مرت سنتين....سنتين بكاملهما غيرت فيها المدينة التي أتت منها لتعيش في مدينة اكبر وأضخم .. جعلت منها شخصا اخر....لقد تعلمت في تلك المدة معني الحياة والحرية....لقد تقدمت عدة أشواط....لقد تخلصت من كل قيود الدنيا لترسم معالم شخصيتها الحقيقية.....أصبحت أقوى وأذكي...أعالت نفسها وخاضت تجارب تخولها الإفتخار بنفسها....تغلبت على مخاوفها وأصبحت إنسانة ناضجة جدا مقارنة بسنها .
كانت كالوردة المتفتحة ...ترتدي تنورة ليست بطويلة أو قصيرة...قميص منفتح من على كتفيها ليبرز بياضهم ويعطيها شكل أميرة بريئة.........شعرها منسدل بكل غنج.....مكياج خفيف يناسب جمالها البريئ......كانت ترتب الثياب على عارضة تياب بلاستيكية....لتدير عينيها في المكان وهي تتأكد من أن كل شئ مرتب......أسرعت الخطي لتفتح باب المحل...لقد كان محل ثياب نسائية.....وهي تشتغل هناك بكل تفاني وحب......كانت تحب عملها كثيرا لأنها تعلمت الشئ الكثير هناك....مرت سنة منذ اشتغالها بالمحل وهي جد فخورة بذااك.....لقد تعلمت كيف تتعامل مع الناس وخصوصا النساء.....التقت بكافة النساء وكافة الطبقات ومختلف الشخصيات....وكل مرة تتعلم شيئا جديد....لكنها ضلت بعيدة كل البعد عن الجنس الآخر والذي لذيها فكرة واحدة عنه تتجلى في الرجل الوحيد الذي عرفته في حياتها وكان ذالك منذ سنتين........
بعد فتحها لباب المحل الداخلي لتعلق لافتة مفتوح.....دخلت لتجلس في كرسي صغير بجانب مكتب صاحبة المحل التي تعتني بالأمور المالية ف"جيداء " مساعدة لها ....هي فقط تساعد الناس على الإختيار والتنسيق وأيضا القياس وترتب المحل واي شئ متعلق بالمحل إلا الأمور المالية فتتكلف بها صاحبة المحل التي كانت طيبة معها منذ قبولها توضيفها بدون شهادة حتى إقتناعها بأنها لن تجد في تفاني وإخلاص "جيداء" في العمل.......هذا شئ طبيعي نظرا لعدم توفر "جيداء " عن أي شهادة فهي راضية بكل شئ ....وتعرف نقط ضعفها جيدا....لكن ذالك لم يمنعها في محاولة وصول ما تريده ....لقد كانت مصرة ومصممة على تحقيق أهدافها.......
دخلت صاحبة المحل لتحي "جيداء"
_صباح الخير"جيداء"...هل نمتي جيدا؟
وقفت "جيداء" لترد التحية بابتسامة جميلة ..
_صباح الخير سيدة"رهف"
لتردف ..
_سأحضر القهوة الصباحية حالا...
ابتسمت رهف لتجيب وهي تجلس على مكتبها...
_شكرا لك عزيزتي ...
كانت تشرب القهوة وهي تستمع بالحديث عن آخر صيحات الموضه مع السيدة رهف لتدخل اول زبونة ويبدأ يومها في العمل.....
بعد يوم شاق من العمل هاهي تنتظر أمام موقف الحافلات تحضن حقيبتها وقد أخدت من العياء مايكفي ليجعلها تستغني عن الأكل وتفكر فقط بالنوم لتعويض جسدها المتعب عن كل العذاب الذي تديقه له .....
هاهي الحافلة تقترب.....إستقامة في وقفتها وهي تجهز بطاقتها لتدفع للحافلة وتستقر فوق مقعد ما لتريح تشنجات ضهرها ورجليها قليلا....لكن مع إقتراب الحافلة أسرعت سيارة فارهة في التحرك لتقف أمام الحافلة لتجعل الحافلة تتوقف ورائها في حركة خبيثة من سائق السيارة كأنه لا يبالي بأحد او بالقوانين...
غيرت جيداء من وضعيتها لتهم بالمشي باتجاه الحافلة متخطية السيارة لكن أحد ما نزل من السيارة ليوقفها.......
_تذكرتك....أنتي هي...
رفعت رأسها لتنظر للرجل الطويل أمامها ....لتجيب بغضب...
_من أنت...؟
ابتسم بخبث وكأنه انتصر....
_نعم إنها أنتي.....
حاولت جيداء الإبتعاد ولكنه منعها ليردف...
_أنا صديق "آصف"....
حولت عينيها له وهي تحاول الإبتعاد ...
_من هو آصف....سيدي إنك مخطئ.....
ابتسم ليجيب وهو يحاول إمساك يدها ليوقفها ....
_حتى لو كنت مخطئ ...فأنا اريدك.....