لقاء الصقور

666 13 0
                                    

تعالت ضحكات عصام فخورا وهو يلف ذراعه حول حفيدته فاتن وهو يتجاذب الحديث مع عمر وفاتن وزوجته الغالية ليلى معلقاً على مشاهد القوة والتحمل التي عرضت ل فاتن. قائلا. اتذكر عمر عندما تسلقت فاتن الشجرة الكبيرة في المزرعة تريد انقاذ القطة سوما. وعندما ارادت النزول خافت وبدأت تبكي وظلت هناك الى ان حل المساء. لو لم نبدأ بالبحث عنها. لكانت ماتت من ذعرها.  وقهقه ضاحكا مرة اخرى وهو يتذكر فاتن وهي ترتجف بين ذراعي عمر عندما انزلها من على اغصان الشجرة عندما كانت في السابعة من عمرها.  وتنهد قائلا. كنت فتاة رقيقة جداا ومازلتي يافتاتي رقيقة جدا. رغم كل شجاعتك.
ابتسمت فاتن ورفعت راسها الى جدها تنظر اليه بمحبة. ولفت ذراعها حول ساعده وقالت. لولاك ياجدي. انت وجدتي واخي عمر لما استطعت ان اصل الي ماوصلت اليه. 
ها انا خبيرة في امن المعلومات وبرمجيات الحاسوب والان توجت نجاحتي بالانضمام الي الضباط الجامعيين في القوات الخاصة 
اشعر بالفخر انني حفيدتك واخت اوسم طيار حربي في العالم. ضحك عمر وجذبها بين ذراعيه مقبلا جبينها. وقال اختي الغالية. ستظلين فتاتي الصغيرة مهما كبرتي. 
قالت ليلى. كفانا حديثا وهيا بنا نعود الي المنزل. لنتاول العشاء الذي اعددته بهذه المناسبة. وطلبت من الخادمة ان تحافظ عليه ساخناً. هيا هيا ودعونا من العبارات العاطفيه. الان.  ضحكوا وبدأ بالسير بإتجاه ابواب الخروج من القاعة.
وفجأة وقف ذلك الجبل شامخا امامهم. ونظر الى عاصم بغرور وقال. مر وقت طويل يا صديقي.
اجفل عاصم وارتد قليلا ثم تمالك نفسه ورد عليه قائلا. ماذا تريد الان يا زاهر.
لم يعد بيننا تلك الصداقة التي تدعيها.
ابتسم زاهر بجفاف. وقال وهو ينظر الى عمر وفاتن نظرات الالم والحرمان.
بلى ياصديقي مازال بيننا. ماهو اهم من الصداقة.
غضب عاصم ورد قائلا. يبدو انك كبرت وبدأت تشعر بالخرف. الا تذكر. انك انت من تخلى وابتعد ...
اطرق زاهر برأسه متألما.  ثم رفع راسه بغضب وقال. مهما يكن. مازالت بيننا حسابات قديمة.
وتقدم يقف امام وجهه عاصم الذي انتفخت اوداجه بغضب واقترب حتى كاد يلتصق ب زاهر. ليكن ... ولكن هذه المرة. اصحاب الشأن هم من سيقررون وليس انت ولا انا.
وجذب فاتن من يدها بقوة اجفلتها وسار مبتعدا  بينما تمهل عمر بالمرور امام زاهر. جده. والد امه الراحلة. ونظر اليه من خلف رموشه. نظرة شوق. وابتعد متأبطأ ذراع جدته ليلى.
توالت الافكار في ذهن فاتن.  من هذا الرجل ؟. لايبدو غريباً. لقد رأيته من قبل !  متى وكيف !! كررت فاتن على نفسها هذه التساؤلات طوال رحلتهم بالسيارة الى المنزل
ضرب زاهر بيده على المكتب صارخاً ب حفيده سامي.
لماذا لم تخبرني. ؟ لماذا لم تقل لي ان فاتن ابنة اميرة. تحت قيادتك. ؟!
نظر سامي الى جده بإحترام. وقال. جدي. لم تبدي ابدا اي فكرة او كلمة عن انك تريد التعرف اليها او حتى تريد ان تراها. فكيف اخبرك عنها.  ثم لا تلمني لوحدي. فساهر يعرفها ايضا. هو صديق عمر المخلص منذ سنوات ولكنه لم يلمح ولم يشر الى هذه العلاقة ابدا.
رفع زاهر نظره بحده الى سامي. وقال. سيكون حسابي مع ساهر عسيرا
لماذا لم يبلغني بأن عمر وفاتن قد عادا الى المدينة.
وعاد الى ضرب المكتب بقبضته القوية رغم سنه.  والالم يعتصر قلبه وعقله. لقد رأها. رأى اميرة. تقف اليوم امامه بكل جمالها وبرأتها. لتتقلد رتبة ملازم. رأى ابنته متجسده امامه في ابنتها فاتن. وكأن اميرة. عادت الي الحياة.
يجب ان يراها. يجب ان يسمعها يجب ان يأخذها بين ذراعيه ويضم ابنته اميره فيها. 
نظر سامي الى جده وهو يرى التعابير التي تتوال على ملامح جده المتعبه وذلك الالم والشوق الذي اشتعل في عينا ذلك الجبل الشامخ.
وشعر بقسوة ردة الفعل على ما اقدم عليه جده من سنوات. من القطيعة بسبب غروره وتمسكه بأرائه القاسية
فاتن ... تلك الفتاة. كم سببت له ليالي من الارق والحمى. وهو يفكر بها. كم تألم وغضب الى درجة الجنون منها. ومن كل من يقترب منها. 
التفت وخرج من المكتب مغلقا الباب خلفه تاركا جده غارقا في  احزانه. وهو غارقا في افكاره. التي تربعت على عرشها.  فاتن.

أحببته ...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن