ضرب جرس باب منزل عاصم. وصدح صوته في جنبات المنزل الدافئ. اتجه عمر الى الباب وفتحه مستقبلا الضيوف الغير عاديون. انهم جده زاهر وخاله فؤاد وجدته وخالته عالية. اختلطت المشاعر على الوجوه وفي نظرات العيون. تقدمت جدته واحاطت وجهه بيديها الدافئة وهمست. عمر. لقد اشتقت اليك يا حبيبي. اشتقت اليك. فمد عمر يداه وضم جدته بإعتزاز وحنان الى صدره وقال وانا ايضا يا غالية. تقدم خاله وربت على كتفه. مبتسما مانعا دموعه من الانهمار. اما عالية فقد انهارت باكية فتقدم عمر اليها يضمها الى صدره ليشم منها رائحة امه الراحلة فقد كانتا توامان.
انتقلت نظرات عمر بحذر نحو الجبل الشامخ جده زاهر ووقف امامه بكل شموخ. مرحبا. اهلا بك سيدي. تفضل تفضلوا بالدخول
وتقدمهم الي غرفة استقبال في غاية الاناقة والهدوء والدفء.
نهض عاصم وزوجته ليلى واقفان في استقبال ضيوفهم. ورحبت بهم ليلى بحب ومودة اما عاصم وزاهر فقد وقفا يطالعان بعضهما كجبلين شامخين. ثم مد زاهر يده الى عاصم وقال مرحبا عاصم لقد مر وقت طويل. نظر اليه عاصم. ورد بإقتضاب. نعم. طويل حدا
تعالت ضحكات قادمة من نفس الممر الذي دخلوا منه الضيوف وصوت فتاة ابح جميل رنان. ينادي. جدتي. جدتي اي انت. ؟. جدتي انني اكاد اموت جوعاً ؟ اين عشائك اللذيذ.
ودخلت .... فاتن
لتنصب كل النظرات اليها. بينما هي وقفت مذهولة فاغرة فمها. لا تفهم ماذا يحدث.
ظل الوضع لعدة دقائق الى ان قطع الصمت عاصم مادا يده الي فاتن. التي سارت بشكل الي نحو ذراعي جدها.
لف ذراعه حول كتفيها. وقال بفخر. هذه فاتن حفيدتي. ابنت اميرة وعماد.
ثم التفت الي فاتن ونظر اليها نظرة اعتذار على ماسيقوله. وقال. حفيدتي. هذا السيد زاهر فارس. جدك. التفت فاتن بحدة وركزت نظرها على زاهر وتكلمت بثقل وانفاس متسارعة. ماذا ... ماذا تقول ياجدي.
قال عاصم نعم يا طفلتي. هذا جدك والد امك المرحومة.
نظرت فاتن الي عمر. بضعف. فأبتسم بتفهم. واقترب منها ساحبا اياها الى حضنه. وقال نعم يا حبيبتي. هذا جدنا. وهذه السيدة اللطيفة هي جدتنا. وهذه خالتنا عالية تؤم امي وهذا خالنا فؤاد
انخرس الصوت في داخل فاتن وعجزت عن استيعاب كل ما يحدث امامها. ثم بدأت تتمتم. مـ مًاذاا. وو كيف ولماذا. لم اعرفهم. من قبل. ثم بدأت تشعر انها فقدت القدرة على التنفس. فهذه المفاجأة كانت فوق قدرتها على الاحتمال. وسقطت مغشي عليها بين ذراعي عمر. .....
فاتن. فاتن. حبيبتي. فاتن. استيقظي. استيقظي ياغالية.
هتف عمر وهو يمسح على وجه فاتن بمنشفة صغيرة مبللة بالماء.
فتحت عيناها بضعف ونظرت حولها وجدت كل الوجوه التي رأتها وقد اعتلاها الخوف والقلق. حاولت ان تعدل جلستها. وساعدها عمر على الاستواء والجلوس. وجدت نفسها تجلس بين عمر وجدها. زاهر.
الذي امسك بيدها بين يديه الكبيرتين. ونظر الي عيناها بحنان والم. بنيتي فاتن سامحيني. سامحي هذا العجوز على خطئه الذي لا يغفتر. سامحيني على غروري الكاذب وكبريائي العنيد. الدي تسبب في حرمانك مني وحرماني منك. سامحيني واطرق برأسه وانهمرت دمرعه على يدي فاتن متساقطة كحبات المطر. والجميع في ذهول تام خاصة عاصم وهو ينظر الي صديقه القديم كيف بكى بحرقة.
اقترب منه ووضع كفه على كتفه مربتا. وهامسا. لقد حصل ماحصل يازاهر. وها قد عرفت فاتن الان كل شي
نظرت فاتن الى جديها. بحيرة ونهضت بحدة وصرخت. لا. لم ينتهي شي. انا لا اعرف شيئا ولا اعرف ماذا. حدث. ولماذا. اكتشف اليوم ان جدي وجدتي لأمي مازالا على قيد الحياة. لماذا لما اعلم بذلك مسبقا لماذا اخفيتم هذا الامر عني
اقتربت جدتها ليلى منها وقالت بحنان. خوفا عليك يا ابنتي. عندما توفي ابواك كنت في عمر السنة. صغيرة وبريئة. وكنت دوما تبكين شوقا لامك. جداك كانا رافضين لفكرة زواج امك وابيك. لاسباب غبية وحمقاء ونظرت الي الرجلين بغضب
جداك كان صديقان مخلصان لبعضهما لبعض. وكنا في غاية السعادة. سويا الى ان وقع والداك في الحب واصرا على الارتباط. لكن جدك زاهر رفض. فقد استيقظت الكبرياء وعنجهية الاثرياء في داخلها. وكان جدك الاكبر والده يعزز فيه هذا الشعور. ممادعى ان يرفض عماد رفضا قاطعا واتهمه بالطمع في ثروة ابنته اميرة.
عندها ثار جدك عاصم و اقسم ايمانا مغلظة اذا تزوج والدك من اميرة سوف يتبرأ منه.
لكن والداك. لما يهتما فقد كانا عاشقين حبيبان مخلصان لبعضهما البعض. فهربا. وتزوجا. وانجبا عمر وبعد انجابهما عمر استمرا بالعيش بعيدا عنا سبع سنوات. كنت انا وجدتك. فقط من يتواصل معهما. ثم حملت امك بك وكانت سعيدة عندما اخبرها الاطباء انها تحمل اثنى. فقررت ان تسميك فاتن. وكانت تضحك قائلة يقال ان لكل امرء من اسمه نصيب وانا اريد انجاب ابنة فاتنه تدير الرؤوس وتأسر القلوب
شهقت جدتها باكية وهي تتذكر فرحة ابنتها بحملها. وتعالى نحيب عالية. الما
اكملت ليلى القصة. وقالت بحرقة. اصرينا على اميرة وعماد ان يذهبا الى زاهر ليسترضياه. والى عصام. ويأخذون عمر ويبلغونهم بحملها. ولكنهم تخوفوا كثيرا. بالنسبة لجدك عاصم. لم احتمل الم عماد واميرة ودار بيني وبينه نقاشا حادا انتهى بتهددي له ان اتركه ان لم يعفو عن عماد واميرة وجعلته يرى صورة عمر. فخر باكيا. كحاليا جدك زاهر الان واصر على الذهاب الى عماد واميرة واحضرهما الي منزلنا. وبدأت اميرة في سعادة بالغة لما فعله عاصم. من اجلهم. تغيرت حياتنا بوجوهم. خاصة عمر الذي اضاء البيت بشقاوته وضحكاته. وكنا في انتظار الفاتنة. ابتسمت ليلى ومسحت على وجنتي فاتن
واكملت قصة الالم. .....
أنت تقرأ
أحببته ...
Romansaاحببته .. منذ رأيته يقف أمامي كجبلٍ عملاق. بوسامته المدمرة وملامحه الغامضة. أريده. اريده بين ذراعيّ اريد قبلاته والشعور بحرارة شفتيه على وجهي وجسدي. أريد أن اغرق بين زوايا عشقه وشهوته ورغبته.