7

486 12 4
                                    

لحظات سرقت من عمري

الفصل السابع

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*تزوجت؟

لم تكن أي كاميرا في العالم مهما بلغت دقتها قادرة على حفظ ملامحه في تلك اللحظة ! غضب حسرة .. حقد .. والكثير من الانفعالات التي جعلت الرجل الجالس أمامه يلوي شفتيه قائلا:

*أهذا ما فهمته من كل حديثي؟ قلت لك أرملة .. أي أنها لم تعد متزوجة، هل أشرح أكثر؟

لم تتغير ملامحه التي سيطر عليها غضب أسود مكرراً

*لكنها تزوجت .. دون أي اعتبار لي ..

وأكمل مفكرا بصمت ( وهذا بحد ذاته ذنب لا يغتفر .. وها قد أعادها الزمن لي وحان وقت العقاب )

نظر له جواد بتركيز،وتدقيق وخاصة لنظراته التي سافرت بعيدا ..

إذن فهذه هي من بحث عنها !

كم كانت قريبة منه طوال الوقت ..

لكن نظرات يسار في هذه اللحظة لم تكن مبشرة بالخير أبدا ..

ترى ما الذي يفكر به ؟

لذلك تقدم في جلسته على الكرسي الفاخر الصناعة وشبك كفيه معا أمامه قائلا بهدوء محاولا جذب انتباه يسار:

*حسنا علمت من سما الكثير من الأخبار .. حاليا هي تعمل لأجل ابنها، فأنت تعلم معنى أن تكون أما لطفل، إضافة لكونها ترفض مساعدات أكثر من عائلة عزت ..

عبس مدققا بيسار متسائلا:

*هل تسمعني ؟

لم يرد يسار عليه بل سأل :

*البيت الذي تسكنه أجار .. أم ملكها ؟

أجاب جواد مستغربا هذا السؤال:

*أجار كما أظن فهي لا تملك المال الكافي لشراء بيت ..

أردف يسار مفكرا :

*كما لديها مصاريف ضحى وابنها ..

أكد جواد على كلامه بهزة من رأسه، ليومئ يسار فسأله بحذر:

*يسار بم تفكر؟

لم يرد .. نظراته المفكرة بعمق هي ما جعلت جواد يندم كونه جمع له المعلومات عنها ..

ندم لكن ليس بشكل كبير .. أيا ما حصل فقد جرحت فريدة يسار في الماضي كما يبدو كما أنه لا يملك إلا أن يتضامن مع صديق عمره حتى ولو على حساب أخت ضحى ..

عبس مستغربا من نفسه هو الآخر ..

لطالما قال فريدة .. لِمَ تحولت الآن لأخت ضحى !

لكنه لم يقف عند ذلك طويلا ..

بل أعطى كامل انتباهه ليسار الذي استند للخلف بكرسيه مريحا رأسه ..

لحظات سرقت من عمريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن