تشعر بيديها مخدرة قليلا ردة فعل لنوم عميق ....شئ دافئ تحت جسدها الصغير ..إنه سرير دافئ ومريح لم تشعر بهذا الملمس من قبل تحاور نفسها وهي لم تفتح عينيها تماما
_جيداء" هل هذه الجنة...هل هكذا شعور النعيم....هل ارتحتي من ذاك الجحيم لتدخلي الجنة ...
تغمض عينيها بكل طفولة وعلي وجهها ابتسامة رضيع قد شبع من حليب والدته ويستمتع بحضنها الدافئ
فجأة صوت رجولي ينتزعها من استمتاعها بذاك النعيم..
_هل أنتي بخير ...؟
تفتح عينيها بسرعة لتجلس في مكانها وعلي وجهها علامات الذهول ..تنظر أمامها لتجد شاب وسيم جداا جدااا في أواخر العشرينيات يقف أمام سرير أبيض وكبير لتنظر لجسدها وهي جالسة وسط ذاك السرير ...
تتكلم بصوت خافت مع رعشة خوف..
_من أنت..؟
_ أين أنا..؟؟
لم يجبها .. اكتفى بالإبتسامة وهو يلاحظ تعابير وجهها ...كأنها تسليه أو تذكره بالأطفال الصغار ...
تستجمع أفكارها وهي تدير عينيها لتجوب الغرفة بعينيها ...غرفة جد كبيرة لم ترى مثل هاته الغرفة في حياتها....تشعر بنسيم الثراء في الغرفة....ديكور جد جد مبهر ....كل شئ في تلك الغرفة يدل علي الثراء الفاحش....أعادت عينيها لمكانها لتتأمل السرير....إنه السرير الدافئ ...تحاور نفسها...
_ إنه سرير أبيض أشعرني بالنعيم...إنها غرفة ...إن هذا الدفئ موجود في الحياة....إن الحياة ليست فقط زوجة أبي وخرقة على الأرض تجعل مفاصلي يابسة وتؤلمني....إن الحياة ليست فقط قريتي .....ولكن أين أنا....؟؟
رفعت عينيها لذاك الشاب وجدته لا زال يتأملها وهو يبتسم ....استجمعت كلماتها لتنطق مرة أخرى بقليل من الخوف...
_ أين أنا سيدي..؟
_ومن أنت...أرجوك أجبني؟؟
ابتسم ابتسامة جانبية وتحرك بكل ثقة لكرسي جميل أمام السرير ....ليجلس ويضع ساق فوق الأخرى ...جمع يديه وركز في عينيها ليجيبها بصوت جذاب...؟
_اممممم من أنا...؟ سؤال وجيه...؟
تحركت عينيها وهي على وشك البكاء لأنه أخافها قليلا نطقت حرفين ولم تكملهما...
_نع....م...؟
أخد يتمعن في عينيها وشعر بخوفها......إنها جميلة بشكل لا يصدق ....لم يمنع نفسه وهو يمرر عينيه على أنفها وشفتيها وعينها وخدودها وشعرها ورموشها..... أخد وقته الكافي وهو يتمعن فيها..... عقد حاجبيه قليلا بعد أن انتبه على تصرفه..... نهض من مكانه ل يتمشى قليلا بعيدا عن الكرسي والسرير....نظر لها ليقول لها وهو يحاول إبعاد عينيه عن وجهها ....
_أظن أنكي لستي بخير كليا إرتاحي قليلا ..
أبعدت الغطاء عن ساقيها لتنهض من مكانها و تحاول الخروج من السرير ولكن من إن وضعت رجليها أرضا حتى تهاون جسدها ووقعت أرضا....
أسرع هو ليمسكها بذراعييه ....حملها بدون نطق كلمة وهو لا ينظر لها.... وضعها بكل هدوء في السرير ...
كانت تشعر بقبضته تحكم جسدها الصغير.....كانت تستوعب يديه يطبقان على خصرها وجسدها ....
لم تشعر إلى به يضعها فوق السرير....
نظر لها وهو يتكلم بقليل من الجدية....
_لنكمل لاحقا....إرتاحي قليلا....
حاولت أن تتكلم...قاطعها...
_أنا أيضا لدي أسئلة ...فلنؤجل أسئلتنا للغد.....
رحل بكل هدوء ....
ضلت تنظر للباب الذي أغلقه.....وهي تتمعن الفراغ وعلامات الذهول قد استولت عليها.....
_ماالذي حصل لي.....كيف جئت هنا؟؟؟ ومن هذا الشخص...
