10

529 12 3
                                    

لحظات سرقت من عمري

الفصل العاشر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد وقت طويل ..

تمكن ياسر من أخذه وإبعاده عن المكان الموبوء الذي كان فيه مجريا عدة اتصالات لفهم ما يجري ..

وكل النتائج كانت سلبية ..

جثث تلك المنطقة لا تدفن ! وكل من يرتاد ذاك المكان يعلم ذلك ..

وعليه كان وجع معاذ يكاد يبلغ الموت ذاته ..

مفكرا .. هل هو كذلك شرح جثة تخص أحدهم ..

ألم يقولوا دائما أن تلك الجثث يتبرع بها الناس ..

حاول التذكر .. لكنه أبدا لم يصل للكذبة التي كانوا يقولونها لهم ليبرروا استخدامهم حقيقة !

همس ياسر بجدية:

*ما بك يا معاذ ..؟ إنه أمر رائج في كل بلدان العالم .. إنها كجثث المحكومين بالإعدام ..

*إنها تهاني ..

قالها معاذ مختنقا بدموعه ..

فلم يجد ياسر ما يقوله ..

لا توجد أي كلمة قد يقولها وتخفف ألم أخاه .. هو كغيره لم يكن يحب يوما أن يرى ألم من يحبه ..

حتى هو ..

حتى هو لا يصدق ما حصل .. ولولا وصوله ليجد معاذ لا زال في مكانه وبيده حقيبة تهاني التي ظلت على الأرض لما صدق ..

لا يقدر على تخيل ما قد يكون معاذ فعله وهم يأخذون جثة من يحب أمام عينيه .. وتلك القصة لا يفهمها .. عقله لا يقدر على ربط ما سمعه من معاذ .. لكنه بفضول توجه للشقة التي تسكنها ..

أخذ المفتاح من الحقيبة وترك معاذ في سيارته بعدما أحضرها من حيث تركها ..

كان معاذ متكورا على نفسه يبكي كطفل صغير .. لم ينتبه لما يجري حوله

*سأعود ..

قالها ياسر رغم أنه واثق كونه لم يسمعه ..

نزل من السيارة ووقف أمام المبنى .. طوال سنوات عمل تهاني معه لم يحاول البحث في حياتها الخاصة .. ولم يحدث أن تدخل في شؤونها حتى حينما كانت تبدو مرهقة ..

كانت كتومة ولطالما احترم رغبتها بالصمت ..

دوما كانت طيبة، مساعدة، تحب عملها، لم يبدُ عليها يوما أنها تعيش هذه الحياة..

لم يعرف بأي شقة هي .. لذلك طرق أول باب وما إن أتت امرأة ثلاثينية تفتح الباب حتى اعتذر بأدب على الإزعاج .. وسأل عن شقة تهاني الناجي

لكن التكشيرة التي واجهته به المرأة وهي تملي عليه رقم الشقة قبل أن تغلق الباب بوجهه بكل قوتها جعلته يرجع خطوة للخلف متوجسا ..

لحظات سرقت من عمريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن