الفصل الثامن
توقف الإثنان,بصدمة ورعب عن الشجار نظرا للقابعة هناك مرعوبة تكاد لا ترتدي شيئا يسترها ,جسدها يختض بشدة تُغمض عينيها والدموع تجري على وجنتيها بدون توقف..تصرخ بالكلمات بغير ترابط تتهم وتنفي ما يقال تهز رأسها بعنف وتصم أذنيها بيديها وخيط دم يسيل منها على طول ساقيها.
وجه إيهاب لكمة قوية لممدوح هتف بعنف:
"ماذا فعلت بها ؟ ماذا فعلت ؟؟ سوف تدفع الثمن..سوف أقتلك".
تمتم ممدوح برعب ونفي:
"لم أفعل شيء,لم يحدث شيء"
أزاح الأخر بحدة وإعتدل مهرول إليها,إقترب منها بذعر من منظر الدماء يحاول أن يحتضنها لترمي نفسها إليه بعنف,تمتمت بحرقة:
"أنت تركتني,لقد كذبت على ...كذبت.."
حاول تهدئتها فخرج صوته مرتجف والذعر يتملك منه:
"إهدئي ما الذي حدث؟ ماذا فعل بك؟"
تراجع ممدوح بخوف وهو مزال ينظر للمشهد أمامه لا يفهم ماذا حدث ؟؟تمتم بنفس الكلمات مرددا إياها بإرتباك تلبسه دون إدراك منه:
"لم أفعل شيء,لم أصل إليها..لم أفعل شيء"
وكما إنتهت كلماتها جازمة بتأكيده,تحركت خطواته سريعا مع ختامها ليهرب بعدها مهرولا إلى الخارج .
أما إيهاب لم يلتفت أو يشعر بهروبه,منشغلا بما يحدث لمريم أمامه حاول أن يُصفي عقله من نوبة ذعره بحث عن أي شيء يسترها به تركها مسرعا إلى خزانتها يبحث بعشوائية عن أي شيء يلبسها إياه غير قميصه الذي مزقه النذل..سحب أول شيء أمامه وتوجه إليها وسيطر على انتفاض وارتعاش جسدها بصعوبة. كان كل ما يدور بخلده لحظتها هو وجوب السيطرة على أعصابه حتى ينقذها,كانت حياتها أهم من أي إنشغال بشيء غيرها..حتى لو كان عقاب ذلك الحقير ممدوح عما فعله بها..لكن كي يعاقب يجب أن يفهم وليفهم يجب أن يرعاها وبسرعة.
أتم إلباسها وحمل جسدها بين ذراعيه,هرول بحمله إلي الخارج أركبها سيارته فإستكان جسدها بجانبه,ومازالت تهمهم بنفس الكلمات يبدو أنها فقدت إدراكها لما يحدث حولها تحرك إلى عجلة القيادة يحدث نفسه محاولا أن يحصل على رباط جأشه.
*اهدأ من أجلها يجب أن تفكر*
تبادرلعقله جاسر وزوجته فإستل هاتفه وحمد الله أنه تذكره وسط كل ما حدث ضغط على هاتفه وأجرى الإتصال بتوتر وهو ينطلق بسيارته ليأتيه الصوت على الجهة الأخرى بعد وقت يجيبه بصوت ناعس لتأخر الوقت,تساءل بإستغراب عن ما حدث .
فأجابه وصوته يخرج متقطع يحاول مدارات ما حدث:
"مريم حالتها سيئة تنزف وأنا لا أعلم السبب ولا أعلم أي مستشفى جيدة وقريبة أذهب إليها"
تنبهت حواس جاسر كليا,حاول أن يربط ما يسمعه من إيهاب ليدركه,أجابه بعد ثوان وقد إستعاد كل وعيه من أثر النوم:
"إهدأ أنت أولا وأعد ما قلته,هل تركيزك خانك أم أن النوم يتلاعب بي لأعجز عن تصديق ما تقول"
قاطعه إيهاب يصرخ به بحدة:
"أنا هادئ جدا وتركيزي لم يخني وسمعك كذلك,أعطني فقط عنوان فأنا أتحرك بها الآن ولا أعرف أي إتجاه أسلُك"
حاول الأخر إجابته بهدوء مقدرا ما هو فيه ,وقد أدرك خطورة وضع مريم لا محالة:
"إسمعني هناك صديق لي طبيب سوف أعطيك العنوان وسأتصل به لإستقبالك حتى لا يضيع الوقت"
وصف له العنوان بدقة و أضاف بذات الهدوء:
"أنا سوف آتي إليك الآن"
أغلق الهاتف لا يستمع إلا للنحيب الخافت الذي يصل مسامعه من جانبه,إسترق النظر إليها وهو يحاول أن يركز على الطريق وهي مازالت في حالة عدم الإدراك التي إنتابتها فقط توقفت عن الهذيان بالكلمات فقط بكائها الخافت ووجها الشاحب بشدة و تحيط خصرها بيديها بقوة كأنها تحمي شيئاً هناك أنزل بعينيه يراقب فستانها باحث عن المزيد من الدماء ليجد بقعه صغيره قد بدأت في الظهور ولم يستطع أن ينظر لساقيها ليعلم هل هناك المزيد.
بعد وقت قليل إستطاع أن يصل للمشفى في وقت قياسي تحرك مسرعا وفتح الباب وحملها بين يديه تشبثت به بقوة تدفن رأسها في صدره وتنشج بقوه تتمتم بتساؤل واحد فقط له:
"لم خذلتني؟؟,لماذا تركتني؟؟,لقد وعدتني,لقد وعدت وخذلت,كيف أستطيع أن أثق بك مرة أخرى وأنت تخذلني مرة تلو المرة"
أجابها بصوت أسف لها بعد أن وصل إلى إستقبال المشفى:
"أنا هنا,لم أتركك كنت بجانبك..أنا أسف...أسف"
قابله طبيب يبدوأنه كان في انتظاره بهذا الوقت المتأخر من الليل متوقعا أن يكون هما من خلال منظر كليهما وبمظهرهم المزري هذا..سأله الطبيب:
"سيد إيهاب ذيدان"
هز الأخير رأسه بتأكيد:
"نعم هو أنا لا وقت أرجوك أسرع أجابه الطبيب بمهنية ضعها هنا على الحامل لنستطيع أخذها لغرفة الفحص"
خاطبته مريم بألم وهي تحيط خصرها بيد ويد متشبثة به بقوة:
"لا تتركني أنا خائفة"
تطلع إليها بمظهرها الضعيف والموجع لقلبه,عجز عن الإستجابة لطلب الأخير وخذلانها في رجائها الضعيف ذاك,أجاب إيهاب بحزم:
"فقط وجهني للغرفة,أنا لن أتركها".
تحركوا جميعا سريعا إلى الغرفة,دخل الطبيب أولا أمره بأن يضعها على سرير الفحص.
فوضعها حيث أمره,محاولا التراجع قليلا ليفسح الطريق للطبيب ويمنحه المجال للفحص. نظرت له وهي على ملامحها الألم الشديد ومازالت على تلك الحركة الحامية لخصرها. لا يفهم ما الذي يحدث ولما هذا الألم سوف يجن خوفا عليها منً مجهول لا يدركه لتكرر طلبها بإلحاح:
"لا تتركني..."
ضمها إليه ودفن رأسها في صدره فحاول الطبيب والممرضة التي معه أن يبعدوه عنها فرفض بإصرار تركها قائلاً لهم بتصميم:
"لن أتركها..تستطيع أن تبدأ عملك,أنا لن أسبب لك مشكله في قربي منها"
نظر الطبيب لمساعدته يأمرها بتجهيز مريضته محاولا أن يتفهم تشبثهم هذا والذعر المرسوم على وجه الإثنان .
بدأ الطبيب في فحصها بإهتمام فيما يفعل,فمنظر الإثنان العام يدعوا للشك,إيهاب بملابس يبدو عليها أثر العراك الشديد ووجه عليه بعض آثار لكمات وأيضا مريضته يبدوا أنها تعرضت لعنف من ملامح وجها المتورم,والرجل مازال مصرا على الإستجابة لطلبها بعدم تركها يحتوي بين ذراعيه جسدها المرتجف,محتضنا جذعها العلوي بقوة حانية,واقفا بجانب سريرها وهي تدفن رأسها في صدره دموعها تجري بصمت..سمع بعدها مريضته تهمهم بتعب,تنفي شيء ما له لا يستطيع التكهن بما تقوله فعليا .
تحدثت ومن الواضح أنه همهماتها كانت موجهة إلى رفيقها المتصلب بقوة وعنف ظاهرين,صوتها خافت بتأكيد:
"لم أفعل شيء هو كاذب,كاذب منذ مراهقتي يقوم بملاحقتي,لكن أنا لم أسعى اليه هو ليس أنت"
هدر بها إيهاب بقوة,أخرس هذيانها أمام الطبيب هربا من الشك المرتسم على وجه الرجل وهربا من إيحاءات معاني كلماتها الخافتة:
"أصمتي الآن,أصمتي لا أريد أن أسمع فالوقت ليس مناسبا لمثل هذا الحديث,دعينا نطمئن ما الذي حدث معك أولا"لكنه لا يستطيع أن يخرس الإلحاح الذي كان يعاند قوله فهمس بتلهف ينافي كلماته وإيقافه لإعترافاتها الواهية منذ قليل مستغلا إبتعاد الطبيب بضع خطوات عنهما,أضاف بصوت خافت متردد:
"هل فعل شيء؟,هل لمسك ؟,أجبيني لما الدماء أريد أن أسمع منك"
صمتت مريم وهي تفكر بخوف ودموعها لم تتوقف,سوف يعلم الآن,سوف يكتشف سرها الذي كانت تخاف البوح به تدعو الله أن يُخيب ظنها ولا ترى أي نظرت إنكار أو شك في عينيه سوف يقتلها إن فعل.
بعد وقت من الصمت بين الموجودين في الغرفة,فقط الطبيب ومساعدته يتحدثون فيما بينهم لا يفهم إيهاب الحوار الدائر بينهم وتعمد وشوشتهم بعيدا عن مسامع كليهما,إلتفت له الرجل بجدية ليخبره الأمر بعملية مهنية:
"حمد لله الجنين بخير ,فقط المريضة تعرضت لإجهاد قوي لو لم تأتِ في الوقت المناسب لكانت خسرته"
أكمل الطبيب:
"أنا سأعطيها حقن مثبته في الحال و...."
ليجمد إيهاب وترتخي يديه من حولها من صدمته من ما يسمع ليتساءل بجمود وإستنكار:
"أي جنين ؟ عن ماذا تتحدث ؟ ما الذي تقوله,أنا لا أفهم هذا ؟"
أجاب الطبيب,بتردد وإرتباك:
"أختك حامل,أنا أسف حقا هل هو خبر مزعج؟"
تركها إيهاب ببطء إبتعد خطوات عنها وتركت مريم تشبثها به بعد أن شعرت بجموده وسمعت في نبرات صوته الاستنكار,أغمضت عينيها بألم وطعنه لقلبها ببرود وقد إنقلب إهتمامه وخوفه عليها في لحظة واحدة,مخرسة إحتجاجها بينما أفكارها لا يمكن إخراسها بالمرة..هذا أخر شيء لك عندي إيهاب لقد خسرت كل نقاطك لدي.
إيهاب إستنكر وأيضا شك بها هذا ما شعرته من جموده وأيضا أخته مرة أخرى حتى بعد أن هدر بها أمام ممدوح عاد للإنكار وعدم الإعتراف.
نظر لها إيهاب بجمود يتمتم بتأكيد فتحت عينيها تلاقي نظراته الحادة،وهو قال:
"أنا لا أنجب فكيف هي حامل ؟"
خاطب الطبيب نفسه هذا المتوقع مرضى من طرف جاسر,ماذا يتوقع منهم..إلا الجنون..وواضح أن مرضى هذه الليلة أشد جنونا لا محالة..إذ ماذا قد يكون غير ذلك ليفسر منطق ما يسمعه,لا يفهم مريضته حامل..ما علاقة عقم أخيها,هل يظنه وراثي أم أن الجنون المتفشي بين جاسر ومن يعرفه سيطر على عقله.
أجابه الطبيب بعد أن طلب من مساعدته أن تأتي له ببعض الأدوية حتى لا يضيع الوقت في النقاش,ممسكا الطبيب يدها وهو يحاول وضع إبرة المحلول:
"لا أفهم سيدي ولكن العقم ليس شيء وراثي"
رد إيهاب وهو على حالة الجمود والإنكار بتساؤل:
"هل أنت متأكد مما تقول ربما إختلط عليك الأمر"
جاوبه الطبيب بتأكيد:
"لا بالطبع كيف سأخطئ في شيء كهذا هي حامل والجنين كان واضح أمامي عمره على وجه التقريب شهرين ونصف"
عاود انتباهه الكامل لمريم عندما جذبت بوهن ذراعها من قبضة الطبيب,وعلامة الألم لا تفارق وجها لا تعلم الآن هل هو ألم جسدها أم ألم روحها,فكما توقعت تماما هو لن يصدقها أبدا.
حدثها الطبيب:
"سيدة مريم أرجوكِ,الوقت ليس في صالحنا الآن..الجنين ينبض ومازال قوي لكن إن إزداد النزيف من الممكن أن نخسره"
أجابت بضعف وصوت منكسر وعينيها مازالت في عيني الناظر إليها بجمود وبعض الصدمة:
"دعه يموت أنا لا أريده فهو لا أب له مثلي تماما"
صدم الطبيب من قسوة كلماتها,ولكن شعور بالشفقة عليها مما تقول ومازال أخوها على نفس تجبره .
سمع صوت أخوها هادر بشراسة بها وهو يقترب منها يحاصر إستلقائها على الفراش الأبيض للمشفى:
"إخرسي...إخرسي عن التفوه بهذا الكلام"
إلتفت للطبيب أمره بحزم:
"نفذ الآن وأفعل كل ما يلزم لإنقاذه وإنقاذها"
توجه إليها ونظر لها بقوة وهي في نفس حالة التعب والوهن,يسألها بتأكيد غير قابل للشك:
"كنتِ تعلمين..يا مريم..منذ متى؟"
أغمضت عينيها بشدة عند وضع الطبيب في يدها الجهاز المغذي لجسدها,لتجاوب بتقطع وهي شعرت بالألم الشديد:
"وهل هناك فرق أنت لا تنجب إيهاب"
إرتبك الطبيب أكتر من ما يسمع,وقال بصوت واثق نهائي قوي يحاول مساعدة مريضته:
"سيد إيهاب جسد المريضة متوتر وأعصابها متعبة ألا ترى كم هي مرهقة كما يبدو لي وهذا ضد مصلحة الجنين أرجو تأجيل أي حوار الآن"
إلتفت إليه إيهاب بشراسة:
"فقط تأكد بأن لا تخسره أنا أريده..حيا يرزق"
أجابته الأخرى والوهن حل بها تتمتم بتساؤل:
"لما إيهاب أنت لا تنجب دعه يموت..هل تزيد إثنان في حياتك بدون أب,لا أريد لطفلي أن يكون مثلي"
هدر بها الأخر وهو مازال على وضعه:
"قلت إخرسي هذا طفلي وأنا موجود كيف تنكرين وجودي"
"أنا لم أنكر وجودك أنت من أنكرت"
مدت يدها الحرة بضعف تمسح دموعها وهي مستمرة في القول بصوت يخرج ضعيف مهتز بتخاذل:
"أختك مرة أخرى إيهاب"
إلتفت للطبيب يؤكد لها وربما لنفسه يصرح بالحقيقة أمام أحد غريب لأول مرة ولكن غضب الإستنكار والصدمة متمكنة منه:
"من أخبرك أنها أختي,إنها زوجتي..زوجتي,وهذا طفلي أنا رغم عقمي"
أضاف بأعصاب منفلتة بعض الكلمات بهذيان:
"هذه طفلتي تحمل طفلي هل تدرك هذا؟!"
إرتبك الطبيب لحظات,تمتم في سره *لعنك الله يا جاسر لا يأتيني منك غير الجنون.*
أجابه بعملية
"إهدأ..هذا يمكن أن يحدث في بعض حالات العقم هذا وارد وبالطبع إنها قدرة الله ومكافآته لك. فلتحمد الله أنا قمت باللازم وسوف أعطيها مغذيات أخرى ولكنها تحتاج للعناية هل لي أن أعلم ما سبب هذا التورم بوجهها"
إقترب الطبيب منها,حاول إبعاد إيهاب ليفحص وجهها وعاود الإستفسار بتردد:
"هل تعرضتم لعنف ؟"
أجاب الأخر بغضب لا يستطيع السيطرة عليه:
"أنت الطبيب هنا أخبرني هل رأيت أثار عنف أثناء فحصك لها"
"لم أقصد العنف بتلك الطريقة فأنا كطبيب إن حدث سوف أعلم فحسب أقصد علامات الضرب الواضحة عليها وعليك ولكن لتطمئن بشكل قاطع عنف لا يوجد ولكن هناك أثار لعلاقة"
لينهيه الأخر:
"يكفي فهمًت..إنه أنا"
همهم الطبيب بجواب معناه انه فهم هو الأخر,حاول وضع بعض الضمادات على وجهها لتجفل مريم من برودة تلك الكمادات وتخرج صوت متألم,هدئها الطبيب أمراً إياها بصوت هادئ:
"إهدئي الآن سوف يسري العلاج في جسدك وسوف يهدئ كل الألم حاولي أن ترتاحي"
ردت مريم في سرها *نعم سوف يهدأ ألم جسدها ولكن هل يستطيع أن يسكن ألم روحها ويُنسيها نظرات إيهاب المستنكرة وربما يشك بها لقد كرر انه عقيم بتأكيد *
أغمضت عينيها بتعب شديد بعد وقت قصير للغاية من أثر المسكنات.
أنهى الطبيب تضميد جميع جراحها وأمر ممرضته بالإهتمام بالمريضة ومراقبتها الساعات الآتية.
وجه حديثه للواقف قريب جدا منهم يراقب مريم بإهتمام وخوف لكن علامات الصدمة وعدم التصديق ما زالت كما هي:
"سيد إيهاب عفوا أريد الحديث معك على إنفراد,هل نتحدث في مكتبي ؟"
جاوبه إيهاب:
"أسف قل ما تريده هنا أنا لن أتركها وحيدة مرة أخرى"
لم يفهم الطبيب ما يقصد بمرة أخرى لكن ليس أمامه حل أخر,ليشير له ناحية نافذة في الغرفة بعيدا قليلا عن مريضته,تحرك إيهاب معه وهو يوجه استفساره للطبيب مرة أخرى:
"هل أنت متأكد من عمر الجنين و سبب حدوث هذا النزيف"
وقال الطبيب:
"كنت أريد الحديث معك في حالتها ولكن إجابة على سؤالك,نعم مؤكد عمر الجنين لم أحدده على وجه الدقة لكن بنسبة كبيره شهرين ونصف وربما أكثر,أما عن سبب النزيف.."
تنحنح الطبيب مجليا صوته بإشارة لما قاله إيهاب مسبقا:
"أنا أخبرتك هناك أثار علاقة وأنت قلت أنه أنت,إذاً الآن أنا متأكد مع ما حدث من علاقة طبيعية وَمِمَّا رأيت أختك..أسف أعني زوجتك تعرضت لتوتر شديد وواضح أيضا أنها تعرضت لبعض الضرب"
إشتعلت حدقتي الأخر بغضب عند تذكره مشهد الحقير وهو جاثم فوقها ويقوم بضربها محاولا إغماض عينيه بشدة لبرهة حتى ينسى ما رآه..ركز مع الطبيب فيما قال:
"إذاً مع كل ما حدث وتقريبا في وقت واحد مما فهمًت هذا وارد الحدوث فلنحمد الله فقط أنها لم تخسره ولكن مهنتي تحتم عليّ سؤالك ويجب أن تجيبني بصراحة أثار الضرب التي على وجهها هل أنت من قمت بها"
رد إيهاب باستنكار:
"أنا؟! بالطبع لا"
"إذاً ماذا حدث ؟؟"
صمت إيهاب ,وبعدها أجابه:
"ما حدث يخصنا ولن أتحدث عنه..تأكد أن من فعل هذا سيدفع الثمن"
"سيد إيهاب فقط إذا كنت تهتم بها حقا أتركها ترتاح وتستعيد قوتها فالتوتر ليس في مصلحتها أو مصلحة الجنين"
همهم إيهاب بموافقة..تركه الطبيب متوجها إلى الباب وهو يؤكد على الممرضة عدم تركها ومراقبتها جيدا.
إلتفت إلى إيهاب مرة أخرى,في تساؤل يبدو هام للطبيب:
"عذرا سيد إيهاب ولكن كيف إيهاب زيدان ومريم زيدان وزوجتك أسف للدخلت"
أجابه إيهاب بغموض وملامح وجهه كما هي:
"إنه لقب العائلة..ربما نسي جاسر أن يخبرك عن صلتنا الحقيقية فقط"
قدر الطبيب عدم تجاوبه وتحفظه,وتحرك قائلاً:
"سوف أمر بعد وقت قصير مرة أخرى فقط لا تقلق ولا تجهدها حسنا"
عاد هو إلى تفكيره الغاضب منها سوف يجن مريم حامل كيف؟؟ كيف!! وأيضا تعلم ولم تخبره..عندما استفسر منها منذ ساعات عن الإختلاف كانت تعلم ولم تخبره لماذا؟؟ وبدأ عقله يلعب به..لماذا لم تخبره ؟!!وممدوح ما معني كلامها ليس أول مرة؟!!نعم يثق بها لكنه لا يثق بالحقيرالآخر ويعلم إن أراد شيئا يحصل عليه ضم يديه بغضب أعمي يريد تحطيمه واوجهت اليها وهزها بشدة إلى أن تخبره كل شيء منذ البداية. نظر لها وهي راقدة على الفراش بوجهها الشاحب ولكنه لم يستطيع السيطرة على غضبه ولا على أفكاره سيطلب منها إجابة صريحة و يجب أن تخبره الحقيقة ليعلم كل ما حدث..يجب عليه أن يفهم ماذا تعني أنها لم تكن المرة الأولى.
سيطر عليه غضبه فتحرك ناحية الممرضة محاولا كبح إنفعاله كي لا ينفلت منه بصعوبة:
"عذرا لو سمحتِ هل من الممكن أن تأتي لي ببعض الماء"
نظرت له الممرضة بملامحه القاتمة وما شهدته من انفعالاته وما حدث وتأكيد الطبيب عليها أن لا تترك المريضة إسشعرتت أنه ربما من الخطأ الكبير أن تتركها معه بمفردها,فهي لم تسترح لملامحه وإنفعالاته وصوت الغضب الصادر منه
أجابته بإرتباك:
"عذرا سيدي ولكني لن أستطيع تركها فهذه أوامر الطبيب..يمكن أن تطلب عبر الهاتف وسيأتون لك بما تريد"
رد عليها بغضب لم يعد يستطيع أن يسيطر عليه:
"إذاً أنت لم تفهميني جيدا قلت لك أخرجي حالا..لا أريد أحدا هنا"
ردت الممرضة وقد إرتبكت أكثر:
"أخبرتك أيها السيد لا أستطيع ولن أتركها معك وأنت بهذه الحالة لقد أخبرك الطبيب أي إنفعال ليس في صالحها"
توجه إليها ولم يعد يسيطر على أعصابه أمسكها من ذراعها بحدة وتوجه بها ناحية الباب ,قائلاً بغضب:
"لا أنت ولا طبيبك سوف تخافون عليها مثلي أخرجي حالا ولا أريد رؤية وجه أحد منكم الآن"
فتح الباب ودفع الممرضة المذهولة من تصرفاته دفعا إلى الخارج وأغلق الباب خلفه جيدا ثم توجه للمستلقية هناك..يعلم أنها لم تنام بل تدعي النوم جيدا لتهرب من مواجهته.
مال إليها بنصف جسده يحيط رأسها بذراعيه وهي على استلقائها وأمرها بصوت خرج مكتوم غاضب:
"إفتحي عينيك الآن وواجهيني..أعرف أنكِ تهربين مني بإدعائك النوم"
أغمضت عينيها أكثر وإرتعش جسدها وإعتصرت غطاء الفراش بين يديها بشدة محاولة السيطرة على دموعها وخيبة أملها به أكثر..نعم تعلم ما يريد قوله لقد خسرته وخسرها .
صرخ بها بصوت أكثر حدة:
"إفتحي عينيك الآن,واجهيني وأجيبيني على كل شيء يا مريم وإلا..."
ترك كلمته معلقه بدون أن يكملها..فتحت عينيها المعذبتين برعب وحدقت في العينين المواجهتين لها بغضب أعمي
تمتم لها من بين أسنانه:
"كنت تعلمين بحملك منذ أن إنقلبتِ علي"
أومأت بصمت,أضاف بصراخ من غضبه والنار التي تشتعل به:
"ممدوح ليست تلك المرة الأولى التي يأتي فيها لغرفتك صحيح؟؟"
أغمضت عينيها بألم مرة أخرى ماذا تقول؟ هل يسألها أم يتهمها هل يشك بها ؟؟.
أمسك كتفيها يهزها بحدة:
"إياك والهروب وإغلاق عينيك واجهيني وأخبريني كل شيء يا مريم كل شيء"
أضاف بغضب ونوع من الهوس:
"هل لمسك؟؟ هل وصل إليك؟؟ أعرفه خسيس ولا يتنازل ولا يرجع مهزوم ماذا فعل بك"
صرخ بألم:
"هل إمتلكك تكلمي..."
قاطعته بصراخ غير قادرة على السيطرة على نفسها أكثر:
"إخرس..إخرس تعرف أنك الأول..وتعرف أنه لم يلمسني غيرك بماذا تتهمني؟؟"
صرخ بها بصوت عال ضاغط على كتفيها حتى شعرت بأنه سوف يحطمها:
"إذاً ماذا تقصدين أنها ليست المرة الأولى؟ ماذا يقصد بما قال أخبريني سوف أجن ماذا فعل الحقير معك ؟؟كل شيء..كل شيء يا مريم من البداية أخبريني كيف كنت غافل عن أمانتي؟! أخبريني كيف كانت تُنتهك زوجتي بدون علمي وتجعل حقير يسخر مني"
ردت عليه بصوت صارخ أقرب للهوس:
"تريدني أن أخبرك حسنا ما رأيك أن تعلم أنه منذ سن الرابعة عشر كان يسمعني كل الكلام القذر مثله وهو يوصف جسدي بدقة ويشرح خيالاته لي..هل تريد أن تعرف ماذا كان لقبي لديه فتاة الظلام..هل تريد أن تعرف كم مرة تلمس جسدي ؟هل تريد أن تعرف أنه كان يتعمد الإصطدام بي أمامكم جميعا وأنتم لا أحد يبالي بل تعزون الأمر أنه أخي حتى إن إحتضنني أو تلمسني ما المشكلة مريم الصغيرة لن ينظر لها أحد"
أغمضت عينيها بحرقة كأن نطق الكلمات يشعل نبض الذكريات فيها كأنها مازالت حية تسشعرت كل لمسة وهمسة بإحتقار...ثم عادت وأضافت بغل وحرقة أكبر تنتقم من خيالاتها المريضة ومن هذا الواقف أمامها بإتهام..لم يكن حاميا ولا صائنا لها كما يدعي ولا كما كان يجب...فتابعت تعذب نفسها وتعذبه بسياط الحقيقة المرة تكشفها لمسامعه لأول مرة:
"هل تريد أن تعلم كم مره إقتحم غرفتي وكتم أنفاسي ويديه جالت فوق وجهي وجسدي من فوق ملابسي؟ هل تريد أن تعلم كم مره تذللت له بطفولية وبكيت بل ورجوته أن يتركني ولم يتركني إلا إن رأى ذلي في عيني..لا يتركني إلا عندما أستطيع رفع صوتي والبكاء ليخاف و يتوعد إن فتحت فمي سوف يخبر الجميع أني أنا من تقوم بإغوائه ولم أستطع أن أتكلم فمن سيصدقني !!أردت أن أخبرك هل تعلم عندما شعر أني سأخبرك ماذا فعل لقد رأيته بعيني يضع سلاح ناري خلف ظهرك خفت بل إرتعبت"
ومع ختام كلماتها خفت صوتها و'رتفع نحيب بكائها:
"وقتها صدقته وإرتعبت..ماذا تريد أن تعرف أكثر إيهاب هل تريد أن تعرف مدى اشمئزازي من جسدي وفقداني لثقتي بنفسي؟ هل تريد أن تعرف أن أي ملابس كان يتلمسها كنت أقوم بخلعها وحرقها ؟وأنت ظننت أنه محاولة للفت إنتباه من حولي بتدلل,كنت أريد حرق جسدي كرهت كل معالم أنوثتي..هل تريد أن تعرف من قطة الشوارع وماذا فعل معي"
عجزه وصدمته من كلماتها التي تركته جامدا متصلب بينما يحترق ألف مرة مع كل لسعة من إعترافاتها إنفجرت مرة واحدة مع ختام أخر جملة منها,وضع يده فوق شفتيها بقوه شعر انه سوف يسقط من الألم والغضب والحقد والانكسار لقد كسرته مما تقول:
"إخرسي يكفي إخرسي لا أريد أن أعرف لا أريد"
قاومت يده بصعوبة وحاولت الإفلات منه رأى يدها التي بها المحلول الطبي تقاومه فخفف يده قليلا خوفا أن تضر نفسها .
صرخ بها:
"إهدئي وأصمتي لا أريد أن أسمع"
تمتمت له بضعف وكأن طاقة الاعتراف استنفذتها:
"لما إيهاب يجب أن تعرف كل شيء يجب أن تعلم,هل أخبرك شيء عندما أتيت أترجاك وأهددك إن لم تأخذني معك عند عودتك هنا سوف أهرب وأنت حاولت أن تفهمني انه مستحيل فإنهرت بين يديك وأنت إعتقدت أنه مجرد تعلق بك,ليلتها ممدوح علم بسفرك وتسلسل من شباك غرفتي لأني كنت أغلق بابي جيدا أتى يخبرني أني سأكون وحيدة وسوف يحصل علي مرارا وتكرارا.....و...و..و..أراد..أراد..أااه..لم يرد لقد كاد أن يعريني من ملابسي مثل ما رأيت الليلة لكن عندما سمع صوت والده يأمرني بفتح الباب بعد أن علا صوتي خاف وهرب وأنا لم أستطع الحديث كالعادة أتيتك ورجوتك أن تأخذني"
عاد للضغط على فمها ويثبت يدها الموصولة بالجهاز أغمض عينيه بالألم ليضع جبهته فوق جبهتها لقد كسرته ذبحته بما تفوهت به..كانت تعاني وهو إستغل كل شيء قدمته له بدون أن يبحث عن أسبابها كانت تعاني وهو يمدح نفسه أنه يجيد الاعتناء بها كانت تعاني..كل هذا تتحمله وهي صامته ليتمتم لها:
"سوف أقتله أعدك كل رعب كل لمسة قذرة كل شيء سوف أخذ حقك منه"
أعاد سؤالها بألم وتأكيد:
"مريم نعم أم لا أرجوك هذا كل ما حدث منه صحيح أخبريني وأريحيني".
سوف تذبحه لو قالت نعم سوف ترديه قتيلا لو قالت نعم...
ترك فمها ببطء ينتظر الإجابة والحكم تمني أن لا يكون حكم إعدام عليه..نظرت إليه وهو يضع جبهته فوق جبهتها يغمض عينيه بشدة,لتمسح دموعها تبتسم بالألم:
"أخبرتك لم يلمسني غيرك أبدا بأي طريقة...على الأقل أنا لم أسمح بذلك إلا ما أخبرتك إياه بما فعله ذلك الحقير لي"
"غيرك أنت لم يصل لشيء معي أبدا مجرد تحرش بجسدي وتهديد لي"
رغم الألم القاتل مما سمع لكنها أراحته..أراحته. وأضافت بصوت يائس متألم موجوع:
"لكن أنت لن تصدقني إيهاب فمع حملي لن تصدقني أنت تشك بطفلي أنه ليس منك"
فتح فمه أراد أن يرد عليها ,جفل كلاهما معا على الطرق الحاد على الغرفة،وصوت الطبيب يهتف بعنف يأمره بفتح الباب تركها ببطء وحاول أن يتماسك أكثر نظر اليها سريعا ليرها تبتسم له بألم وربما خيبة..أغمض عينيه محاولا إستعادة رباطة جأشه يعلم أن ما مروا به من مواجهة كما هو ذابح له محطم لها لكن لا وقت لديه ليفهمها او لا يستطيع الآن الحديث اليها موجوع منها مذبوح عليها. تحرك الى الباب وفتحه نظرت له نظره أخيرة وتعطيه بعدها ظهرها ليأخذ نفس عميق ويرتدي قناعه البارد وفتح الباب ليصدمه أربع وجوه قلقة والطبيب يصرخ به:
"لقد طلبت منك أن تبتعد عنها إن كنت تريد قتلها لما أتيت بها الي هنا"
أضاف بتهديد:
"إن حدث لها أي مضاعفات سوف أبلغ الشرطة والمسؤولية كلها عليك"
رد إيهاب ببرود وبساطة:
"لن يخاف عليها أحد مثلي"
لتدلف مَي التي أتت مع زواجها سريعا إلي الغرفة متوجهة إليها لتجلس بجانبها تضمها إليها وهي تسألها عن ما حدث:
"ما بكِ حبيبتي؟ ماذا حدث كنت جيدة بالأمس"
رفعت مريم وجهها المتألم الشاحب إليها لم قالت إلا بإسم مَي بصوت خافت منكسر دفنت رأسها في حجر مَي تبكي بعنف ونشيج..حاولت مَي تهدئتها باضطراب:
"إهدئي حبيبتي أي إن كان ما حدث سوف تكوني بخير"
ردت عليها مريم بنحيب:
"لا لن أكون بخير لن أعود كما أنا لن أكون بخير أبدا"
توجه الطبيب إليها بغضب من برود إيهاب وجفائه أمرا الممرضة أن تأتي له بمهدئ أخر وهو يوجه لها الكلام:
"لقد أمرتك أن لا تتركيها مهما حدث"
ردت الممرضة بخوف:
"لقد حاولت ولكنه رفض بإصرار لقد طردني طردا خارج الغرفة"
وجه إيهاب الكلام للطبيب:
"إسمعني أنت لن تتحكم بِنَا أفعل ما يتحتم عليك فقط..أنا أعلم جيدا مقدار تحملها لا أنت"
نطق جاسر أخير ينهي إيهاب عما يفعل:
"إيهاب رجاءا تبدو أعصابك مضطربة إهدأ قليلا وساعد الطبيب بالتأكيد هو أعلم منك بما يحدث معها"
وجه كلامه للطبيب الذي يبدو على وشك فقد أعصابه وطردهم جميعا:
"فادي أرجوك قدر حالته الآن بالتأكيد لا يعي ما يفعل من قلقه عليها إهتم بها الآن لنفهم ما يحدث معها".
توجه الطبيب إليها يحاول أن يجعلها تعتدل ولكنها ترفض بإصرار وتدفن وجهها في حجر مَي .
كأنها لا تريد مواجهة أحد منهم.
تحدث بصوت يحاول أن يجعله دافئاً:
"مريم ساعديني أرجوك وساعدي طفلك إن إستمر الوضع هكذا أنا أؤكد أنك ستخسرينه وربما تخسرين حياتك"
رددت مَي بصدمة:
"طفلها هل مريم حامل؟".
سحبت نفسها ببطء من جانبها نظرت لها مريم برجاء صامت أن لا تحكم عليها قبل أن تعلم الحقيقة فهي تريد أحدا بجانبها..نظرت لها مَي بخيبة أمل وكعادتها لا تستطيع أن تسيطر على كلماتها وجهت لمريم بنوع من القسوة:
"ظننتك مثلنا يا مريم..ظننتك تعرفين دينك وعادات وطنك لم أظنك مثلهم كيف خدعت بك؟"
للغرابة كان رد فعل مريم الضحك أخذ صوت ضحكتها يعلو ويعلو إلى أن أصابتها هستيريا توقف جميع من في الغرفة ينظر لها بصدمة تحرك إليها إيهاب بإضطراب مما يحدث معها كلمات مَي كانت القاضية لها فالألم لا يُطاق وهذه أول واحدة تسمع الخبر كيف يكون حال الجميع؟!! ردت مريم من بين دموع ضحكات الألم توجه كلامها لمي بقسوة على نفسها:
"هذا خطئك مَي كيف تتوقعين من واحدة ناتجة عن زواج عرفي لم تعرف أبوها الحقيقي يوما عاشت في كذبة وسؤال لماذا الجميع يكرهها ؟؟لماذا شعرت أنها لا تنتمي لهم ؟بطبيعة الحال ستسلك نفس الطريق"
سيطر عليها إيهاب وضمها إليه بصعوبة وهي ترفض بإصرار. ليوجه كلامه لمي:
"إنه طفلي أنا..طفلي إنها تهذي لا تعيري كلامها إهتمام إنها تهذي"
عاد بكلامه لمريم:
"لا تقولي هذا..كفي عن إتهام نفسك أنا موجود و أنت لم تخطئي"
تراجعت مَي للوراء بصدمة تنظر لزواجها يراقب بصمت وملامح مغلقة فهتفت به بجنوبها المعتاد:
"أتسمع ما قال هل هو مجنون أخر أخته حامل منه كيف هذا؟!"
وأضافت باشمئزاز:
"ان كان هذا صحيح فهو مقرف ؟؟"
هدر إيهاب بصوت عالي:
"إنها زوجتي..زوجتي ليست أخت لي أبدا..زوجتي"
نطق جاسر أخيرا وهذا الشيء الوحيد الذي صدمه كان يشعر بالذبذبات التي بينهم لكن زوجته كيف و متى؟؟ حاول أن يسيطر على الموقف ووجه مي المصدوم كان الجميع ثابت في مكانه ولا يعرف ما يفعل وجه كلامه لفادي أولا:
"هل ستفعل شيء لها أم تقف تشاهد ما يحدث مثل ولادة زوجتي؟ تحرك قليلا وأفعل شيء ما ,أعطها مهدئ أو مسكّن أنت الطبيب هنا"
قام الطبيب بصمت وتوجه الى مريم وهو يردد بحيرة:
"المهدئ خطر عليها ولكن لا حل أخر يجب أن تنام وتبتعد عن كل ما يحدث"
نظر له إيهاب بتأكيد وهو يضمها أكثر:
"أعطها ما تحتاجه"
شعر بها بين يديه كأنها تحولت لتمثال جليدي ولكن لم تتوقف دموعها على صدره..بعد وقت قصير جدا من مفعول المهدئ ذهبت في غفوة وربما غيبوبة لا يعلم ماذا حدث بالضبط فقط ارتخت كل أعصاب جسدها بين يديه بإستسلام والجميع يراقب الموقف من بعيد وكأن على رؤوسهم الطير وضعها برفق ونظر إلى وجهها شعر أنها كبرت مئة عام مما مر بها دموعها لم تتوقف وشهقاتها في نومها تغفو ببطء..فقط لو أخبرته على الأقل بحملها ربما كأنا تجاوزا كل هذا سويا وتجنبوا بعضا مما حدث.
قالت مَي تقطع الصمت الذي حل على رأس الجميع مع إنسحاب الطبيب من الغرفة والمساعدة بعد تأكدهم من نومها:
"جاسر أنا أريد الخروج منها والعودة للبيت"
ولكن قبل أن يرد جاسر قال إيهاب:
"سيدة مَي هل هذه هي الصداقة التي وعدتيها بها تتركينها في أصعب وقت تمر به لن أعتابك على قسوتك عليها واتهامها بدون أن تفهمي ما حدث بالضبط ربما معرفتك حديثا بِنَا لكن أؤكد لك ليس هناك شيء مريب كما أخبرتك مريم زوجتي"
ردت مَي باندفاع:
"ولكنك قلت أنها أختك وعرفتماني عليها أنها أخت لك"
رد عليها وهو يحاول التماسك من كتلة الغباء كما قال زواجها ولا قدرة له في الجدال:
"نحن نحمل نفس لقب العائلة وهذا ليس بالضرورة أن تكون أختي وبالتأكيد لنا أسبابنا الخاصة..أنا لي رجاء واحد لديك أن كانت صديقة لكِ حقا حاولي أن تحكمي الصديقة هنا لأنها تحتاجك انظري إليها"
أضاف بألم:
"لن تتقبلني بعد أن تستفيق تحتاجك أنت أكثر مني"
نظرت مَي إلى زواجها بتساؤل وحيرة ليشجعها ويشير لها بتأكيد أن تثق بإيهاب..ردت مَي بتأكيد:
"حسنا سوف أبقى معها وأحاول أن أدعمها ولو أني لا أفهم شيئا مما قلت لكن لا مشكلة"
نظرت لجاسر بتأكيد:
"فأنا قابلني من هو أجن منك لا مشكلة من مجنون أخر ولكن أن اقتربت أنت منها سوف أقتلك بعد ما رأيت"
نظرت له بنوع من التصغير فهي لا تطيقه الآن ولا تفهم ما قالته مريم أو هو ولكن تشفق عليها شعرت أن هناك غموض أكبر يجب أن تفهم لقد أخطأت في الحكم على مريم بإندفاعها لقد صادفتها الشهر المنصرم لم ترى منها ما يثير أي ريبة او شك ربما بعض الغموض وإرتباكها تبا..كيف لم تلاحظ علامات الحمل عليها وهي عأنت منها قبلا .
توجهت إلى جانبها وسحبت مقعد وقربته من فراشها وجلست بصمت.
نطق جاسر موجه الكلام لإيهاب:
"هل نخرج قليلا أنا أريد الحديث معك"
عاود إيهاب النظر إليها بهم وتردد من الخروج وتركها..شعر جاسر برفضه فأصر عليه وهو يقول:
"هيا إيهاب من فضلك هي نائمة الآن ولا أظن أنها سوف تستيقظ قريبا ومي بجانبها لا تخف عليها"
توجه معه بصمت إلى مكان يمكنهم الكلام به
*************
في الحديقة الخارجية للمشفى جلس كلاهما متقابلين مع سطوع شمس الصباح. لتنتهي تلك الليلة الكارثية أخيرا.
وضع إيهاب مرفقيه على الطاولة التي بينهم يدفن وجهه بين يديه بتعب,فقطع جاسر الصمت:
"إذاً هل سنظل صامتين كثيرا هذا ممل لم آت بك إلى هنا للتأمل في طلتك البهية"
كل أحداث الليلة الماضية استنفذت صبره على تهكم صديقه..رفع إيهاب وجهه ينظر له و قال بصوت متعب:
"ماذا تريد جاسر؟؟ حقا كانت ليلتي متعبة بل قل مدمرة!!"
واجهه جاسر بإصرار,فهو كغيره الفضول يتآكله عرف حقيقة العقدة الخفية التي تربط بين الاثنين أخوة..وزواج !!كيف يستقيم الأمر وهو معوج من الأساس...ليس معوجا بل إنه جُرما شرعا وقانونا وكل ذلك سأل جاسر:
"أريد أن أفهم..أن أعلم كل شيء كيف حدث ذلك ؟مريم زوجتك!! لماذا تخبئ الأمر؟! متى حدث هذا؟ كل شيء منذ البداية يا إيهاب"
جاوبه بصوته المتعب بتأكيد:
"نعم هي زوجتي..هل تظن أني سأكذب بشيء كهذا ؟"
هز رأسه بينما قسماته تعكس إستغراب كلماته:
"كيف حدث هذا؟! أنا أعلم أنك الوصي القانوني عليها وأعلم أنه من المستحيل زواجك منها"
أضاف بتردد وخاطر أخر يبزغ في خلده:
"إيهاب هل هذا زواج سري أو عرفي"
إنتفض الأخر مستقيما بإستنكار:
"من تظنني لأفعل هذا إنها زوجتي زواج شرعي لقد تزوجتها في أمريكا عند شيخ المسجد هناك بعلم عمي وأمها"تحولت ملامحه لغضب وأضاف وقبضته تضرب على ما حوله بعدم إتزان:
"والحقير ممدوح يعلم الأمر"
ردد جاسر ورائه بنوع من الإستكشاف:
"الحقير ممدوح !".
تجنب إيهاب الرد وأضاف:
"تزوجتها هناك بعقد من شيخ المسجد ولكن لم يثبت الزواج بسبب القوانين تعلم القوانين هناك تجرم زواج الأقارب وتم التكتم على الأمر بيننا نحن الأربعة"
"إذا لماذا لم تثبته هنا ؟؟"
ليجيب بتردد:
"من المفترض أنه زواج لحمايتها..مجرد عقد يفسخ وطلاقها بعد أن تكبر قليلا وتستطيع أن تأخذ طريقها"
أعاد دفن وجهه بين يديه و أضاف:
"لم يكن يفترض أن أُتمم زواجي بها لم يكن من المفترض أن يحدث هذا"
نظر له جاسر وهو يؤكد:
"كنت أعلم هذا من أول مرة رأيتكم فيها ببيتي"
رفع إيهاب عينين حمراوين:
"ماذا تعني بأنك تعرف؟! لم يعرف أحد بهذا الزواج أبدا"
دمدم جاسر بإقرار متذكرا كيف بدا الاثنين معا في كل...كل مرة يجتمعان بها في مكان واحد:
"لم أقصد الزواج أعني نظراتك لها يا صديقي فأنا خير من يعلم لقدعشت مع نظرات التملك تلك أربع سنوات أتعلم لم أصدم بخبر حملها أو أن الطفل منك لأني رأيت يا إيهاب للأسف نظرتك كانت تملكية ولكن كانت مشبعة لحد التخمة"
ضحك بألم:
"هل كنت مكشوف هكذا ؟؟"
"ليس مكشوف لأي أحد ولكن أنا عشت مع تلك النظرات وأعرفها جيدا..لن أطالبك بمعرفة أسباب هذا الوضع بينكم الآن أريد أن أفهم أسبابك أولا لماذا تم الزواج من الأساس؟ مامعني كلام مريم وماذا تعني بأنها طفلة لزواج عرفي من والد مريم يا إيهاب,قبلا إحترمت صمتك وتكتمك ولكن الآن أريد أن أعلم"
لم يجيب..كم كان يريد أن يزيح هم الحقيقة وإخفائها عن صدره ويثقل كتفيه..بل يثقل صوته فيخشن مع صعوبة كل ذكرى وحدث من الماضي القاتم...كقتامة أحداثه المشوهة:
"سوف أخبرك كل شيء لقد تعبت حقا من إخفاء أخطاء تلك العائلة,ولكن لا تقاطعني إلى أن إنتهى...منذ أكثر من عشرون عاما...كانت لدى والدي إبنة خالة تعيش هنا في البلاد كانت وحيدة والديها مدللة بشكل مبالغ به أنانية و ما تريده تحصل عليه..كانت تعمل مع والدي وعمي في شركتهم كانت ذكية,قوية تستطيع القول أنها إمرأة متكبرة..تعرفت على شريك والدي وعمي الثالث ياسر الرواي بالطبع تعرفه جيدا..أحبته..أُعجبت به لا أعلم وهو بادلها الإعجاب ظلت تطارده كما علمنا بعدها ولكن كانت المشكلة أن ياسر الرواي متزوج ولديه ثلاث أطفال..فإتفق الاثنان سويا على الزواج العرفي الذي استمر لثلاث سنوات وربما أكثر بدون علم أحد منا..مع وفاة أبويها وإستقرارنا في أمريكا لم يكتشف أحد شيئا إلى ان أتت في يوم مابكل صلابة وجرأة تخبر والدي عن زواجها منه وعن رفضه إعلان الزواج بعد أن أخبرته بحملها ولتزيد من إنتقامها ظنا منها أنها ستكسب المعركة مع زوجته البسيطة في تفكيرها توجهت الي زوجته وأخبرتها بصفاقة وتأكيد عن كل شيء بينهم ليكون رد ياسر الرواي قاسي عليها بشدة مع إنهيار زوجته أنها مجرد منحلة إستمتع معها لا أكثر حتى أنه لم يرضى أن يكون بينهم زواج شرعي..مجرد زواج عرفي على ورقة يقوم بتمزيقها وهذا ما حدث مزقها ورمي عليها يمين الطلاق وأنكر أن تكون حامل من الأساس..يومها أكدت لأبي بكبريائها اللعين أنه بالفعل لا يوجد طفل في أحشائها..لقد كانت تظن أنها حامل في ذكر وستذل ياسر به لمعرفتها بشوقه لوريث ثم تعود منتصرة عليه وعلي زوجته..كعادته ثار أبي وأهانها ولكن خوفه على سمعتهم أجبره أن يخضع الي خطتها بالسفر الي أمريكا وهناك تلد الطفل وبعدها تعود به وتعلن عن زواجها من ياسر وسيكون مجبر لإعلان بزواجه منها..
أخذها أبي معه و تكتم أبي على خبر زواجها أمام جميع العائلة فقط عمي كان على علم بما جرى..عمي أحبها أيضا بل تستطيع القول أنه أُغرم بها حتى مع زواجه من زوجة أمريكية كانت مخلصة له ومحبة بشكل جنوني..وجود إسراء وممدوح لم يمنعا عمي من محاولات وصل ودها..رغم علمه بزواجها من أخر وحملها أهمل زوجته أمام الجميع وكان يلهث ورائها بالمعني الحرفي..انزوت زوجته بشكل ملحوظ أما فريال لم تستطع السيطرة على نفسها بل تمعنت في جذبه بطريقة غريبة حتى مع خطتها بالعودة لزواجها وليت المصيبة توقفت عند هذا الحد فأمي أيضاً كانت تكره فريال ولقد ظنت أن الطفل طفل أبي وهو يكذب عليها..تستطيع القول ان استقرار أسرتنا إنقلب بشكل قاسي فأصبح الجميع يبغض بعضه ويتهم بعضه أما أبي لا يستطيع طرد إبنة خالته التي إستنجدت به ولا أن يفضحها أكثر فأخبر أمي مرارا إنها متزوجة من أخر ولكنها مع تعنتها وتجبرها رفضت الاستماع وطلبت الطلاق من أبي بل وتمادت برفع عليه قضية تطالب بنصف أملاكه حسب القانون هناك..تعرضنا لأزمة كادت أن تقضي علينا..أبي كره أمي حقا وفقد الثقة بها وكانت فريال تراقب بإستمتاع إنهيار الجميع لما ؟!لا أعلم حتى أتي يوم ولادة الطفل ولكن أتت مريم لا ذكر كما خططت فريال يومها إنهارت وصرخت بأنها تريد ذكر بل ورفضت أن تضم الطفلة كأي أم طبيعية..كان عمي منهار لأجلها حتى وهو يعلم بخطتها وكره مريم لأنها إبنة رجل أخر أما أبي فكان غاضب من كل ما يحدث كان يظن أنه سيتخلص من فريال والزوابع التي فعلتها بِنَا..تسلمت أنا مريم بين يدي يومها شعرت برابط عجيب يربطني بها لا أستطيع بعد مرور أكثر من تسعة عشر عام أن أحدده..أتعلم جاسريومها أخبرني أبي وكأنه شعر بكل ما سوف يحدث (هذه أمانتك إيهاب لا تفرط بها مهما حدث لا تعاقبها على أخطاء أحد منا أبدا) لقد شعر أبي ما شعرت به أن الطفلة سوف تعاني..."
توقف برهة أجلى صوته..الإنكسار الذي رآه منها منذ ساعات قد صدق حدس الرجل وعأنت مع جبنه أكثر من غيره..وذلك الحقير ممدوح...لكن ثقل الكلمات كان يخفف من وجعه فاسترسل متمتما,بينما جفنيه يغضهما فتتراءى له من خلفهما الأحداث بوضوح شديد:
"بعد ذلك ما حدث كان متسارع وقاسي عمي قام برفع قضية طلاق على زوجته بل وقام بتحويل كل ما يملك بإسم فريال لينال رضاها من ناحية ومن ناحية أخري لا تستطيع زوجة عمي الحصول على شيء وبالقانون أيضاً الذي لا يعرف الرحمة حصل على حضانة الأطفال لأنه يستطيع أن يكفل لهم حياة أفضل فقط تراهم زوجته كل ثلاث أسابيع مرة او مرتين لتنزوي تماما وتمرض وبعدها تموت وحيدة منكسرة وذليلة..لقد أحسنت معاملة فريال عندما جاءت بل وعرفتها على كل شيء وإعتنت بها في حملها ليكون هذا ردها على الجميل أن تسرق بيتها وأطفالها وزواجها؟!!"
وأضاف:
"بالطبع فريال إقتنعت بهذا الحل لأنها أيقنت أن ياسر الرواي من المستحيل أن يهدم أسرته من أجل طفلة أخرى كما علمت أن زوجته أتت له بالوريث يكبر مريم فقط بشهرين فصنعت لنفسها حياة أخرى على حساب مولي زوجة عمي الأولى وعلي حساب أطفاله أما مريم بعد أن تزوج عمي فريال أعطاها إسمه وكنيته وتم إخفاء شهادة الميلاد الأصلية والتي مدون بها الإسم الحقيقي بحجة أن هذا فيه حماية لها وأصبحت مريم حسب القانون الأمريكي تحمل لقب العائلة رسميا أي أخت لنا لأن القانون هناك يعتبر كل من يحمل كنية العائلة ولقبها أخوة حتى مع إختلاف الآباء..أما الباقي أنت تعرفه وتعلمه جيدا ما عأنت منه مريم رأيته بنفسك"
صمت يحاول إلتقاط أنفاسه من كثرة المشاعر التي تعاقبت عليه وتذكر أسوأ فترة في حياتهم .
وجه له جاسر سؤال أخر:
"اذاً لماذا أنت الوصي عليها في القانون الأمريكي ولها والدين"
أجابه إيهاب بإرهاق:
"هناك في القانون والعرف يجب أن يكون للطفل ما يسمى بالعراب او الوصي القانوني عند حدوث أي شيء للوالدين او عدم توافرهم فيظهر هذا الوصي وعند والدة مريم كان أبي الوصي لأني كنت تحت السن القانوني وبعد عأمين توفي والدي ومع رعايتي وإهتمامي بها وإهمال الجميع لها فعل عمي شيء جيد..منحني الوصاية القانونية كاملة فأصبحت أمام القانون الأخ والوصي"
ضحك بألم:
"أي مكان والدها"
أضاف جملته التي قالها للطبيب بنوع من عدم السيطرة:
"والدها جاسر..هل شعرت بِما أشعر؟ طفلتي أنا تحمل طفلي..هل تستوعب هذا هل يستوعبه بشر؟".
نبهه جاسر وهويحاول أن يستمع الى نهاية ما حدث:
"ركز معي إيهاب لم تصل الي الشيء الأهم لم تزوجت مريم من الأساس؟ لما العقد ؟ هل هناك سبب لحمايتها ؟؟ثم إنك تزوجت إسراء هناك وهي أيضاً تحمل اللقب أي أختك والقانون يجرم الأمر"
هز رأسه ينفي المقارنة,قد تبدو المظاهر متشابهة لكن في داخله يعلم يقينا أن لا علاقة تشبه علاقته بمريم عن غيرها مع إسراء...لا تشابه البتة...ليس بما يفرضه القانون ولا مايسيره فيه قلبه هو الأخر..,لذا إكتفى بالتوضيح بهدوء يناقض افكاره تلك:
"زواجي من إسراء تم بشكل مختلف تزوجتها في المسجد مثل ما حدث مع مريم ولكن بإعلان الأمر وأيضا تزوجتها في سفارتنا هناك لأنها تحمل جنسية البلاد هنا أما مريم لم يمنحها عمي الجنسية هنا ولم يسجلها من الأساس مريم لا تحمل إلا جنسيتها الأمريكية ,أما عن أسباب زواجي بها سوف أخبرك مريم نفسها لا تعلم تظن أني تزوجتها لأستطيع أن أتي بها إلى هنا لكن ما حدث بعد عيد ميلادها الثامن عشر كان غير متوقع لنا جميعا ولم يكن أمامي حل أخر غير الزواج بها لحمايتها"
000000000000000000000000000000000
انتهي
أنت تقرأ
دقات محرمة
Romanceرواية (دقات محرمة ) دقات كانت اول تجربة فعلية للكاتبة فى العمل الادبى تاخذ شكل جدى ..وتحليل نفسى وقضايا اجتماعية شائكة ... ولم اقتصر على تناولها في العالم العربي ولكن قصدت ان ادخل فيها ..اخطاء المغتربين منا فى خارج البلاد .. وهذا سيكون سيرة كل السلس...