8

584 13 0
                                    


لحظات سرقت من عمري

الفصل الثامن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لم تكن مهتمة جدا بكونها مع يسار في سيارته،لم تفكر إطلاقا بعشرات الأسئلة التي يبحث لها عن جواب،ما كانت تفكر به في تلك اللحظة هو ابنها،وما حل به فجأة ..

كان بصحة جيدة مرحا ..

فما الذي غيره فجأة، ليصاب بهذا الكسل الغريب المرافق لحرارة لا تفهم سببها .. رغم أن الجو خريفي وهي تهتم جدا بلباسه ومن غير الممكن أن يؤثر برد تشرين به بعد ..

نظر لها بطرف عينه وهو يقود السيارة بسرعة ..

كان القلق ظاهرا بوضوح على ملامح وجهها المنهكة ..

لا يعرف لِمَ هو الآن معها، لكن تذكره للطفل المليء بالحياة جعله يرفض فكرة مرضه !

ربما هو تصرف غير منطقي ..

فمع عدم تقبله فكرة أنها أنجبت طفلا من رجل غيره ..

إلا أنه يحب الصغير !

أليس هذا ضربا من الجنون ؟ كيف يحب طفلا لا يتقبل وجوده !

مسح وجهه بيده الحرة متنهدا بتعب ..

أتعبه ظهورها .. انتظرها طويلا لتظهر راسما آلاف السيناريوهات لإيلامها، لكنه لم يتوقع أبدا أنه هو من سيتألم عندما تظهر من جديد ..

هل ما زال يحبها ؟

ولكن كيف بعد كل الكره والحقد الذي آذى روحه به ..

التوت شفتاه باستهزاء بينما يقترب من العيادة المتواجدة فيها أختها مع سام مفكرا ساخرا من نفسه:

( نعم حقد وكره وما أن تراها حتى تتمنى أن تمحى تلك السنوات وتعود معها كما كنت )

أغمض عينيه للحظة بينما فتحت باب السيارة ونزلت راكضة دون أن توجه له أي كلمة ..

حسنا لقد أوصلها فماذا يفعل الآن ؟

فليذهب ..

ولكنه عوضا عن ذلك نزل وتبعها، فلربما احتاجت شيئا منه،مقنعا نفسه أنه هنا من أجل الطفل ..وليس من أجلها هي ..

وصل لداخل العيادة التي كانت شبه فارغة إلا من صبية سوداء الشعر تبكي بهدوء،وامرأة محجبة تلبس زي الممرضات ..

فأدرك على الفور أن ضحى ولا بد تلك الباكية، تقدم عدة خطوات بتوجس فلا يحق له التواجد هنا ..

ولكن من لديه سلطان على ما يمر به من توتر في هذه الفترة ..

من يملك التفسير المنطقي له فليخبره ..

لأنه لا يفهم نفسه على الإطلاق..

رأى غرفة الطبيبة مفتوحة ،وسام بين يدي فريدة التي غطت الدموع عينيها، فلم يتمكن من منع نفسه واندفع على الفور نحو الداخل ..

لحظات سرقت من عمريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن