زادت سعادة فاتن وعمر بوجود جدهما زاهر وعائلة والدتهم اميرة. الي جانبهم. وبدأت العلاقات بينهم تتطور يوما بعد يوم. واصبحت فاتن على علاقة وثيقة بخالتها عالية وابنتها الجميلة الخجولة مي ذات العشرون عاما. وزوجها خالد الطبيب المختص بأمراض القلب والذي يحمل اطيب ابتسامة رأتها فاتن.
وخالها فؤاد وزوجته هالة. تلك المرأة الهادئة الرصينة المخالفة تماما لشخصية خالها فؤاد الذي يحمل رتبة لواء في الجيش ولكنه يحمل في داخله حس كبييير بالمرح وحب الضحك والاستمتاع بالحياة. لدى فؤاد ابنان الابن الكبير. هو ... سامي.
اما الاخر فهو ساهر الصديق المخلص وكاتم اسرار عمر منذ ان تعارفا وهما في السابعة عشر من العمر واكتشفا رابط القرابة بينهما. وهم لا يفترقان.
ساهر شاب وسيم مهذب ضحوك يميل الي الهدوء لكنه كريم القلب والاخلاق صادق.
اما سامي. فهو رجل في اواخر الثلاثين من العمر وسيم طويل القامة. اسمر البشرة ضخم الجسم. وهذا ساعده كثيرا لانه رجل عسكري وقائد في القوات الخاصة.
نعم القوات الخاصة التي كانت نقطة اللقاء بين سامي وفاتن
هناك. عندما تقدمت فاتن قبل عام للالتحاق بدورة الجامعيين الضباط في القوات الخاصة كانت الفتاة الوحيدة المتقدمة.
عندما اجتازت كافة الاختبارات الجسدية والطبية. لم يكن قد قابلها قط
حتى حانت المقابلة الشخصية. عندما خطت فاتن الى داخل قاعة المقابلات ووقفت بكل شجاعة وشموخ امام ثلاثة من كبار الضباط احدهما كان سامي
في تلك اللحظة التي وقع نظر سامي عليها. شعر بصدمة وذهول. فكيف تجتاز هذه الرقيقة كل هذه الاختبارات الجسدية الصعبة والخطرة والتي عجز عنها عشرات من المتقدمين الرجال
شعر بشئ غريب يحدث بداخله. شعور بالقلق والتوتر وكأنه يقف على سطح ساخن. لا يعلم لماذا وجودها في القاعة اثار في داخله هذه المشاعر الجديدة عليه. هز رأسه رافضا تلك الافكار واتخذ مظهر القسوة. وصمم على الا يدعها تكمل هذه الدورة
وبدأت المقابلة وكانت الاسئلة التي يطرحها عليها استفزازية بكل ماللكلمة من معنى.
ولكنها رغم كل هذا الاستفزاز كانت تجيب بهدوء وحكمة.
حتى ألجمت اعضاء اللجنة. الذين لم يجدوا مفرا من قبولها.
في تلك اللحظة نظر اليها وهي تخرج من القاعة وقال بصوت مرتفع لزملائه. هذه الدفعة سوف ادربها بنفسي.
وفي داخله تحدي وتصميم على ان يكسر غرور هذه الفتاة. التي اشعلت النار بداخله
خرج الي مكتبه واقفل الباب خلفه ووقف امام النافذة يطلق بصره فيما حوله ولكنه لم يكن يرى شيئا. فقد كان عقله وفكره ممتلئان ب فاتن. نعم تلك الفتاة التي اثارت بداخله مشاعر لم تثيرها امراة من قبل.
لطالما كان لديه صديقات. ولكن لم يصل الى هذه الدرجة من الاثارة والتوتر. شعر بأن قلبه سيخرج من صدره لقوة نبضاته. وانامله ترتجف من المشاعر التي اجتاحت جسده
يألهي ماذا يحدث لي ؟ تسأل. سامي
وبدأ يتخلل بأصابعه شعره الاسود الكثيف. وتخيل لو انها بين ذراعيه مالذي قد يحدث. شعر بالفزع يهزمه. فجأة انتقض وتحرك من مكانه وضرب بيده بقوة على مكتبه وقال. ماذا حدث لك يا سامي. هل جُننت. ؟! ادرك نفسها واضبطها انت سامي. انت وحش القاعدة الصارم
وخرج من مكتبه غاضبا من نفسه وما اعتمل فيها من مشاعر. وتصميم على ان يخرج هذه الفاتنه من راسه.
بدأت الدورة التدريبيه ب 20 متدرب 19 شابا وفتاة واحدة. وبدأ سامي بالتدريبات القاسية. والعقبات المتوالية التي يضعها في طريق فاتن. كان المتدربين عبارة عن مجموعات مكونة من اثنين وكان شريك فاتن. هو امجد
ذلك الشاب اللعوب. الذي لا يترك الابتسامة تفارقه. كان ذا اخلاق حسنة ولكن يعيبه انه كان كسولا
وكان ايضا. قريب ل فاتن. فهو ابن خالتها. عالية واخ لمى. ولكن طبعا في ذلك الوقت لم يكن اياً من سامي وفاتن وامجد يعلمون العلاقة التي تربطهم. سامي وامجد يعلمان انهما قريبان ولكن لم يعلمون ان فاتن ايضا قريبتهم
التدريبات كانت شاقة جدا ولكن فاتن اظهرت براعة وبسالة عالية ورشاقة مذهلة. وكانت تحصل على الدرجات الكاملة في كل تدريب واختبار. مهما اثار غيظ سامي. خارجيا ولكنه من الداخل كان معجبا بهذه الفتاة الى درجة كبيرة.
في احد الايام دخل سامي الى مخدع المتدربين والذي كان سرير فاتن فيه يأخذ زاوية لوحده بأمر منه. لانها فتاة
وبدأ عملية التفتيش على المتدربين. وصل امام سرير امجد وعندما فتشه وجد جهاز خلوي وسجائر
ظهر الارتباك والخوف على امجد. وكانت فاتن تقف الى جانبه وتعلم مدى اهمية اجتياز هذه الدورة ل أمجد لانه وعد والده ان يجتازها. وكان والد امجد الطبيب خالد صاحب القلب الطيب. قد مل وتعب من كسل ابنه وعدم اهتمامه فهدده ان لم يجتاز هذه الدورة سوف يتبرأ منه ولن يسمح له برؤية امه واخته ابدااا
وقف سامي امام امجد والغضب يتطاير شرار من عيناه. وبدأ يتكلم بصوت قوي مرعب كصوت الرعد. لمن هذه الاشياء. ارتجف امجد. وبدأ يتصبب عرقا. ولم يعد يعرف ماذا يقول. فجأة تكلمت فاتن. وقالت انها لي. !!
التفت سامي بحده اليها. وقال. ماذا !؟.
هل تعترفين بإنها لك ؟!
هل تعلمين ماهي العقوبة لهذه المخالفة ؟
تكلمت فاتن بهدوء وهي تقف شامخة ونظرها ثابت الى الامام. نعم سيدي اعلم
وانا مستعدة للعقاب
نظر اليها سامي بغيض. وفي داخله تفجرت براكين الغضب والغيرة.
مالذي بينها وبين امجد حتى تتحمل عنه العقاب ؟!
نظر اليها بحقد وقال. حسناً. لك ما اردتي.
عقابك الوقوف في الشمس لمدة 12 ساعة.
وسنرى مدى ثقتك بقدرتك ايتها الجندية
ثم التفت خارجا بقوة. تاركا الجنود في حالة من الرهبة والذهول وجميعهم ينظر الي فاتن نظرة احترام وتقدير. وعطف
بدأ عقاب فاتن. من الساعة السادسة صباحا. وظلت مكانها. لا تتحرك. وسامي يراقبها تقف في وسط ساحة التدريب لوحدها. يراقبها من نافذة مكتبه
ساعة بعد ساعة لم تتخاذل ولم تضعف وانما ارتدت قناع الجمود على وجهها.
حتى حانت السادسة مساء. جاء المدرب البديل ونظر الي فاتن بعطف وامرها. استريحي ايها الجندي انتهي العقاب
جرت فاتن نفسها جرا الي قاعة مخدع الجنود ورمت بنفسها على سريرها.
اقترب امجد منها يحاول ان يعتذر لكنها اسكتته بإشارة من يدها. وقالت ليس من اجلك وانما من اجل امك وابيك . فأنت لا تعلم قيمة ان يكون في حياتك اباً واماً يحبانك ويفخران بك. لو كنت تعلم لقدمت حياتك لهما هدية
صعق امجد من كلامها وظل واقفا يتأمل بكل حرف من حروفها وتذكر والده ووالدته. واخته. وصمم من تلك اللحظة ان يغير كل شي وان يجتاز هذه الدورة بنجاح ليفخر به والداه.
هذا الموقف جعل قلب سامي متألما. لم يكن يريد ان يعاقبها. ولكن هي زجت بنفسها في هذه الدوامة. اراد ان يذهب اليها ويأخذها بين ذراعيه ويقبل شعرها ويعتذر منها. على قسوته. ولكنه نفض هذه الافكار من راسه وبدأ يوبخ نفسه على لحظات الضعف التي اصبحت تنتابه منذ ان عرف فاتن.
توالت الايام والاشهر واكتمل العام وانتهت الدورة
وتمت تخريج الدفعة الجديدة التي كانت فاتن صاحبة المركز الاول فيها.
في تلك الحفلة اكتشف سامي وامجد وساهر ولمى علاقتهم بفاتن وعمر
كانت صدمة ل سامي. ان تكون هذه الفتاة التي اطاحت به هي قريبته ابنة عمته الراحلة اميرة
كان الخبر صاعقا على الجميع
منهم من طار فرحا بعمر وفاتن مثل امجد ولمى وساهر. ومنهم اغلق على نفسه ابواب الجمود تقبل عمر وفرح به ولكنه لم يتقبل ان تكون فاتن قريبته
انه سامي
كان يريدها تبتعد عنه وعندما انتهت الدورة بدأ يشعر بالراحة لانه فكر انه اخيرا سوف يخرجها من راسه ولن يعود للتفكير بها كما يفعل الان. سامي رجل قاسي لا يملك وقت للعواطف. ولا يريد ان يرتبط بأي علاقات ولا يفكر بالزواج. ودخول فاتن العاصف الي حياته تسبب في فوضى عارمة في مشاعره
عندما بدأت العلاقات تسير بطريقها السليم بين فاتن وعمر وجدهما زاهر وعائلته
كان سامي يتباعد عنهم. لانه في مرة يرى فاتن فيها في منزل جده يزداد لديه الشعور بعدم قدرته على السيطرة على نفسه
اعترف لنفسه اخيرا بأنه يريدها. نعم انه يريدها لنفسه يشتهيها. يعشق جسدها وضحكاتها وفتنتها الطاغية. وبرأتها النادرة
ولكنه لايريد ان يرتبط بعلاقة دائمة انه يعشق عزوبيته. فأصبحت النار مشتعله اكثر بداخله.
وبدأت معركة الحب والعشق بينه وبين الفاتنة فاتن ...
أنت تقرأ
أحببته ...
Romanceاحببته .. منذ رأيته يقف أمامي كجبلٍ عملاق. بوسامته المدمرة وملامحه الغامضة. أريده. اريده بين ذراعيّ اريد قبلاته والشعور بحرارة شفتيه على وجهي وجسدي. أريد أن اغرق بين زوايا عشقه وشهوته ورغبته.