لحظات سرقت من عمري
الفصل الثاني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*أشعر أن الدنيا تدور يا ضحى !
هتفت سما بذلك .. وبالفعل .. ثوان فقط أعقبها انقلاب الحافلة لسبب غير معلوم لتطير في الهواء .. وتنزلق منقلبة بمنحدر على الطريق المتعرج المشرف على الوادي قبل أن تستقر بصعوبة على جانبها ..
على طريق الرحلة التي ترجت ضحى فريدة كثيرا كي تسمح لها بالمشاركة بها ..
كانت سما قرب النافذة فتلقت ثقل ضحى عليها حينما انقلبت الحافلة والصراخ يكاد يصم الآذان ..
توقفت الحافلات الأخرى تنتظر أن تستقر تلك قبل أن ينطلقوا للمساعدة ..
تمكنوا من نزول المنحدر بحذر بعضهم يثبت الحافلة وبعضهم يحاول إخراج الموجودين سواء من النوافذ أو الباب الذي لم يفتح بشكل كامل ..
تعالى الهتاف بينهم متصلين بالإسعاف الذي من المؤكد سيتأخر في هذا المكان البعيد عن المدينة .. فهم تقريبا على طريق شبه صحراوي على مشارف مدينة ثانية ..
وقد انطلقت الرحلة منذ ساعة ونصف تقريبا ..
تمكن الرجال والمكلفون بالرحلة وأساتذة الجامعة من إخراج الطلاب من الحافلة المنقلبة بينما السائق عالق تماما عاجزين عن إخراجه إضافة لفتاة حجزها مقعدها فلم يعرفوا كيف يخرجونها ..
جلست سما أرضا ورأس ضحى الباكية ألما بحجرها .. تمسك يدها صارخة بألم ..
تقدم أحدهم يحاول الإمساك بيدها ليرى مدى الألم إلا أنها صرخت ما إن لمسها، فصاح بصوت جهوري:
*هنا حالة كسر ..
بينما صاح آخر :
*ما سبب الانقلاب ما الذي حدث ..؟
لم يكمل سؤاله .. حتى دوى صوت انفجار قوي من مقدمة الحافلة ليتعالى الصراخ والهلع بين الطلاب وتنتشر حالة فوضى وجنون مرعب بينهم، تجمد المشرفون فقد خسروا للتو فتاة عالقة وسائقا !
هتفت ضحى ببكاء :
*أريد فريدة .. كلمي فريدة ..
وعت سما لنفسها ،ونهضت بحذر تشعر بألم يخدر جانبها ووركيها ..
بينما جسدها للتو يعاني ما تسمعهم يقولونه (وكأن حافلة دهستهم )!
كانت حقيبتهما مرمية بالقرب منهما وقد كانت واحدة فقط وضعت كلاهما أشياءها فيها .. فتحتها بألم تكفكف دموعها التي أعمتها وضحى ممددة على الأرض تضم نفسها بيدها الموجوعة ..
هاتف ضحى لم يعمل .. لا بد أنه تلقى ضربة ما .. بينما هاتفها يعمل حتى مع شاشته المكسورة .. بحثت بالأرقام قليلا ..
أنت تقرأ
لحظات سرقت من عمري
Romanceالجزء الثاني من هل تعود منفصل قليلا بالأحداث وإن كان فيه امتداد لبعض الشخصيات