انت فقط. ... لي.

859 19 2
                                    

فتحت فاتن عيناها ببطء تنظر حولها بضعف لا تعلم اين هي. ماهذه الجدران البيضاء. ولماذا انا على هذا السرير. ؟
نظرت الي المحاليل المعلقة فوق رأسها. واحست بأنامل تضغط على يدها.
نظرت الي يدها فوجدت سامي وقد إتكأ على ذراعه على جانب سريرها واسند راسه علي ذراعه وقد غط في نوم عميق ويده ممسكة بيدها
تأملته فاتن بحب. يا الهي كم احبه. كم اعشقه. لكنه ليس لي. فلماذا هو معي دونا عن الجميع. 
انحدرت دمعة ساخنة على خدها.
وبدأت بسحب يدها بهدوء من يده حتى لا توقظه.
لكنه استيقظ ورفع راسه والتقت عيناها بعيناه في حوار صامت
وقف وجلس الي جوارها على السرير ومال اليها مقتربا من وجهها وهمس لها. لا تفعلين بي هذا مرة اخرى ؟
رمشت فاتن بسرعة وتلعثمت وهي تقول. م ماذا تقصد
قال لها بحنان. لن احتمل ان يحدث لك شئ صدقيني. سوف اموت  لو حدث لك شئ
شعرت بأنفاسه قريبة من وجهها وشفاهه قريبة جدا من شفتيها حتى انه عندما يتكلم تشعر بها تحتك بشفتيها.
نظرت في عيناه. وجدتها بحراً من الحب والشوق واللهفة
مدت يدها ببطء ووضعتها على صدره على موضع القلب. وكان قلبه ينبض بجنون.
فرفعت عيناها اليه وقالت بأمل.  سامي.. ماذا تقصد ؟!
ابتسم لها بحب واقترب اكثر وقبل شفتيها بنعومة ولكن بمشاعر محمومة قبلة اشتاقت لها كثيرا.
قبلها بشغف بحب بعشق قبلة اختصرت كل الحوار. والاعترافات.
بعد مرور بعضا من الوقت. رفع راسه قليلا ونظر في عيناها. وهمس بكل عشق الدنيا.
أحبك.  ولم اعد استطيع الحياة بدون. لقد هزمتي القائد ايتها الملازم بالضربة القاضية. وها يركع امامك. طالبا الغفران
ابتسمت فاتن بحب ومدت يدها تلمس وجهه بأناملها. وتمررها على عيناه وخده حتى وصلت الي شفتاه. فأمسك بأناملها. يضغطها على شفتيه بقوة. مقبلا اياها بحرارة
افاقا من لحظات الحب على صوت طرقات على باب الحجرة وصوت عمر سوف ادخل وكأنه يهددهما بطريقة ضاحكة
دخل عمر واقترب من فاتن. مقبلا جبينها. ومن خلفه كان جداها وجدتاها
اطمئنوا على صحتها. ثم خرجوا ليتركوا هذان العاشقان في عالمهما الخاص
اقترب سامي من سريرها. وجلس كما كان يجلس سابقا وامسك بيديها بين يديه. وقال. لن انتظر طويلا. بمجرد خروجك من هنا سوف نتزوج
ضحكت فاتن بخجل ودهشة. وقالت بهذه السرعة
قال لها لن انتظر ساعة اضافية. لقد تعبت من الانتظار والانكار اريدك. اريدك حبيبتي الي جانبي. اريد ان اعوضك عن كل لحظة تسببت لك فيها بالالم.
فاتن. لقد اقتحمتي عالمي بدون انذار اخللتي بتوازني وقسوتي من نظرة واحدة منك.  احببتك بدون ان اعترف لنفسي بذلك.
حتى كانت مهمة روسيا. عندها. عرفت بأنني احبك. ولكنني خفت عليك من توحشي وقسوتي فعاملتك بتلك الطريقة الحقيرة القاسية لابعدك عني
على الرغم من انني نجحت في ان جعلتك تكرهينني. الا انني وصلت الى اقسى درجات الالم والغيرة من كل انسان يقترب منك
وفي حملة التبرعات اعترفت بأنني لم اعد استطيع الصمود. لقد هزمتيتي بكل برأتك وحيويتك وضحكاتك وفتنتك.
فصممت على ان احصل على قلبك مهما كلفني
ابتسمت فاتن بخجل. ونظرت الي اناملها المتشابكة. وهمست احببتك دوما يا سامي ولم اتوقف للحظة عن حبك.
نظر اليها سامي بدهشة وامل. وقال على الرغم من كل ما حدث ؟
تأملته فاتن بعشق. وقالت على الرغم من كل ما حدث. 
قلبي كان خائنا لعقلي ورفض الانصياع له. وظل يحبك اكثر فأكثر رغم قسوتك معي ومافعلته رونا وقالته لي.
كان الالم يزداد في داخلي وحاولت الا التقي بك مجددا. لاحمي قلبي من المه المتزايد. لكنك كنت دوما هناك. في داخلي اينما التفت اجدك
الا ان لم اعد استطيع احتمال فكرة انك ستكون لانسانة اخرى. فأنهار كل شئ بداخلي.
صعق سامي وقفز واقفا. وقال. ماذا. من قال بأنني سأكون لامرأة اخرى ؟
لقد سمعت خالي فؤاد بعدما خرجت من غرفة المكتبة. تلك الليلة. يقول لجدي عاصم انه سوف يذهب لخطبة رونا. لك. قريبا. عندها لم احتمال وفقدت قدرتي على تقبل اي شئ اخر وشعرت بالقهر لانك كنت منذ لحظات معي في المكتبة وكأنك كنت تريد ان نكون على علاقة  فشعرت بألم حارق يدمرني ولم اعد اشعر بعدها بشئ
تألم سامي بقوة وانحني يضمها بقوة الي صدره. ودفن وجهه في شعرها وقال بقوة. سامحيني. لم اكن اعلم بأنه سيتكلم. تلك الليلة كنت اعلم ان امي ناقشت معه الموضوع وقد ابلغتها برفضي ولكنها على ما يبدو لم تبلغه بذلك بل ارادت وضعي امام الامر الواقع وتجعل والدي يطلبها لي رسمي فتحرجني ولا استطيع الاعتراض حتى لا اتسبب في احراج ولدي امام عائلة رونا
ارجوك حبيبتي. صدقيني لم احب ولن احب ومن المحال ان افكربهذه الحمقاء. ليس لانني احبك ولكن منذ ان كنا صغار وانا لا احتمل هذه الانسانة.
ورفع وجهه ونظر اليها ضاحكا.  وقال يمزاحها. بالله عليك. كيف لي ان ارتبط بتلك المتعجرفة. لابد انني كنت سأقتلها من ليلة زفافنا.
ابتسمت فاتن بخجل. ولكن بنظرة فيها عتاب والم وقالت. وكيف عرفت عن روسيا ؟
احاط سامي وحه فاتن بكفيه الدافئين. واخبرها بما اخبر به ساهر. واردف قائلا انني على يقين تام انها احتفظت لنفسها بالمعلومة حتى تلقيها في وحهك في اللحظة المناسبه
وهذا مافعلته فبعد ان رأتنا ونحن عائدان من الغابة رغم انها لا تعلم بأننا تشاجرنا. اشتعلت نار الحقد والغيرة في قلبها. وزادها. انها توددت الي فرفضتها واخبرتها صراحة انه بوجودك او غير وجودك لا يمكن ان يكون بيني وبينها اي ارتباط او حب
عندها ذهبت اليك مباشرة والقت بقنبلتها لتحطمك وتدمر اي فرصة كانت ستكون بيننا
نظرت فاتن الي سامي بحب. ومدت ذراعيها لتلفها حول عنقه مداعبة رقبته وشعره الاسود الكث. وتقربه منها هامسة.  احبك يا سامي.
تأوه سامي. واقترب منها سريعا معانقا اياها بلهفة ومقبلا كل جزء من وجهها العزيز الحبيب الي قلبه وهو يكرر على مسمعها بصوت متهدج مليئ باللهفة والحب والشوق والعشق. انا احبك يا فاتنتي. احبك.
———————————-
بعد اسبوعان. اقيمت الاحتفالات في مزرعة زاهر بمناسبة زفاف سامي وفاتن. كان حفلا بسيطا هادئا. تعمه المحبة والمودة.
وذلك العشق المذهل في عيناي العروسين
على الرغم من بعض الاعتراضات التي اظهرتها والدة سامي السيدة هالة الا انها رضخت لابنها. لانها تحبه وتريد سعادته.
تزوج العاشقان اخيرا. واعلنت حرب الارادات بينهما. انازل اسلحتها. 
ليأخذ سامي عروسه فاتن بين ذراعيه في حجرتهما الخاصة ويغرقان في عالمها الملئ بالمشاعرالملتهبة والمحمومة. ويطفئا لهيب الانتظار الذي احرقهما. كثيراااا. 

أحببته ...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن