الفصل الأول
ــــــــــــــــــــــــــ
بعد أربع سنوات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*هل كل شيء بخير ؟
سألت فريدة ضحى التي بدت متعبة، أنهت آخر أعمالها ورمت نفسها على الأريكة بإرهاق ،لترد ضحى بينما تتأكّد من مراجعها
*فقط أنهي هذا البحث ..
سرحت فريدة بعينيها
*سنة التّخرّج متعبة قليلا ..
لم ترد ضحى ،بينما بلا كلل تراجع ما بين يديها ..
*ماما ..
صدر صوت صغير باكٍ ،لتنهض فريدة على الفور ،متّجهة نحو غرفتها حيث تركت سام ينام في سريرها ،تسمع ضحى تقول:
- إن لم ينم هاته لألعب معه لا تجبريه على النوم ..
لكن فريدة زمت شفتيها تتمتم
( وكأنك ستكملين السهرة معه،أنا من سأبقى قربه للصّباح ! )
*حبيبي سمسومي ..
تمددت قرب الصغير الذي يغمغم بشبه بكاء ،مغمض العينين ،وعلى الفور كعادة لم يتركها منذ مرحلة الفطام ،مدّ يده لصدرها، يقترب منها يحشر نفسه فيها، ورأسه يستقر على عنقها حتى كادت تختنق فضحكت
*على مهلك سمسوم ..
لكنه لم يرد، عاد للنوم مرة أخرى ،وهي تعلم أنّ درس الجمود بدأ فوحده الله يعلم متى يعود للنوم العميق فلا يشعر بها حين تقوم، وكأنّ به منبها يخبره أنها نهضت ما أن تستقيم !
...........................
ها قد مرّت أربع سنوات ..
مرّ الكثير بها ، تزوّجت أنيسا وأنجبت منه طفلها سام ولكن شاء اللّه أن يلقى حتفه بحادث جرار مفجع على الطّريق الزراعي بعد عام من الزواج ..
تزوجت كي تخفف العبء عن والدها ..
فقدت الأمل تماما ،ولم تجد حلا سوى الموافقة على الرجل الذي تقدم لها ،ألم ترد الهرب من كل شيء ؟
ابتسمت تتذكره،كم كان شخصا مراعيا،لم يكن يملك المال الكثير،لكنه بذل كل جهده ليسعدها ، ساعد عائلتها .. قدم لها الكثير. قدر بلطفه واحتوائه وتفهمه أن يجعلها تنسى الماضي وتهرب من كل ذكرياته ..
ربما لو أعاد الزمن نفسه لاختارته هو كذلك ..
لن تكذب عل نفسها وتقول أنها أحبته،هي فقط اعتادت عليه ...
اعتادت ألا تبرر نفسها أمامه ..
لم يعترض يوما على برودها معه ..
لتفجع بخبر تعرضه لحادث لقي حتفه إثره على الفور ..
كانت تلك الكارثة الأولى .. لتحل بعدها كارثتهم الكبرى بموت أمها ، والفاجعة حين لم يمر وقت قبل أن يصاب والدها بأزمة قلبية أودت بحياته ...
أنت تقرأ
لحظات سرقت من عمري
Romanceالجزء الثاني من هل تعود منفصل قليلا بالأحداث وإن كان فيه امتداد لبعض الشخصيات