_ لقد عدتي ....إنها صدفة صدقيني ....أنا لم أبحث.....فلتسامحيني لن أمنع نفسي بعد الآن...
تركض باتجاه ااباب وقلبها ينبض بقوة...فتحت الباب لتدخل كأنها تختبئ من مجرم ما....أدارت رأسها قليلا لترمقه بطرف عينيها لتجده قد استدار بعد دخولها ليرفع هاتفه بعدها....
تنهدت وهي تؤنب نفسها...
_ماذا أردت أن أوضح له ....يالي من غبية....تلك النقود لا تعني شيئا له....
فجأة امسكتها "رهف"
_مابكي "جيداء" ؟؟؟لماذا خرجتي من المحل؟؟؟؟
إرتبكت "جيداء" لتجيب وهي تتمنى أن لا تسألها "رهف" مرة أخرى لأنها تعرف عدم قدرتها عن الكذب....
_ لا لشئ ....لقد خرجت بسرعة وعدت الآن....
لم تهتم " رهف" كثيرا لتشرع في ترتيب قميص ما....
إنهمكت "جيداء" في عملها وهي تستقبل الزبائن وتساعدهم في اختياراتهم....لينقضي اليوم ككل يوم....ولكنها ماإن أخدت حقيبتها لتخرج من باب المحل حتى تذكرت "آصف" ودخوله المحل ليذب الخوف فيها مجددا ...همست لنفسها بخوف...
_ أتمنى أن لا يعود.....أرجوك سيدي لا اريد أي مشاكل بحياتي ....
ككل مرة إنتضرت الحافلة لتستقلها وبعدها تدخل المبنى وتصعد السلالم المتعبة لتدخل شقتها الصغيرة وهي تتمنى النوم بسلااام....
ما إن دخلت شقتها حتى خرج شخص ضخم ذو لباس أسود من المبنى ليحمل هاتفه بسرعة ليتصل ب"آصف"
_سيدي لقد وصلت لبيتها..
ليجيب "آصف" بصوت بارد...
_ إبعت لي كل المعلومات عن مكان سكنها وعن الطريق الذي تسلكه وكل شئ متعلق بالمواصلات التي تستقلها...
أجاب ذاك الضخم بكل خنوع...
_حاضر سيدي ....
لم ينهي "آصف" المكالمة ليسأل مجددا ولكن نبرة صوته تغيرت عن سابقتها...
_ هل كانت متعبة....
أجابه الضخم بسرعة
_ لقد نامت بالحافلة عدة مرات....
أنهى "آصف" المكالمة بدون أي كلمة ...وضع الهاتف جانبا ليتمشى وسط مكتبه الكبير في بناية راقية وسط المدينة
كانت هناك جهة من مكتبه كلها زجاج يطل على عدة شوارع كبيرة تمر منها السيارات وكذلك ممرات للراجلين وأضواء المدينة ساطعة تشعره بالحياة و أيضا تشعره بوحدته......
وقف بجانب تلك الجهة ليشعل سيجارته وهو يتأمل حركة المرور وحركية الناس ...جسده يملئ المكان....حضوره يملئ المكان أيضا... تحيط به طاقة خلقت فقط للاشخاص المسيطيرين ....لباسه يتناسق مع جسده كأن ذاك اللباس صنع له هو فقط ....كان يرى كل شئ من فوق نظرا لعلو البناية الشاهق ....نفث الدخان على الزجاج ليتنهد وهو يحاول إبعاد تلك الأفكار عن ذهنه ......خاطب نفسه وهو ينظر للسيجارة...
