركز رئيسة المركز ونائبتها. . فقد صدحت الموسيقي واصطف الاطفال في مجموعة منسقة ومدربة بدقة. لأداء رقصة مبهرة على انغام اغنية تلك الفرقة الامريكية المشهورة القديمة باك ستريت بويز. لارجر ذان لايف.
بدأت خطوات رقصهم رائعه وابداعية. تظهر البراعة التي تلقوها من مدربتهم الجميلة فاتن.
والتي وقفت مبهورة تتابع رقصتهم بشغف ومحبة وبعد برهة من الوقت انضمت اليهم للرقص على انغام الموسيقي. فهي تعشق الرقص فهو هوايتها المفضلة ودوائها في لحظات ضعفها وحزنها.
على الجانب الاخر. امسك السيد زاهر بجهازك النقال ونقر رقما لا يمكن ان ينساه وبدأ ينتظر الرد. بعد برهة رد صوتا قويا. نعم يازاهر ماذا تريد ؟
ابتسم زاهر وقال مازلت تحفظ رقمي يا عاصم !
تلعثم عاصم وقال بل انتي نسيت ان احذفه من جهازي. .
ضحك زاهر. وقال نعم نعم يبدو ان الامر كان كذلك.
المهم يجب ان نلتقي.
رد عاصم ليس بيننا مايقال
قال زاهر بلى. هناك الكثير والكثير جدا. اما ان نلتقى واما ان احضر الى منزلك
قال عاصم. بما انني اعلم ماذا تريد ان تقول. فمن الافضل ان تحضر الى منزلي لننهي هذا الوضع التعيس
اشتدت انامل زاهر على الهاتف. وقال. وهو كذلك. سأكون هذا المساء هناك.
اغلق عاصم الهاتف. وهو. يحدث نفسه قائلا. لقد كبرتي يا فتاتي ولابد لك من معرفة الحقيقة. فلم يعد هناك حاجة للاختباء بعد الان.
وفي انتظار المساء. ارتشف عاصم من قهوته المرة وهو يتذكر الماضي. .. الذي تسبب لهم جميعا بالالم والعذاب والقطيعة مع صديقه العزيز والمخلص. زاهر.
أنت تقرأ
أحببته ...
Romanceاحببته .. منذ رأيته يقف أمامي كجبلٍ عملاق. بوسامته المدمرة وملامحه الغامضة. أريده. اريده بين ذراعيّ اريد قبلاته والشعور بحرارة شفتيه على وجهي وجسدي. أريد أن اغرق بين زوايا عشقه وشهوته ورغبته.