لحظات سرقت من عمري
الفصل السادس
ــــــــــــــــــــــــــــ
على غير عادته، خرج يسار من الشركة متأخرا . . لديه الكثير من العمل في هذه الفترة ..
لذلك فالشركة اليوم كانت كخلية نحل لا تهدأ،حتى أن بعض الموظفين سيبقون حتى وقت متأخر،على الأقل ساعة ونصف ..
وقد وقع للتو ورقة الإضافة لأسماء العمال الباقين ..
وقف على ناصية الشارع على الإشارة المرورية، ينتظر بصبر أن تفتح الإشارة ويكمل طريقه،حين لمح طيفا صغيرا يمشي بين الجموع وحده ..
متجها نحو الحديقة ..
تجهم وجهه منتظرا أن تظهر أمه في أي لحظة وتمنعه من عبور الشارع فالإشارة على وشك أن تتحرك ..
لكن أمه لم تظهر .. وانقبض قلبه ما أن رأى ملامحه الطفولية تتسع بفرح حين لمح الحديقة وألعاب الأطفال على الطرف الآخر من الشارع ..
فقفز على الفور من سيارته راكضا نحوه ليسحبه من الشارع يهدر صوته
*من هي أمه ؟
لكن جموع الناس كانت تنظر له بطرف عينها وتكمل طريقها دون أدنى اهتمام ..
نظر للصغير الذي يجاهد ليفلت منه كي يحظى بفرصة المرح بالألعاب ..
قطب ينظر له ولسيارته التي تعالى الاعتراض من خلفها ..
ولم تظهر أم الصبي !
انحنى حتى وصل لوجه الصبي الذي ينظر له بفضول يبرطم بانزعاج وسأله بجمود:
*أين أمك ؟
عبس الصغير ونظر له بفم مزموم:
*هل ستأخذني لماما ؟
رغم سنينه الصغيرة جدا على ما يبدو إلا أن لسانه طليق ..
ويتكلم بجدية وكأنه يعرف ما ينتظره حين يعود لأمه الهارب منها ..
*هل تعرف أين البيت ؟
سأله برقة محاولا جعل كلماته ودودة للصبي الصغير الذي هز رأسه بنعم فنهض يسار غير منتبه للصبي الذي أشار له للخلف تماما على بعد عدة أمتار حيث تقف ضحى وسما .. والذي سكت تماما تتسع عيناه بسعادة غامرة وهو يتجه للسيارة مع الرجل ..
فالسيارة بالنسبة له أهم من العودة لخالته ضحى ..
وضعه يسار على المقعد الخلفي يبتسم له:
*دلني على الطريق يا بطل أنا اعتمد عليه ..
قفز الولد على المقعد يوافق كلامه .. وركب يسار ليقود سيارته متبعا إرشادات الصبي .. ضاحكا من كلماته الطفولية ..
بدا وكأن الثرثرة طبع فيه ..
وانسجم معه تماما بالحديث عن السيارة الخارقة كما سماها الولد ..
أنت تقرأ
لحظات سرقت من عمري
Romanceالجزء الثاني من هل تعود منفصل قليلا بالأحداث وإن كان فيه امتداد لبعض الشخصيات