4

576 16 2
                                    

لحظات سرقت من عمري

الفصل الرابع

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جلست في سريرها بانشداه لا زالت تذكر ما حصل في حفلة فريدة ،اقتحم ذاك الكائن المكان وكأنه من حقه !

لكن لماذا ؟

تنهدت بتعب، هل وحدها من انتبهت لنظراته لها ؟

لقد التصقت هربا من عينيه بأحمد، ذاك المغفل الآخر لم يلق بالا لها ولم ينتبه أنها تحتمي به ،بل نظراته البلهاء كانت متعلقة بحديث سما وكل حركة تصدر عنها، خاصة حين جلس جواد قربها مبتسما لها بلوم كونها غفلت عن دعوته لهذه الحفلة الجميلة ، فاضطرت فريدة للاعتذار منه، مبررة لها لاحقا أنها ما كان يجب أن تنساه بعد أن ساعدها في الحادث ..

فقط لو أن فريدة ليست بهذه الرقة ..

تقلبت بحذر مرة أخرى ..

لِمَ ينظر لها بحدة ،هل فعلت شيئا خاطئا ؟

حتى أنها تجاهلته معظم الوقت ،لقد التهم قطعتي حلوى ضخمتين !

وهي التي لم تقدر على إكمال قطعتها،حتى أحمد لم يكمل قطعته ..

عبست متذكرة كلماته لها ..

لقد قال ببساطة ولؤم:

*هل لا زلت تصرخين متألمة كطفل صغير ؟

لو لم يكن في بيتهم لردت ردا لائقا عليه، فقد تدخل ريان ضاحكا:

*لا لم تعد تبكي نحن قربها ولن نسمح للألم بالاقتراب منها ..

ليسأله ساخرا بقصد :

*وهل اختصاصك هو الأطفال الكبار ؟

ضحكوا جميعا على كلامه، متجاهلين أو غير منتبهين للسخرية في كلامه لتزيد فريدة الطين بلة حين قالت:

*ضحى دائما تبكي ،ومتألمة من شيء ..

حسنا هل هناك وصف مخز أكثر من هذا !

وبالطبع كانوا سيقولون عنها معقدة لو نفذت ما فكرت به وهو طردهم جميعا ..

طلب منها بكل وقاحة أن ترافقه للمغسلة ليغسل يديه ،بعد أن قدمت له فريدة عشاء منفردا لم يرفضه ولو من باب الذوق !

وهل شخص به فيه شيء من الذوق ؟

وحينما نهضت بعد أن طلب منها ذلك بشكل مباشر،وهي تقف قربه لينتهي من غسل يديه لتعود معه لغرفة الجلوس التي بالكاد اتسعت لهم

*إذن .. تدرسين الأدب ؟

هزت رأسها بنعم ،متعمدة عدم الرد ليقول بلا مبالاة:

*من العجيب انني لم أتعرف عليك من قبل رغم كونك صديقة سما المفضلة،لقد تذكرت لاحقا أنها تتحدث عنك كثيرا ..

لحظات سرقت من عمريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن