وقفت فاتن في الشرفة المطلة على تلك الحديقة الزاهية الالوان التي اهتمت جدتها بها. وكأن النباتات صغارها. فكيروا ليصبحوا في غاية الجمال والروعة. ظلت تستند الى سور الشرفة الابيض وهي محلقة في افكارها. الى ان قطع عليها سكونها. صوت طقطقة حذاء على ارضية الشرفة. تبدو صاحبته في غاية التصميم.
اطرقت فاتن وقالت في نفسها. ابعدها عني يا رباه. فلست في مزاج يسمح لي بتقبلها في هذا المساء الجميل
اقتربت رونا من فاتن التي مازالت تواليها ظهرها. وقالت بغرور
مرحبا فاتن. هل تتمتعين بسحر المساء ؟
لم تلتف اليها فاتن. وانما رفعت راسها وكتفيها. واخذت نفسا. وقالت. نعم. جدا. يا رونا. شكرا لاهتمامك.
ضحكت رونا بنزق. وقالت. لا اهتم بك البتة. وانما اتيت لأحذرك.
التفت فاتن وامالت رأسها جانبا واسندته على كفها وقالت ل رونا. بنوع من الاستهزاء. عن ماذا ! هل ابدوا. بريئة وطفولية الى هذا الحد؟
اصاب الحنق رونا وتقدمت من فاتن وهي تحكم قبضتها بشدة وكأنها تريد ضربها. وقالت. بحقد وغضب. ابتعدي عن طريقي انا وسامي.
انه ليس لك. سامي لي منذ الصغر.
ردت فاتن بهدوء. سامي رجل راشد. يصدر قرارته بنفسه. وان كنت اسبب له اي ازعاج او مشاكل. فعليه هو ان يبلغني بذلك. ولا يرسل جاريته
صرخت رونا. ايتها الوقحة. ورفعت اصبعها مهددة امام وجهه فاتن. وقالت من بين اسنانها. انت لا تناسبين سامي. اتعلمين لماذا. ؟ لانك عابثة وساقطة. لم تتلقين التربية الائقة. ترمين بنفسك على الرجال على حسب هواك ورغباتك. ثم ابتعدت وعقدت ذراعيها على صدرها بسخرية وضحكت ضحكة ساخرة وعالية وقالت. ام انك نسيتي ماحدث في روسيا عندما رفضك ورماك. عندما رميتي بنفسك الرخيصة عليه ؟!
انك فتاة مستهترة. لم تجد اماً تلقنها التربية المحتشمة اللائقة.
دوى صوت الصفعة عاليا بين جنبات الشرفة. وصرخت رونا من شدتها.
نظرت فاتن بغضب متصاعد واقتربت من رونا. اكثر حتى اصبحت ملتصقة بها. وقالت بفحيح غاضب. تكلمي عني بقدر ما تشائين واشبعي بحبيبك. المقدس سامي. ولكن اياك ثم اياك ان تطالي امي بحرف واحد. وليس حرف وانما نقطة على حرف. والا. ... ابتسمت بكراهية. وعادت. لتقول. والا. سوف تنالين عقابا. لم تتخيلين وجوده يوما.
ودفعتها من كتفها ودخلت الي المنزل بخطوات قوية وغاضبة تاركة رونا ترتجف غضبا وحقدا وخوفا في الشرفة
تمت فصول هذه المسرحية تحت انظار شخص ما كان يقف في زواية ليست بعيدة ومظلمة. استمع الى الحوار كاملا. لعله في يوم يكون شاهد حقيقة
دخلت فاتن الي قاعة الجلوس الفسيحة الجميلة وكان الجميع يتناولون القهوة بعد العشاء.
واعلنت بهدوء واعتدر الي جديها. بأن عليها المغادرة فورا. لعمل طارئ عليها الاهتمام به
نهض عمر واقفا على الفور. واقترب منها مادا ذراعيه لتدخل فاتن بينهما. مطمئنة لوجود اخيها الحبيب عمر. وقال لها. بهمس ماذا بك يا فاتن. هل هناك ما يكدرك ؟
نظرت اليه فاتن بحنان ولمست خده بأناملها. وقالت ابدا ايها الغالي. انا في خير حال وانما هناك عمل كنت اعد له من فترة ويحتاج مني بعض المجهود الطارئ حاليا. صدقني
نظر اليها عمر بقلق. ولكنه اعطاها احدى ابتسامته الجميلة وقال لها. حسنا يا حبيبة عمر حسنا. ولكن اهتمي بنفسك جيدا. والا ساحاسبك ان اهملتي. في نفسك. ضحكت فاتن وارتمت في حضن اخيها من جديد وقالت لا تقلق ياحضرة الطيار فأنا بخير
حيت فاتن جداها وكافة العائلة ورحلت في سيارتها الجيب الى المدينة
وعندما وصلت الى المنزل. اشتد عليها الالم في قلبها. ولكنها تحملته بقوة واتصلت بصديقتها المخلصة واتفقتا على الالتقاء في المركز
عملت فاتن بجهد خلال الايام السابقة لتتناسى ماحدث مع رونا. عملت من اجل اطفال المركز الايتام. لاطلاق حملة تبرع كبرى لاتمام بناء المركز الذي تشاركت في تأسيسه وبنائه مع صديقتها المخلصة منذا ان تخرجتا من الجامعة فقد اعطاهما والد صديقتها الارض. وقدم لهم مبلغ من المال لبداية البناء. وقد كان رجلا ثريا جدا ومحبا للخير. ثم اكملت فاتن وصديقتها المركز الصغير من خلال حملات التبرع الصغيرة ومن رواتبهن عندما بدأن العمل. حتى اصبح عدد الاطفال في المركز 40 طفلا وطفلة في اعمار متفاوته من 5 سنوات الي 15 عاما
خططت فاتن لاقامة حملة تبرعات مبتكرة
وعندما اكتملت عناصر الخطة. وحصلت على جميع الموافقات من الدولة.
كانت فترة الاعياد قد انتهت وعادت العائلتين كلا الى منزلها. ولم ترى فاتن سامي منذ حوارها مع رونا. وكانت عندما تذهب الي زيارة جدها وجدتها. تتجنبه كليا كونه يعيش في نفس المنزل.
رغم تصاعد شوقها اليه. لكن احساسها بالخيانة وانه فضح ستر ماحدث بينهما حتى لو لم يعني له شيئا جرحها ودمرها بقسوة. فأصبح قلبها ينزف الما وحرقة.
اكملت فاتن الاستعداد لحملة التبرع المبتكرة
وارسلت رسائل نصية الى جميع افراد العائلة بمن فيهم سامي. ان احضروا الى الحديقة العامة في الساعة الخامسة مساءا للضرورة القصوى
عندما بدأ افراد العائلة بالحضور. لم يجدوا شيئا في الحديقة كان الوضع عاديا جدا. ولكن الغريب انه كان هناك شخصيات مهمة كثيرون وكأنهم جمعيا تلقوا تلك الرسالة الغريبة من نوعها
وفجأة من وسط الحشود
ظهرت تلك الفتاة التي ترتدي رداء احمر قاني كلون الدم. لترقص على انغام موسيقى صادحة حماسية. لوحدها. والتفت الناس في الحديقة الى هذه الجميلة الثائرة بخصلات شعرها الطويل المجعد بشكل مثير. والى رقصها الابداعي ورشقتها المميزة. عرفوها. وبدأ يتهامسون. سامي. عمر امجد ساهر لمى عالية خالد فؤاد الجميع بدون استثناء.
هذه فاتن. ماذا تفعل هنا. ولكنهم. ظلوا يقفون ويشاهدون هذا العرض المذهل اكملت فاتن رقصتها. وقبل نهاية الرقصة تغيرت الموسيقى الى اغنية اخرى ليظهر من بين الحشود شابا في غاية الوسامة والجمال والاثارة ويبدأ مع فاتن رقصة جديدة. في غاية الروعة.
ثم انتقلوا الي اغنية ثالثة وظهرت مجموعة من الفتيات تتفاوت اعمارهن من 6 سنوات الي 10 يرتدين نفس ملابس فاتن ويرقصن ببراعة مع اميرتهن الجميلة. وانتقلوا الى اغنية رابعة. لينضم اليهم مجموعة من الاولادوالشباب ليندمجوا في رقصة حماسية اخرى في غاية الاتقان والابداع. الى ان وصل العدد الى 60 راقص وراقصة. ترقص بينهم فاتن بكل حيويتها وسعادتها. بنجاح حملتها.
فقد التف الناس حولهم بأندهاش وانبهار وبدأ الجميع يتسألون من هؤلاء وكيف نظموا مثل هذه الرقصات المثيرة.
فجأة اشتغلت شاشات ضخمة في خلفية الرقص. وظهرت عليها عبارات تحفيزية ومشجعة
نحن ابنائكم. وانتم تستطيعون تحقيق احلامنا.
مرحبا بالحياة والروح العالية. بين جنبات مركز الطفولة والشباب.
وظلت هذه العبارات تتوالى
ثم ظهرت عبارة. دعوناكم ونأمل منكم. رأفة قلوبكم
وتوالت صور للمركز. ظهرت فيها الفصول الدراسية ومرافقه المتعددة وحديقته الجميلة. وصور للاطفال وهم يتدربون على الرقص والرياضات المختلفة واجنحة النوم والطعام والراحة. وكل هذا ومازالت الرقصات مستمرة بحماس منقطع النظير
ثم ظهرت صور لفاتن وهي تضحك وكتب تحتها. تأسيس وادارة. مهندسة الحاسب. فاتن علام.
ثم صور لصديقتها الجميلة. شريكتها. الدكتورة. روعة احمد
ذهل الجميع. بمن فيهم عمر. متى فعلت فاتن كل ذلك. كل الامور لا تبدو جديدة وانما. لها سنوات من العمل الجاد المخلص.
اكمل الفريق الرقص بحماس. الى ان انتهت الرقصة الخيالية. ووقفوا ينتظرون ردة الفعل.
حيث عم صمت غااامر الحديقة. وكأن البشر قد تحولوا الي اصنام
ثم دوى تصفيق. حاد وكبير جدا من الحضور
الذي تدافعوا لشكر فاتن وروعة على هذا المجهود المميز وتقديم التبرعات السخية للمركز
اقتربت فاتن ضاحكة من عائلتها المذهولة
ووقفت بينهم تنظر اليهم.
وهم السنتهم قد الجمها جمال ما يرونه
تحدثت ليلى بغصة بكاء في صوتها. فاتن. فاتن يا حبيبتي. انه امر مميز امر رائع. لقد سرقتن قلوب البشر.
ابتسمت فاتن بدفء وضمت جدتها الدامعة العينان الي صدرها
اقترب جداها زاهر وعاصم منها وكلا منهما. لا يجد الكلمات المناسبة لوصف مارأوه
اما الشباب فقد هللوا وابلغوها انهم يردون التطوع في المركز خاصة لمى التي فرحت جدا بهذه الفرصة. لانها تحب الاطفال كثيرا
وتقدم الدكتور خالد. مانحا المركز مبلغا ضخما من المال بالاضافة الى تخصيص يومين في الاسبوع لازسال فريق طبي متكامل للمركز
اقترب سامي من فاتن ومد يده اليها مهنئا بهدوء مدت فاتن يدها اليه فأمسك بها بقوة وقال عمل رائع يافاتن.
نظرت فاتن اليه من بين رموشها. وهي تغلي من القهر لانها تذكرت ماقالته لها رونا. وهمست بألم. شكرا
ثم سحبت يدها وكأن لمسته تحرقها.
نظر اليها سامي بحيرة بسبب ردة فعلها وتصرفها. وكان هناك من يراقب المرقف بينهما بصمت. وهو يعلم ان هناك نارا قادمة ....
أنت تقرأ
أحببته ...
Romanceاحببته .. منذ رأيته يقف أمامي كجبلٍ عملاق. بوسامته المدمرة وملامحه الغامضة. أريده. اريده بين ذراعيّ اريد قبلاته والشعور بحرارة شفتيه على وجهي وجسدي. أريد أن اغرق بين زوايا عشقه وشهوته ورغبته.