المقدمة

1.6K 20 0
                                    

*تزوجت ؟

لم تكن تقدر أي كاميرا في العالم مهما بلغت دقتها، أن تحفظ ملامحه في تلك اللحظة ! غضب حسرة .. حقد .. والكثير من الانفعالات التي جعلت الرجل الجالس أمامه يلوي شفتيه قائلا:

*أهذا ما فهمته من كل حديثي ؟ قلت لك أرملة .. أي أنها لم تعد متزوجة ، هل أشرح أكثر ؟

لم تتغير ملامحه التي سيطر عليها غضب أسود مكرراً

*لكنها تزوجت .. دون أي اعتبار لي ..

وأكمل مفكرا بصمت ( وهذا بحد ذاته ذنب لا يغتفر .. وها قد أعادها الزمن لي وحان وقت العقاب )

المقدمة

نظرت له بشك بعد الكلمة التي قالتها بعفوية مطلقة ،لا بل بعد ثلاث كلمات بالضبط، منذ أن همستها دون أن تشعر وهو التزم بالصمت التام، لم يتكلم .. لم يرد .. ولم ينظر لها حتى ..

*يسار ما بك ؟

رأت عظام فكه الذي يشدّه بقوة حتى أنها سمعت صوت أسنانه من مكانها !

منذ ما يقارب العام وهما يخرجان معا، يكبرها ببضعة أعوام، وهي تخرجت للتو من كلية الهندسة ،لا زالت تحاول تثبيت خطاها ،وتبحث عن عمل مناسب لها، لتحصل على الخبرة اللازمة علّها تحصل على عمل محترم في إحدى الشركات الكبيرة، وما كانت لتطلب منه أن يوظفها بتوصية منه في شركة والده التي استلم إدارتها مؤخرا بعد بلوغ والده السابعة والستين من العمر ..

لم ينظر لها !

أحست وكأنها ضربت على رأسها، تراجعت للخلف على كرسيها وأشاحت بعينيها عنه مفتقدة لسانها الذي يتخلى عنها عندما تحتاجه، تشعر بحاجتها للومه وإفراغ غضبها به لكنها التزمت الصمت لعدة ثوانٍ وبعدها لم تعد قادرة على الاحتمال ..

*يسار ؟

نادته مجددا بصوت خافت لينظر لها بحدة أربكتها ليقول من بين أسنانه

*هل تطلبين مني أن أتزوجك فريدة ؟

اتسعت عيناها اعتراضاً تهز رأسها بلا مدافعة عن نفسها بقهر سكن مقلتيها الواسعتين وقد شحب لون خديها الورديين ..

*كل ما قلته هو فكرة ! فكرة بدافع حبي لك !

شد قبضته على الطاولة أمامها قائلا باتهام:

*تريدين طفلا مني .. ما اسم ذلك ؟

التقطت حقيبتها بسرعة قائلة بكبرياء وقد أبت أن تنزل دموعها أمامه

*اسمه ؟؟ حسناً سأخبرك هذا معناه أن حبي لك كبير لدرجة أني أشتاق جزءا منك معي دائما وأبدا ..

وبعدها تركته خلفها دون أن تنتبه لملامحه المتجمدة وعينيه القاسيتين ..

وخلال لحظة فقط كان يقف خلفها ويده الصلبة الكثيرة العضلات تقبض على ذراعها الغضة بقوة تلفها نحوه ..

لحظات سرقت من عمريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن