لحظات سرقت من عمري
الفصل الثالث
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في فيلا عزت عبد الله ..
انتهت مناوبته الليلية .. وبدلاً من ذهابه لبيته للرّاحة ،لا يعرف سبب وجوده هنا ..
في بيت عمه !
تنهد بعمق،وتمشى كما اعتاد في المساحات الخضراء المحيطة بالمكان ..
كم يحب شعوره في هذا المكان ... كما قالت فريدة يوما وهي تمشي معه:
هنا يمكنك التّحرر ... أن تنصهر مع التّراب فلا تهتم كون حذائك تلطّخ بالوحل ..
أن تتمرّغ في الأعشاب .. وتقفز مستمتعا برائحة الندى العالقة بك ..
انحنى مبتسما ..
تذكر مرة حين قرر أن يقوم بنزهة خلويّة دعا لها الجميع بمن فيهم فريدة وزوجها أنيس .. وضحى رغم اعتراضها إلّا أنّها كانت تشترك بكلّ ما يقومون به ..
ترى هل ستعود هذه الأيّام ثانيّة ؟
أم أنها ذهبت في حالها .. بعيدا .. مخلفة الكم الهائل من الذكريات ..
ضحك بخشونة .. متذكرا كم مرة أجبره سام على اللحاق به هنا ..
ذلك القرد الصغير ! هل حقا ابتعد عن حياتهم !
ذلك هو المستحيل بعينه .. أصبح إدمانا بالنسبة لهم .. ولن يتخلوا عنه ..
لطالما ركض مع ولاء خلفه هنا ..
حينما يهرب من البيت مستغلا أقل فرصة لفتح الباب..
ليفر ضاحكا بشقاوة يتبعه هو وولاء وأحيانا أحمد .. يحاصرونه،ليتمكنوا من التقاطه وإعادته للبيت مجددا ..
كانت أياما ممتعة حقا ..
بالنسبة لهم على الأقل ..
أخرج هاتفه من جيبه ونظر للسّاعة .. قاربت الثامنة والنصف ..
ولم يتردد في إجراء الاتصال ..
ليأتيه صوتها المتأفف كما توقع ..
فضحك من قلبه بينما هي هتفت حانقة:
*يضحكك الأمر إنهما يدفعانني نحو الجنون بسرعة الضوء ..
تعالت ضحكاته .. وسألها برقة :
*حسنا ما الأمر ؟
جلست على كرسي المطبخ وحيدة بيدها كوب الحليب،والبيضة المسلوقة التي لم تنجح بجعله يقضم ولو القليل منها ..
*ضحى لا تكف عن التذمر .. و سام كالعادة .. لا ينام ولا يتركني أنام !
هدأها قليلا ببضع كلمات جعلتها تتنهد باستسلام ..
ليسألها باهتمام:
*هل وجدت عملا ؟
نفخت وكأنه ذكرها بمأساتها،لكنها همست بإصرارغريب:
أنت تقرأ
لحظات سرقت من عمري
Romanceالجزء الثاني من هل تعود منفصل قليلا بالأحداث وإن كان فيه امتداد لبعض الشخصيات