اصر عاصم بهذه المناسبة على دعوتهم جميعا الي العشاء والاحتفال بنجاح حملة التبرعات
عاد الجميع الى منزل عاصم. وبدأوا بمناقشة الحملة وطريقة الرقص في الحديقة وتميز الفكرة وتفردها
كانت نظرات سامي لا تفارق فاتن. وقد اوجس في نفسه ان هناك امرا ما. سوف يهدم تخطيطه بالتقرب من فاتن
ولكنه لم يتوصل ماذا يمكن ان يكون
صعدت فاتن وبدلت ملابسها ونزلت لتكمل السهرة مع العائلة. وقد جلست بهدوء تستمع الى المناقشات الجميلة. وترى ذالك الحب الذي نمى بين ساهر ولمى. منذ ان تدخلت فاتن في احدى الايام ونبهته الى لمى بطريقة ذكية.
منذ تلك اللحظات بدأ ساهر يرى لمى بصورة مختلفة. وبدأ يتقرب منها حتى اعترف لها بحبه وتقدم للزواج منها.
جلس عمر وسامي يتجاذبان الحديث. ولكن ذهن سامي كان مشغولا ب فاتن
فالفترة الي فاتت وكانت تتجاهله فيها متعمدة. سببت له غضبا هائلا وشوق مؤلم. وبدأ يفقد تركيزه. وحيويته. ولم يعد يشغل باله وقلبه وذهنه سوى صورة فاتن
اصبح متأكدا بأنه مهما حاول ان يكابر. الانه. يحبها. بل يعشقها ويعشق كل تفاصيلها. وهمساتها وضحكاتها وحتى صمتها وهدوئها.
تكلم عمر ضاحكا وحرك يده اما عينا سامي ليلفت انتباهه. وقال اين وصلت يا ابن خالي
ضحك سامي بتوتر وخجل. قال هنا. مازالت هنا.
نهضت فاتن وتوجهت الي المكتبة لتحضر جهاز العرض حسب طلب جدها ليشاهدوا انجازات المركز
فأستأذن سامي من عمر وذهب خلفها
ثم دخل واغلق باب المكاب واقترب منها واضعا يديه على كتفيها
انتفضت فاتن ليس من المفاجأة فهي علمت منذ ان دخل خلفها بأنه سامي. ولكن لمسته كانت معذبة. اثارت ما بداخلها من اشواق والم ورغبة في حبه
وادارها لتواجهه وتنظر اليه
وقال لها. فاتن. يجب ان نتحدث. لم يعد تجدي هذه الحرب الباردة بيننا
رفعت فاتن نظرها متألمة وقالت. لم يعدهناك ما يستحق الحديث. فلم يكن بيننا شيئا اصلا.
قال سامي. لا. انت لا تعرفين شيئا. دعيني اخبرك بما في داخلي
لكنها صرخت. لا. لا تتكلم. لا اريد ان اسمع اهانة اخرى. اعتقد بأنك سوف تطلب هذه المرة ان نكون على علاقة. حتى تمل مني وقتنا تشاء
بُهت سامي من كلماتها وقال هادرا. ماذا تقولين. ؟! هل جننتي كبف افكر بك بهذه الطريقة الحقيرة هل اصاب عقلك شي ؟
قالت بل عرفت الحقيقة ايها العقيد. ام اقول سيدي
عرفت بأنك جعلت مني مادة للسخرية والاحتقار عندما قبلتني في روسيا ثم رميت بي مع اهانة قاتلة بأنني لا اناسبك ولا يمكن ان يكون بيننا شئ
وثم لم تكتفي بهذا بل تبجحت بذلك اما حبيبتك رونا. مخبرا اياها انني مجرد عابثة حقيرة رميت بنفسي عليك
تراجع سامي الى الخلف وهو في غاية الفزع. وقال لا اصدق ما تقولين.
ماذا حدث لك. ؟ كيف تصدقين انني ممكن اتحدث عن امر خاص بيني وبينك الى اي كائن في الارض. اتحدث عن لحظة نادرة تشاركتها معك. والى من. الي رونا. !!! لفظ الاسم بإحتقار وغضب
لم تنتبه فاتن الى كلماته وقد اعمها الالم والقهر والحزن. وقالت له ارجوك لا اريد ان اعرفك بعد الان.
لقد حطمت قلبي. وقتلت بداخلي شيئا كان من الممكن ان يصبح عالما لا مثيل له.
فاتن. استمعي الي. صدقيني لم اتكلم مع رونا بأي موضوع مماثل. !
التفت فاتن وادارت ظهرها اليها. وقالت بسخرية. اذن كيف عرفت ماحدث بيننا في روسيا. ؟
لم يكن معانا انسان لا يعلم بما حدث سوانا ؟
وعادت للتظر اليه من فوق كتفها وسخرت منه قائلة بألم. اتكون رونا عرافة وتعلم الاحداث المخبئة. ؟
سارت فاتن نحو الباب بسرعة وخرجت وتركت سامي في حالة من الذهول والاحباط والغضب المتصاعد
التفت للذهاب خلفها. ولكن ساهر امسك بذراعه. وقال له. ابتعد عنها يا سامي. لقد حطمتها رونا كليا
نظر سامي الى ساهر بدهشة وذهول. وقال وما ادراك انت. ؟
اخذ ساهر نفسا عميقا. وبدأ يحكي ل سامي الحوار الذي دار بين فاتن ورونا في الشرفة. في مزرعة جدهم.
ومع كل كلمة كان غضب سامي يتصاعد وبدأ يصر على اسنانه
وقال بفحيح غاضب. هذه الحقيرة. سوف اقتلها بيدي.
قال ساهر. سامي لقد تكلمت في موضوع حساس جدا. وانا لا اعتقد انك ممن يبحون بهذه الامور الى أي كأن. فكيف ب رونا. ؟ الم تسأل نفسك كيف عرفت بما حدث بينكما ؟
تجمدت نظرات سامي. وانطلق ذهنه الذي يعمل بسرعة عالية. ليفكر في اجابة على سؤال ساهر
وبعد ثواني لمعت عيناه. وتذكر
وقال بغضب نعم. نعم لقد عرفت.
انني اضع على حهازي الخاص مدونة مذكراتي الخاصة. وفي ذلك البوم دخلت رونا علي غرفتي فتفاجأت بدخولها ونسيت اغلاق جهازي. وعلى مايبدو انها قرأت ذلك في مدونتي عندما ابتعد عن المكتب. لاعطيها ما طلبته من كتب من مكتبة جدي.
وصر على اسنانه بغضب. كم انا احمق وغبي وحقير.
وضرب قبضته في راحة يده بقوة. وقال بحنق وغضب هادر. سأقتلها. سأقتل تلك الحقيرة. التي تجرأت لتهدم الحياة التي اريدها مع فاتن. نفذت مخططها الحقير بعد ان رفضتها في المزرعة وذكرت لها صراحةً انني لا املك قلبي. فأنتقمت مني في فاتن
ابتسم سامربحزن. المصيبة انها القت كلاما خطيرا مؤذيا بخصوص عمتي اميرة. رحمها الله. اعتقد بل انا متأكد انه جرح فاتن بشكل بالغ. اكثر من مسألة الحب الذي لم يعلن بينكما
تهادى الى مسامعم صراخات حادة قادمة من قاعة الجلوس
فركضا بسرعة الى هناك. وهناك
على ارض القاعة كانت فاتن غائبة عن الوعي ممسكة بقلبها براحة يدها بقوة وعمر يجثو صارخا بأسمها
توقف الزمن بالنسبة ل سامي. وشعر بأن قلبه توقف عن النبض. لا. ليس فاتن. لا ارجوك يا الهي. ليس فاتن.
تعالت الصرخات. واندفع سامي بقوة بإتجاه فاتن حاملا اياها مسرعا الى باب الخروج يتبعه عمر راكضا. ادخلوها السيارة وانطلقوا بها الى المستشفى
تنارل سامي الهاتف واتصل بخالد زوج عمته عالية
دكتور خالد ارجوك هناك حالة طارئة. فاتن اغمى عليها وعلى مايبدو انها شعرت بألم في قلبها ارجوك.
ذعر خالد وقال سأكون في استقبالكم فورا
اوقف سامي السيارة بسرعة وبدون اهتمام وقفز منها حاملا فاتن بين ذراعيه ومعه عمر
وادخلوها الي الطورائ حيث استقبلهم الدكتور خالد ووضع فاتن على السرير وطلب منهن الخروج. من حجرة الطوارئ.
لم يطاوعه لكنه امر الممرضين بإخراجهم
اصبح سامي وعمر كنمرين حبيسين في قفص. وهما يدورن حول باب الغرفة
وفي لحظات حضرت بقية العائلة
وتعالى القلق والخوف والفزع على فاتن وماذا حدث لها.
بعد ساعات من الانتظار
خرج الدكتور خالد من الغرفة. ومن خلفه خرج السرير تسحبه الممرضات وعليه فاتن وادخلوها الي غرفة العناية الفائقة
تقدم اليهم خالد فألتفرا جميعا حوله
فتنفس الصعداء. ونظر اليهم وابتسم بهدوء
وقال. الحمدلله هي بخير الان. ولكن كانت في حالة خطيرة جدا عند احضارها
امسك عمربلهفة يد الدكتور خالد وقال ماذا اصابها. يادكتور
ربت خالد على يد عمر وقال. لا تقلق يا بنى اختك الان بخير ولكن لابد من الانتباه مستقبلا في التعامل معاها
قال سامي. ماذا حدث. ارجوك
تقدم خالد ورضع يده على كتف سامي. ونظر اليه. امام الجميع وقال. ماذا تعتي لك فاتن يا سامي ؟
بُهت سامي وكانت مفاجأته بهذا السؤال عظيمة
صمت الجميع وحدقوا فيه ينتظرون الاجابة
تأملهم قليلا. ثم قال. احبها. ... فقط هذه الكلمة
عندها تعالت بينهم همسات الارتياح واقترب فؤاد من سامي. وقال له اذن حافظ عليها يا بني.
قال الدكتور خالد. يجب ان تنفذ هذه التصيحة بشكل كامل
فاتن مصابة بمتلازمة القلب المكسور
وهي في العادة اذا كانت تحدث على فترات متباعدة لا تسبب لها ضررا في حياتها. لذالك كانت تعيش بشكل طبيعي جدا وتقوم بكل انشطتها بحيوية وشغف
ولكن يبدو انها تعرضت الى توتر وصدمات مؤخرا سببت لها اثارت المرض بشكل كبير الى درجة خطرة. واظن بأنها كانت تشعر بالاعراض من مدة ولكنها تجاهلتها. وقست على نفسها
الى ان سقطت الليلة. فجسدها رفض الاحتمال اكثر.
هذا المرض ليس خطيرا وهو يصيب اشخاصا تعرضوا في مرحلة من حياتهم الى امور واحداث مؤلمة ومفاجئة واعراضه تشبه اعراض الجلطة القلبية.
لا يسبب ضرار لمن يتعالجون منه ولكن عندما لا يعلم الشخص انه مصابا به. ومع مرور الوقت يزداد التوتر والقلق والخوف والحزن في حياته فإنه يتفاقم. وقد يؤدي فعلا الي جلطة قلبية حقيقية
وهذا ماحدث ل فاتن.
الحمدلله رب العالمين انها جلطة خفيفة ولكن لابد من ان تبتعد مستقبلا عن كل ما يثير لديها هذا المرض مرة اخرى.
قال عمر بألم. كنت اعلم. انها تتألم. نعم لقد رأيتها اكثر من مرة تضع يدها على قلبها. وخفت ان تكون الالم التي كانت تعودها وهي صغيرة كلما ذهبنا الى زيارة قبر امي وابي او عندما يحدث معاها مايكدرها في المدرسة ولكني عدت وتراجعت عن افكاري وقلت في نفسي لا بد انني اتخيل ف فاتن في قمة حيويتها وتشاطها وتألقها
علم سامي في داخله ان ما بينه وبين فاتن هو السبب الرئيسي في كل ماحدث.
شعر بقلبه يتمزق وبروح تتبعثر. شعر بحاجة فظيعة بإن يدخل اليها ليأخذها بين ذراعيه.
ياالهي. اكد اموت من المي. انني رجلا احمق تغلب غروري على مشاعري وقلبي. واهنتها كثيرا لاحمي قلبي من الوقوع في حبها.
نعم. لقد خفت من الوقوع في حبها. خفت من شبابها وفتنتها وجمالها ونشاطها وضحكاتها
شعرت بأنها تهديد لقوتي وقسوتي والجبروت في داخلي. لم اسمح لفتاة بالسيطرة على مشاعري ابدا.
كنت دوما متحكما بحياتي. الا ان تسللت الي داخلي بهدوء كشعاع الشمس.
وانهار على الكرسي واضعا راسه بين كفيه. متألما من واقع معرفته انه سببا في المها.
اقترب منه جدها عاصم وجلس الى جواره. مربتا على كتف سامي. وقال له بحنان لا تلم نفسك يا بني. انت رجل عسكري تربيت على اخفاء مشاعرك وعلى تعزيز القسوة بداخلك. وانا اشعر بألمك لاني مررت بنفس وضعك الان. والتفت ينظر الي ليلى بحب وحنان.
ومرض فاتن كان معاها من قبل معرفتك بها. ولكنه كان يعتبر خامدا حتى اشتعلت النار بينكما. وضحك بسرور. واحتضن سامي من كتفه وقال يبدو انها امور وراثيه في العائلة. القسوة والجبروت.
وتظر غامزا بمكر الي زاهر. الذي اطرق بخجل وقال عاصم. بالله عليك لا تذكرني. ... لكزته زوجته في ظهره وقالت بخبث. نعم نعم لا تذكره ياعاصم. كم اخذ مني من وقت وجهد حتى التفت الي وايقن بحبي له. لدرجة انه دخل الي حفل زفافي ودمره بيديه. واصر على عقد زفافنا في تلم اللحظة بعد لكم. طارق عريسي في ذلك الوقت لكمة افقدته الوعي.
تعالت الضحكات بينهم. فتقدم عمر وسحب سامي من يده وقال اذهب اليها. هي تحتاجك انت الان.
نظر سامي الي عمر بإمتنان. وتوجه الي غرفة فاتن .... لعله يستطيع ان يبدأ معاها من جديد ...
أنت تقرأ
أحببته ...
عاطفيةاحببته .. منذ رأيته يقف أمامي كجبلٍ عملاق. بوسامته المدمرة وملامحه الغامضة. أريده. اريده بين ذراعيّ اريد قبلاته والشعور بحرارة شفتيه على وجهي وجسدي. أريد أن اغرق بين زوايا عشقه وشهوته ورغبته.