الهروب

35.8K 754 212
                                    



تجري حافية...دقات قلبها تسمع كمضخة ستنفجر....شعرها الأحمر يتطاير كلوحة فنية....لكن حالتها وتعبيرات وجهها تبعد كل البعد عن اللوحات الفنية المبهجة .....ذموووع بوجهها الأبيض اللؤلؤي الجميل تزيده جمالا ....تلهث وهي غير قادرة على الجري أكثر ....

إنه قرار لا رجعة فيه ...لقد إتخدته وانتهى ...رمت ورائها تعاستها وتعنيف زوجة الأب لها....يالها من قاسية تضربها ليل نهار فقط لأنها تذكرها بمدى جمال أمها المتوفاة ...تعذبها كأنها عبدة وتستلذ بذلك ....لم تقوى الصغيرة ذات ١٨ سنة عن كل ذالك لقد هربت في خضم ضرب تلك القاسية لها ....لقد ابتعدت

إنها تبتعد ....إن الطريق ورائها طويل جدا وأمامها أطول ...تنظر بين الفينة والأخرى لذاك الطريق وتلتفت للطريق ورائها وهي تركض وتبكي....إنها تبتعد....فلتعش كما تريد ولكن لن تسمح لأحد بأذيتها مرة أخرى .....


تقع أرضا بقوة...ركبتها تألمها ....قليل من الدم تحت ركبتها...تنزل رأسها ودموعها تنزل بغزارة لتنظر لركبتها...تغمض عينيها وتهمس لنفسها

-ماذا ستفعلين..؟؟؟

استلقت على ظهرها لتنزل يديها على الأرض كأنها على وشك الإنتهاء..تهمهم بصوت خافت لنفسها وهي لا تستطيع التنفس..

-ماذا ستفعلين..؟ أين ستذهبين ياحمقاء....لقد كنتي محبوسة في البيت طوال هذه السنوات ...أين ستذهبين....أنتي لا تعرفين التعامل مع الناس مابالك لو كانو غرباء.......!؟

رفعت يدها ببطئ لتمسح ذمعة من عينها وتتنهد...تتذكر سجنها ببيتهم منذ صغرها...هي أفكارها لا تتعدى ذاك البيت أو الحي أو تلك القرية المنحدرة منها...لقد ولدت وعاشت هناك منذ نعومة أظافرها ....توفت والدتها بسن ٨وهي لا زالت طفلة تستكشف الحياة ليتزوج والدها بصديقة لأمها وقد كانت شر صديقة ...تلك الصديقة الغيور من مدى جمال أمها ...تلك الصديقة الغيور من زواج أمها...تلك الصديقة التي ما إن توفت صديقتها حتى استنزفت كل خططها لتوقع بالزوج...وماإن نجحت حتى جعلت لنفسها هدفا واحدا تعذيب تلك الطفلة البريئة.....

أغمضت عينيها وخاطبت نفسها بعزم

-ستنجحين "جيداء"

فجأة قطرة من السماء وقعت عَلى خدها رفعت عينيها للسماء لتتوالى القطرات لتصبح غزيرة...لم تجد مكانا للإختباء فقط هي والطريق والشتاء الغزيرة ...تبللت بالكامل وقفت لتمسح وجهها من الماء والدموع رفعت ثانية وجهها لتصرخ

-ماذا أفعل ياااالله ...؟

تتمشى وكأنها جثة ...لم تعر اهتماما لجسدها المرتعش من البرد ...ولا لثيابها المبللة الملتصقة بجسدها......فجأة تقف من شدة البرد والتعب فقط عينيها تتحرك لكن هناك شي إنها ترى ضوء بعيد في نهاية الطريق تحاول رفع يدها لكن على مايبدو يدها تجمدت فقد فقدت التحكم بها...تحاول الصراخ لكن فكها مجمد ....كل مافعلته هو الوقوف جامدة وهي على حافة الإغماء....

صوت سيارة مسرعة يقترب يقتلعها من الإغماء والإستسلام ...باب السيارة يفتح كل ماتراه هو شخص ذو سترة سوداء يركض ناحيتها لم تستطع المقاومة لتقع أرضا ...

صوت رجولي يصرخ..

-لا تسقطي

الصوت يقترب ناحيتها ليهمس..

-ياإلاهي ماهذا؟؟

"أنا كاتبة الخادمة الفاتنة وعندما يحب الإمبراطور هذا حسابي الثاني فالأول قد ضاع...إذا يهمكم الأمر سأكمل الخادمة الفاتنة فقط أحتاج التشجيع "

شكرًا

جميلتي الصغيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن