الخامس عشر

22.6K 456 9
                                    

الفصل الخامس عشر-
قبل مرور ساعة،،
تائهة,مترددة,لا بل هي خائفة من كل ما يحدث لها من مشاعر لا تعرف ما هي !؟ فظهور مراد مرة أخرى في حياتها كعادته معها تقلب كل شيء رأسا على عقب,تخاف مما شعرت به الآن,نعم هي اتخذت قرارها منذ زمن بعيد,لن تعود له مهما حدث,لن تكون نسخة ضعيفة لإمرأة يخونها زوجها و تتقبل خيانته. ولكن ما يربكها ليس ظهوره مرة أخرى وعودته بإصرار وقوة أنها مازالت زوجته,بل أخر مرة رأته فيها ووافقت على الذهاب معه إلى منزله هي وطفلتيها,عندما دخلت منزله وتأملت تأسيسه له واللمسات الحميمية التي وضعها؛ لقد أسسه على طراز منزلهم القديم هناك,كأنه أصبح نسخة منه فالألوان مطابقة والإنارة الهادئة التي تفضلها والأساس والمفروشات على ذوقها .
لكن ما أدهشها قليلا وضعه لصور زفافهم وصور رحلاتهم وأيضا صور متفرقة للطفلتين كلا على حدة وغلاف كبير يضمهم جميعاً؛ تذكرت تلك الصورة جيدا كانت أخر صورة لهم معا قبل أن يحدث الفراق بينهم وعندما سألته لماذا يضع صورة زفافهم وصور رحلاتهم,نظر لها ببرود جليدي وأخبرها:
(ليس من أجلك بل من أجل طفلتينا أريدهما أن ينشئا في بيئة سليمة وطبيعية ولا يعلما بما يدور بيننا).
ابتلعت ريقها بتوتر لحظتها من كلماته الجافة,وجلست على إحدى الأرائك تراقب ما يفعله بصمت كان قد تخلى عن المعطف الصوفي الذي يرتديه وظل بقميص أبيض تاركا أزراره الأولى مفتوحة لتظهر بنيته القوية وبنطلون من الجينز الأسود. جلس على أرضية غرفة الأطفال التي أخبرها أنه جهزها خصيصا لطفلتيها؛ وتحتوي على كل الألعاب التي كانت لدى طفلتيها هناك,ظلت تراقبه وهو يبتسم ابتسامة أبوية دافئة وإحتضن الصغيرة وأجلسها بحجره وحاول أن يعلمها بصبر طريقة لعبة ما والكبيرة حاولت أن تلفت انتباهه وبين الحين والآخر تقف لتقبّله وتحتضنه وكأنها لم تستوعب بعد أنه أمامها ومعها,وصغيرتها التي لا تقبل بأحد تجلس مستكينة بين ذراعيه وكأنها لم تفارقه لحظة. كان جل إهتمامه وتركيزه كله مع ابنتيه ولم يلتفت إليها حتى وهو يجيبها بالكلمات الباردة مجيبا على سؤالها. مشهد ابنتيها هذا جعل الدموع تطرف بعينيها كيف ابتعدت وانشغلت عنهما هكذا ؟؟قارنت الآن مظهر طفلتيها بين أحضان مراد والسعادة والسكينة البادية على محياهن وبين مشهدهن مرات عديدة بين أحضان إيهاب رغم تعامله معهن بإهتمام وحنو لكن أبدا مظهره معهن لا يقارن بمشهد مراد الأبوي وكأن بين الثلاثة صلة غير منطوقة ..رابط غير مرئي مهما ابتعد وغاب يبقى هناك هذا الرابط موصول..كبتت تنهيدة الألم وقالت لنفسها:
*لولا خيانتك مراد ..آه لو ظللت على عهدك لماحدث هذا يوما..لماذا حرمتني من دفء أحضانك التي شعرت بالأمان فيها؟؟لما سلبتني ما شعرت به في منزلك من سكينة وهدوء؟؟لما جعلتني أعود لذلك البيت البارد والعائلة الحاقدةلأعود لما كنت عليه من كره للجميع والحقد عليهم؟؟*
بمجرد أن دلفت من باب هذا البيت شعرت بالدفء مرة أخرى وأن هناك شيئا كان ينقصها منذ عام وعاد لروحها ورأت مراد وطفلتيها بهذا المشهد تتمنت لا بل أرادت لو شاركتهم جلستهم تلك ولو أخذها بأحضانه ولو مرة واحدة لتشعر بهذا الدفء المفتقد مثل طفلتيها..عند هذه النقطة نفضت رأسها بعنف من هذه الأفكار المتطرفة ..نفت لنفسها بشدة هي لا تريد مراد ولا بيته ولا حتى أحضانه ..رفعت عينيها إليه وجدته يحدق فيها وطفلتيها انشغلتا عنه في ألعابهما,لم يطرف بعينيه بعيدا عنها كعادته يُربكها بتأمله لها هكذا وكأنه يريد اختراقها..فبدأت هي الكلام بتوتر:
"متى تستطيع أن تعيدنا؟؟ أعتقد أن هذا وقت كافي لك مع الطفلتين,يجب أن نعود الآن"
ظل يتأملها للحظات ثم أجابها بصوت أجش وكأن الغضب الذي يرافقه منذ أن عاد تبخر ولم يعد له وجود:
"أخبريني إسراء ما الذي يمنعني الآن من حبسكن في بيتي وغلق آلاف الأبواب عليكن حتى لا تفارقنني أبدا,أخبريني ما الذي يمنعني أن أحتجز طفلتي ولا أجعلهما تفارقاني أبدا"
صمتت للحظة تستوعب كلامه لكنها تعرفه كما يعرفها,فقامت بالرد عليه بصوت هادئ بعد أن سيطرت على ارتباكها قالت بصوت قاطع:
"وعدك مراد وكلمتك أنت لن تخلفها أيا كانت الأسباب"
مال جانب فمه بسخرية وهو يجيبها:
"وعدي إسراء تثقين به الآن لقد فاجأتني! إذاً لماذا لم تثقي في كل وعودي السابقة؟؟"
"هذا مختلف مراد أنا أعلم أنك تحترم كلمتك ولكن عندك بعض العادات ربما لا تستطيع الالتزام بوعودك فيها"
أجابها وهو يعود بانتباهه للطفلتين راغبا في إنهاء الحديث المستتر أمام الصغيرتين:
"لا فائدة أبدا منك إسراء لن تري الحقيقة يوما"
أضاف بصوت حازم بعدها:
"قليلا فقط وسوف أعيدكن لكن إسراء صبري نفذ يجب أن تأخذي قرارك سريعا لنعود جميعا تحت سقف هذا المنزل معا,وإلا سأتصرف أنا ولن يعجبك تصرفي حينها،أنا صمتُ لعدم رغبتي في إثارة ذعر طفلتينا وسأكون آسفا أن أسألك حفاظاً على كرامتك أمام المجتمع وهذا أيضا إكراما لبناتي".
بعدها بوقت قام بإيصالهم مرة أخرى للمنزل وسط اعتراض ميرا وبكائها الذي هز قلبهما فهي لا تريد أن تتركه فوعدها بأن اللقاء قريب جدا ولن يتركها أبدا مرة أخرى لثم الصغيرة التي تنام بهدوء بين ذراعيه وبعدها أعطاها لها ببطء وكأنه لا يريد تركهما.
لقد أتى خلال الأسبوع الماضي بعد زيارتهم لمنزله مرتين بعدها وهو يصر عليها كالعادة أن تقابله أمام المنزل بصحبة الطفلتين,ليأتي لهن ببعض الحلوى أوالألعاب ويجلس قليلا في السيارة مع ميرا وتاليا ويغادر بعدها أسفا على تركهما،لقد تفهم اعتذارها الواهي وهو غير مقتنع به أو باهتمامها المصطنع بإختفاء مريم...ربما لأنه يعلم شعورها الحقيقي تجاهها وغير مصدق لإدعائها الاهتمام ..لما شعرت رغم سخرية الجميع أن هناك جزء صغير حاولت طمره,يهتم فعلا باختفائها وربما قلق عليهامن مجهول وربما خطر تقع فيه؟!!
رن هاتفها وبدون النظر إليه توقعت هوية المتصل جيدا..أجابته بهدوء :
"مرحبا مراد"
أجابها بصوت رخيم:
"مرحبا إسراء أعتقد أنك تعلمين طلبي أريد أن أمر عليكن لتأتين معي للمنزل أريد أن أرى بناتي أطول وقت ممكن ولن أقبل أي أعذار"
صمت للحظات لما عاد لأسلوبه الهادئ المتفهم معها؟! ما الذي يريده؟! يهاجمها مرة ويعاملها بعنف ويسخر منها مرات أخرى والآن يحدثها بهدوء!! ما الذي يريد أن يصل إليه بحق الله بأفعاله تلك.حاولت إقناعه بهدوء مماثل:
"مراد أخبرتك الوضع الآن لا يسمح,مريم مازالت مختفية ولا أحد يعلم أين ذهبت أو لماذا؟ !فكذبتها نفسها,بل هي ربما تشك بالأمر,بالتأكيد لم تحتمل وجودها في المنزل بعد ما فعله ممدوح معها وسفر إيهاب،ربما تكون خافت أن يتكرر الأمر أو خافت منها ومن القاسية إلهام..أغمضت عينيها بيأس وتأنيب ضمير بدأ يصحو فيها ..كيف سمحت لحقدها وغيرتها العمياء أن تجعلها تُقدم على مساعدة أخوها الحقير وتلك الأفعى إلهام.؟!
قطع استرسال أفكارها مراد وهو يخبرها بصوت مهتم:
"ألم تجدوها بعد؟!"
أجابته بصوت مسيطر على انفعاله وتذكرت ما اقترفته في حق تلك المذعورة دائما رغم محاولتها الواهية بادعاء القوة أمامها هي وإلهام:
"لا لم يجدها بعد لقد بحث في كل مكان ولكن لا أثر لها"
أجابها بصوت به بعض الحزم:
"اسمعيني إسراء أنا أسف من أجلها,تعلمين جيدا رغم كرهك أنت لها ولكن هذه الطفلة لها مكانة ما لديّ,ربما بحكم أني رأيت نشأتها أمام عيني ولكن هذا سبب أقوى يجعلني لا أريد التأخر في ضم بناتي لأحضاني وتحت سقف بيتي مرة أخرى,أنت ستأتي وقريبا بصحبة الطفلتين ولا كلام أخر لدي,غدا صباحا أجدك أمام منزلي,هل فهمتي إسراء؟؟"
وقبل أن ترد عليه سمعت صراخ إيهاب الذي يزلزل المنزل لتغلق الهاتف معه باستعجال,حتى تعلم ما الذي يحدث.
فأخبرته بعجل:
"حسناً مراد سنتحدث لاحقاً في هذا الأمر يجب أن أغلق الآن"
هتف بها بغضب:
"إسراء"
أجابته بعجل أكبر:
"آسفة حقا مع السلامة".
أغلقت الخط وخرجت متعجلة بعد أن أغلقت الباب جيدا على طفلتيها النائمتين,وجدت الخادمة تقف بتوتر أعلى الدرج لتأمرها بحزم:
"ما الذي تفعليه هنا ادخلي بجانب الصغيرتين ولا تتركينهما مهما حدث أتفهمين"
أومأت الخادمة بتوتر من أثر ما سمعت من كلام إيهاب لأمه و بصمت ودخلت غرفتها الخاصة.
تحركت إسراء بتعجل وقفت في منتصف الدرج تستمع لكلمات إيهاب الهادرة بصراخ فاقد السيطرة لوالدته.
تفكيرها عاجز عن استيعاب بعض كلماته التي كانت تصل أسماعها من حيث تقف,ربما من انفعاله نزلت درجة أخرى فوصلتها الكلام أشد وضوحا بينما تبينت وفهمت بعض من كلماته الصارخة.
نظرت له بصدمة ربما هلع أصابها من هول ما سمعت وهو يتغنى بزواجه من الصغيرة وإجبارها على إتمامه بينما كان يصرخ في وجه أمه باعتراف صريح دون التواء:
"بلى إلهام هذا هو الواقع مريم زوجتي,أعيدها عليك مرة أخرى لتصدقي وما لا تعلمينه أجبرتها على إتمام زواجها مني,من تتهمينها كانت ترفض علاقة في الخفاء وأنا كنت أجبرها عليها هل تتوقعين هذا,ما رأيك في ابنك المثالي الذي تحطم على يديك ليستغل فتاة صغيرة مستغلا حمايتها به لتهرب منه في النهاية"
توسعت عينيها بصدمة وهزت رأسها بشدة والهلع يتمكن منها,شعرت بتخدير في جميع أجزاء جسدها تنفي لنفسها ما تؤكده أذناها,المتبجح أمامها لا يمكن أن يكون هو نفسه من يتهم ذاته؟ وبأي تهمة وأي جنحة ومع مريم ؟....مريم الصغيرة ؟! مريم وإيهاب !!هل ما سمعته صحيح !,مستحيل بالتأكيد هي بكابوس!,هل إيهاب من يتحدث؟!. ظلت تنظر لوقفته العصبية وهو يهدر بصوته العالي معطيا إياها ظهره..الأمل بجزء طفيف جدا بزغ من بين الصدمة نافيا هويته كأنها تنتظر أن لا يكون هو ربما إنسان أخر هو من يتحدث..خرجت كلماتها منها تنفي بشدة ما تراه وما تسمعه بصوت مصدوم،وفِي داخلها صوت يصرخ بشدة يأمره لا بل يترجاه أرجوك لا تحطم أخر أمل وصورة جيدة لدي في معشر الرجال..أبي...زوجي...والآن أنت إيهاب.
خاطبته قائلة وعينيها ربما تترجاه أن يفهم كلامها الغير المنطوق:
"يا إلهي,يا إلهي ما الذي تقوله ما الذي تخبرنا به أنت تكذب"
إلتفت لها بشراسة:
"مرحبا نسخة إلهام وفريال المصغرة إسراء هانم,ما المستحيل بالضبط فيما سمعتي"
أضاف بتأكيد وكأن عقال لسانه قد إنفك أخيرا منه:
"مريم زوجتي وليس هذا فقط بل تحمل جزءً مني جزءُ من العقيم الذي تركتيه لتهربي لصديقه,مريم حامل بابني فلذة كبدي ..كم أحمد الله على أنه رفض السكن بداخلك أنتِ وإختارها هي"
لم تهتم بما قاله ولا بواقع طعنها به دائما أنها باعته وخانته فهو لن يفهم يوما ولن يتفهم ومن يلومه,ولكن الآن لا تستطيع إلا أن تبتسم بسخرية مريرة وعقلها المصدوم المشتت كان يركز على نقطة واحدة..خيانته هو الأخر..للمبادئ التي ربطتها به للشرف..للرجولة...للصدق والوفاء..نسفها في لحظة اعتراف موجعة لها أكثر مما تخيلت أن تجد نفسها فيها...فظلت الصدمة تتلاعب بها,و في لحظة واحدة صرخ انه هو الأخر خائن ومغتصب..أتنفي ما راته وسمعته؟؟ لا لن تنهار لن يتحطم كل ما إرتكزت عليه لسنوات,لن تحطم الصورة الوحيدة المتبقية لديها في عالم الرجال نظرت له بهلع تسأل نفسها:
*هل إيهاب من يتحدث !*
وهل هناك ما يقبل الشك ؟؟أنه إيهاب يعترف أنه استغل الصغيرة التي تزوجها..كيف لم تهتم أنها سمعت اعتراف منه أنها زوجة له ولكن ما يكاد يفقدها وعيها كلماته التي يتردد صدها في عقلها بشدة
(لقد أجبرها على علاقة)
عاد إدراكها سريعا وهي تمر أمامها صور الأحداث الأخيرة التي عاصرتها مع مريم ولم تهتم بها أو عقلها أراد منطقة أمنة فكان ينفي ما شعرت بحدوثه في الخفاء،لقد وضحت صورة ما كانت تراه لقد كانت تنفيه أيضا ثقة به هو الآن فهمًت لم الحزن والبكاء عندما لاحظت العلامات في أحد المرات عندماإدعى انه عاقبها هل كان هذا هو عقابه؟ استغلال جسدها وبقسوة مما رأت على جسدها؟.والعلامات الأخرى التي كانت لا تفارقها مثل الارتباك والهلع الحزن الذي كان مرسوم على وجهها والخوف عندما رأتها تتسلل لغرفته كانت تشعر بالخوف والرعب ربما كان يهددها لتذهب إليه؟ وأخيرا عقد المقارنة بين علاقة كل منهما به. كل هذا يؤكد على شيء واحد إيهاب كان يجبرها,كان يستغلها حقاً,هذا ما تأكد لها,لا تستطيع الرد وكأن لسانها قد رُبط حتى لم تلاحظ دخول رأس الأفعى فريال ووالدها ولا صراخ فريال وإيهاب المتبادل ولا أخباره بنبرته المتشفية بحمل مريم منه..فقد كانت تعيش دوامة صدمتها في انعزال عنهم جميعا..حمل!! رددت لنفسها ذاهلة,تلك الصغيرة الهلعة المرعوبة دائما حامل ومنه هو!! كيف استطاع كيف فعلها واستغلها؟؟ المثالي استغل الصغيرة...كيف ؟..
الآن فقط ربما استطاعت أن تنتبه وفكت عقدة لسانها,صورتها المثالية الوحيدة للرجال ظهرت على حقيقتها كلهم ضعفاء لرغباتهم ولا تهم الطريقة خيانة أو حتى استغلال..كيف ؟؟ الكلمة لمست طريقها على لسانها بدل أن تظل حبيسة فكرها المصدوم فقط,قالت كلمتها المصدومة ذاهلة قطعت ضحكاته المتشفية بينه وبين فريال والأخيرة تهتف وتتوعد,قالت إسراء تخاطبه:
"كيف استطعت! كيف أتتك الجرأة! لقد استغللت صغيرة جاهلة لا تعرف من العالم غيرك"
إلتفت لها بحدة وهو يجيبها بسخرية لاذعة:
"انظروا من يتحدث ويدافع عن مريم !!لا أرجوك إسراء سأصدقك هكذا..امّم ربما أنت غاضبة لأن الصغيرة أفضل منك في كل شيء."
أجابته بصوت بدأ يعلو بغضب مستنكر وحاقد عليه,على أبيها,وعلى جميع الرجال..إيهاب كان يمثل الصورة الأمانة التي كانت تضعها في عقلها عن الرجل المثالي المستقيم الذي كانت تتمناه والدا لطفلتيها,لم يعد يفرق عنهم بل ربما زادت حقارته خاطبته قائلة:
"أنت استغللت شابة صغيرة عن أي غيرة وحقد تتحدث يا حقير أنت مثلهم لقد أجبرت طفلة على علاقة معك,طفلة جاهلة,بريئة,كيف واجهت عينيها وأنت تأخذها اللعنة عليك إيهاب لقد ربيتها على يديك،أخبرني كيف استطعت استعمالها كجسد؟؟ يا إلهي الآن فهمت لم المسكينة كانت منزوية ومنكسرة دائما لقد كانت تستنجد بك وأنت تكسرها ألم تأخذك بها شفقة وهي تلجأ إليك وأنت تزيد في استغلاها"
كانت قد وصلت لحافة العصبية والجنون وانهيار كامل داخلها لقد حطم كل شيء.علا صوتها بصراخ مجنون مماثل لصراخه والجميع يقف مذهولا وكأن الكلام قد نفذ ما عداها الحقيرة الحاقدة فريال التي تراقب بغل ربما تريد جمع كل الخيوط والكلام منهم لتكمل إسراء هادرة:
"كسرتها الأخيرة بالتأكيد أنت السبب فيها,نفسها الذليلة أنت السبب بها"
وأضافت غير منتبهة من فرط تعصبها مما سمعت:
"يا إلهي وأنا من ظننت أن ممدوح المسؤول عما هي فيه وهو من قام باغتصابها ليظهر لي أنك أنت حاميها من كان يقوم باستغلالها كنت تستغل جسدها لعام كامل وربما أكثر هنا في السر يا مثالي يا حامي العائلة يا حقير"
,صرخت:
"أنت حقير ما الفرق بينك وبينه أجبني؟"
إقترب منها يمسك ذراعيها بشر يحدثها بفحيح:
"ما الذي تقوليه عن أي شيء تتحدثي كيف علمت بعملة أخوك الحقير ؟هل كنتِ على اتفاق معه يا وضيعة"
هزها بشدة وهو يهدر بصوت يحمل من الشر ما لا تستوعبه:
"أخبريني"
نظرت له بغضب لن تخاف منه,مما تخاف,لقد تحطم أخر أمل لها بأن هناك من يستحق منهم,بأن هناك أمل في أحد الرجال لكن وضحت الصورة أمامها الآن كلهم واحد؛ الجري وراء ملذاتهم أهم من كل شيء سواء خيانة أو حتى استغلال جسدي مثل ما حدث مع مريم.ردت بصوت حاقد:
"أي عملة يا مثالي وضحت الصورة لم يستغل أحد الصغيرة إلا أنت ما الذي يغضبك أخي حقير وأنت ماذا أخبرني إيهاب ما الفرق بينكما هو أراد أن يذلها ربما انتقام واهي من الحقيرة التي خلفك وأنت ما مبررك لاستغلالها لعام كامل وأيضا تجبرها كما تقول أي أنك اغتصبتها لعام ..كيف استطعت ادعاء المثالية وأنت تفعل بها هذا؟ فخور الآن بطفل أتى منها هل سألت نفسك ربما هي تكرهك وتكرهه الآن لأنه أتى عن إجبار ؟ما الفرق بينك وبين حقير مستغل أطفال أخبرني؟"
ضغط على كتفيها بشر لا يعيه,كلماتها ضربته في مقتل و لديها حق ما الفرق بينه وبين ممدوح لا فرق لديها كل الحق:
"أخبريني كيف علمت أو شككت أن أخوك على علاقة بما حدث"
أضاف بصراخ:
"ردي عليّ إسراء"
شعرت بالانهيار ستنهار بين يديه وهي تنظر لوجهه المليء بالغل والشر وتربط بينه وبين وجه مكدوم,مكسور ويشعر بالإهانة والذل؛ وجه مريم المجبر وصوت شهقاتها التي تشبه الطير المذبوح,يا إلهي كيف كانت بتلك القسوة،إنها فتاة مثلها. كيف شاركتهم فعلتهم تلك؟,كيف استطاعت !,كم عانت المسكينة منهم جميعا. لتعود للنظر إليه وقد فقدت كل حواسها وما شعرت به من بعض التعقل..تمتمت من بين أفكارها بصوت مذهول خافت مصدوم:
"كيف استطعت !؟,لقد كنت الشيء الثابت الوحيد في حياتي,الشيء الجيد والمثالي رغم كل ما حدث بيننا,كيف استطعت أن تكون بكل هذه الخسة،ألم تجد أي إمرأة تشبع غرائزك القذرة مثل أي رجل لتبحث عن صغيرة في الخفاء,صغيرة أنت حمايتها"
رد من بين أسنانه بفحيح:
"اخرسي يا حقيرة من أنت لتعلميني التصرف الصحيح وتحاسبيني،اخرسي لا أريد إلا إجابة واحدة,هل كنت تشاركين أخوك بخططه قولي الآن؟"
صرخت بجنون:
"أشاركه! لم أشارك أحدا،والدتك الفاضلة هي من شاركته في خطته،اتفقا عليها وأنا كنت معهما لكن لم أعلم خطتهما بذبحها هكذا اعتقدت انه تهديد وتخويف لها,لتعود لفريال وبعدها علمت بالاتفاق لأكتشف الآن انه تم ذبح الضحية حقا مسبقاً على يديك أنت أم ربما ممدوح الأخر استطاع أن يذبحها"
جحظت عينيه ذاهلة وهو يدفعها بحدة وينظر لوجه أمه الممتقع من اعتراف إسراء عليها,أكملت إسراء وهي على حالتها من الجنون والذهول ونبرات صوتها الصارخة:
"ولم لا ربما يكون فعلها فهي الأضحية المثالية لكل من يستطيع أن يذبحها ويتلذذ بدمائها,حقراء كلكم متشابهين في الدناءة لا فارق بينكم لعنات الله عليكم قذرين,يا إلهي كيف فعلتها إيهاب أنت أخر رجل كنت أتخيل أن يفعل شيئا سيئا إلى حد استغلال طفلة وأي طفلة,من كنت تقول أنها ابنتك وأختك أي وضاعة تملك,أي جرأة قبيحة وروح قذرة يحتوي جسدك",
نقلت نظراتها بينه وبين حسين..أشارت لوالدها بتقزز:
"أنت مثله حقير أخر في عالم مليء بأمثالكما تمنيت أني لم أعرف أيا منكم يوماً"
تراجعت للوراء خطوات وإلتفت بعدها تفر هاربة لن تطيق لحظة واحدة في هذا المنزل.
لم ينتبه لها إيهاب بعدها,لقد كشف كل شيء لقد كان ملهيا بالكامل فيما حدث لهم ليلة هجوم ممدوح عليها واعترافاتها القاتلة له واكتشاف حملها فلم يتوقف ليفكر فيما حدث وربط كل الأمور بعضها بعضا؛ إصرار أمه وإسراء على صحبتها في تلك الرحلة إعطاء أمه لجميع الخدم عطلة بحجة أن البيت سيُصبِح فارغا وهذا ما لم تفعله من قبل,ثم يأتي ممدوح في نفس الليلة ويكون عازما على فعلته مؤكد كان يعلم أن البيت فارغ إلا من مريم:
"يا إلهي"
نطقها بتمتمة خافته مصدومة ولكن ما الذي يجعله مذهول أو مصدوم بعد,لا يظن انه سيجد ما هو أسوا بعد فها هي والدته اتفقت على تدنيس شرفه ..اتفقت على ذبح فتاة في حمايته,أيا كانت أسبابها لا يهم..لا يهم سوى أنها الجانية ومريم الضحية..اقترب منها خطوات وهي تتراجع للوراء خوفاً وهي ترى انفعالات وجهه,لم يكن ابنها أبدا علامات الشر والغضب التي جعلتها ترتعد رعبا شعرت أنه لا يميز الآن من أمامه وربما لو ارتكب جريمة لن يعي أنها أمه.
أتاها صوته مذهولا بغضب:
"أنت اتفقت على النيل من شرف مريم زوجتي...أي أنك خططت بحقارة على النيل من شرفي أنا وتلويث سمعتي..تقديم زوجتي لرجل أخر أي قلب حاقد وضيع تملكين"
تحدثت أمه بصوت خافت مذعور من علامات وجهه كأنها فقدت نبرات صوتها ولا تستطيع أن تجعله يعلو:
"لم أعلم أنها زوجتك"
أشارت لفريال الواقفة بجمود تراقب ما يحدث بوجه شرس مغلول لم تبدي حتى أي ردة فعل على ما يحدث
أعادت حديثها بعد أن تملكها الذعر أكثر من وجه فريال بصوت يعلو قليلا :
"لم أعلم أنها زوجتك..إنها إبنتها فقط..."
حاولت أن تنفي كذبا بصوت متقطع فقاطعها إيهاب بصوت شرس بعد أن اقترب منها وأمسك مرفقها بحدة وهزها بعنف:
"لم تعلمي أنها زوجتي ولكنك كنت مقتنعة أنها أختِ لي من أبي مهما حاولت إقناعك كنت أكيدة من الأمر إذاً أنت اتفقت على أختي أي شرفي أنا..أخبريني أين الفرق ؟؟الأمر واحد وهو دفن شرفي في الوحل شرف ابنك أنت لماذا؟؟ ألم تكتفي من تدنيسي بأفعالك الخاصة؟؟"
علا صوتها قليلا ومازالت النبرات المذعورة تتملك منها حاولت أن تدعي كذبا عدم معرفتها:
"أنا لم أعلم ..لم يخبرني ممدوح بشيء،لقد قال إنه يحبها,آه نعم ويريد عودتها معه إلى هناك لأنك تمنعه من الاقتراب منها وقال انه يريد فرصة معها دونك"
وأضافت كذبا:
"إسراء تكذب أنا لم أعلم بخطتهم ربما اتفقا سوياً و..و..خدعانا والآن تحاول أن تخلص نفسها من الأمر وإلصاقه بي إنها تريدك لها وحدها وأن تجعلك تخرجني من حياتك بعد أن عدت لي كيف تصدق هذا في أمك"
قرب وجهه من وجهها وهمس بفحيح:
"كاذبة,أنت كاذبة يا إلهام هانم يا متصابية..هل تعتقدين أني من الممكن تصديقك؟؟ إسراء قالت كل الحقيقة أعرفها جيدا كخطوط يدي كما أعرفك لم تكذب بل أنت الكاذبة الوحيدة هنا"
ضغط على مرفقها بقسوة:
"لو لم تكوني أمي..فقط لو لم تكوني أمي ..أسف أنا على ذرة عقل متبقية لدي الآن وإلا كنت حطمتك وأنهيتك يا إلهام"
أتاه صوت عمه ينهاه وهو مرتبك من هول ما يسمع مذهول من كل ما يجري هل كل هذا يحدث في عائلة يفترض أنه أكبرها وهو غافل لا يصدق ما يسمعه أين كان مغيبا. نظر لفريال التي تغلي كمرجل على وشك الانفجار إبتلع ريقه بتوتر و إقترب من إيهاب حاول تحرير إلهام منه ربما تستحق ما ينوي إيهاب ويمنعه عنها رغم أنها أمه..حاول شده من ذراعه لفصله عنها ولكنه كان كمن يحرك حجر وقال:
"إيهاب اهدأ لا تأخذ الأمور هكذا ربما إسراء من غضبها مما سمعت لم تعلم ما تقول هناك خطأ،وممدوح لن يفعل ذلك وبالتأكيد والدتك.."
إلتفت إليه إيهاب ينفض ذراعه من يد عمه المتمسكة بحدة,صرخ به بنبرات صوته التي لم تتغير:
"اخرس يا أساس كل المصائب لا أريد سماع صوتك"
تحدثت فريال أخيرا خارجة عن صمتها بصوت يعادل صوت إيهاب غضب وشر وهي تقترب من إلهام:
"حقيرة,قذرة,حاقدة,هل ظننتِ أنك ستكسرينني بها ؟يا غبية هل طمحت بغيرتك العمياء أنك ستذلينني بها؟ !"
رفعت يدها تنوي أن تهوي على وجه إلهام الهلعة..أوقف يدها إيهاب لتبقى متعلقة في الهواء بعد أن ترك ساعد إلهام..نظر لعيني فريال المليئة بالشر يقارعان بعضهما بدون كلام ليضغط على يدها بشراسة وكأنه يريد أن يخرج جميع غضبه المتراكم من هذه اليد التي طالما هوت على وجه مريم بدون حق ولم يستطع وقتها أن يقطعها لها لم يهتز لها جفن حتى وهو يؤلمها.فزاد من ضغط يده حاولت تخليص يدها بعنف منه عندما أصبح الألم لا يُطاق وهي تهتف به بحقد شرس:
"اترك يدي يا حقير حسابك ثقل معي ..كنت أعلم دائما أنك أنت الخطر عليها وأن نهايتها ستكون على يدك ..هل تعتقد أن تمثيلك الفاشل الآن أقنعني بشيء لقد كنت مشتركا معهم,الآن علمت سبب إلحاحك بزواجك منها واصطحابها معك"
ما زالت نيران نظراته لم تفارق وجهها لم يرف له جفن من كلامها ويدها تتلوى في يده وهي تحاول تخليصها,ترك يدها باشمئزاز,قال يخاطبها:
"لا أحد حقير هنا إلا أنت ..لم يكن سبب دمارنا يوما وسبب مصائبنا غيرك أنت وخيال الرجال هذا"
ليشير لعمه الواقف بصمت يتابع حديثهم بعد هتاف إيهاب به أن يخرس أي رجل هذا!! يثير كل اشمئزازه وقرفه ضعيف عودته على الخضوع متى يفيق مما هو فيه ..عاد يلتفت لوجه فريال التي ترمقه بحقد وغل نظراتها ترسل إليه رسالة واضحة لو كانت تملك قوة لكانت قتلته بدون تردد وقال لها:
"تتهميني بأني متواطئ معهم فيما حدث لها؟ وأنت ما صفتك في قاموسها فريال ؟أين كنت وأنت ترميها لي ولهم؟"
أضاف بتشدق:
"الآن تمثلين دور الام التي صدمت بما يحدث لإبنتها ..لا فريال سأنهار تأثرنا من غضبك عليها..ماذا فريال لم غضبك الآن كنت تقدمينها على طبق من ذهب كأضحية لكل من يريد الانتقام منك رغم كرهك الجلي لإسراء وممدوح هل وقفت يوما في وجههما لتدافعي عنها ضد عنفهم معها،سأخبرك أنا ..كنت تدارين على عنفهم معها وترهبينها ألا تتحدث,تهددين طفلة صغيرة لا حول لها"
أردف يكشفها أمام نفسها وهو يميل إلى وجهها بصوت متشفي:
"كنت تنتقمين من ياسر الذي أزاحك عن طريقه وتخلص منك كأي ساقطة وفضل عليك زوجته التي بالمناسبة أنت لا تساوين حتى حذائها,كنت تخرجين حقدك وغلك وسواد قلبك في مريم لم تضعيها يوما في حساباتك كأنها لم تكن ابنتك"
هدرت به بجنون ترميه بأبشع الكلمات كعادتها لتكسره أمامها دائما هو الذي يقف في وجهها,لم تستطع أن تجعله يرضخ لها يوما ..دائما كان العقبة في طريقها ولم تجد غير الكلمات تجلده بها,لا تستطيع أن تنفي ما قاله لتهاجمه بكلمات تكسر رجولته:
"اخرس،اخرس قذر عوضت نقصك بها ومازالت لديك الجرأة تتحدث ..ماذا هل وجدت في استغللها رجولتك الضائعة أم ماذا؟؟ تقف تتبجح بطفل ربما ليس طفلك من الأساس؟؟"
هدرت به:
"أنت عقيم ومازلت عقيم ولن تكون رجلا كامل يوما لإمرأة".
لم يعد يسيطر على أعصابه عينيه تحولتا للون الدم وكأنه ثور ثائر ولن يستطيع أحد إيقافه رفع يده لأخر مدى وهوي على وجهها في صفعه ارتد معها جسدها إلى الوراء خطوات,استطاعت بصعوبة أن توازن جسدها من هول صفعته.إقترب منها ينوي على المزيد,أنفاسه في صدره تغلي كبركان ثائر ومن يستطيع أن يوقف هذا البركان,غضب متراكم لسنوات والحقيرة تنعته سرا أو بكلام مستتر في وجهه بنفس الصفات والآن لا تتوقف حقارتها في رميه بكلامها حتى لو على حساب شرف إبنتها..هتفت به بصدمة جنونية وتهديد له ..واقترب عمه منها ووضع نفسه حائلا بينهما بغرض حمايتها:
"تضربني ترفع يدك على أنا يا وغد سأبلغ الشرطة لن أرحمك,انتظر ما سأفعله بك وهي سآخذها منك واقتل هذا الطفل بيدي لأتشفى منك وسأبلغ السلطات باغتصابك لها وطفل الحرام هذا"
حاول تخطي عمه وتحدث بصوت خطر:
"اخرسي ..سأقطع لسانك هذا الذي يخوض في عرضي,ماذا فريال هل تعتقدي حقا أن الفتاه تشبهك,سيخيب ظنك لا أحد هنا عاهر غيرك,زوجتي أنا لم ولن تكون يوما مثلك حاولي الاقتراب منها وسيكون أخر يوما في عمرك الأسود هذا"
أضاف بسخرية مريرة لنفسه:
"هذا إن وجدتها من الأساس"
حاولت أن تجابهه تريد الفتك به..نهاها التصفيق الحاد الذي أتى من الباب المفتوح والصوت الهاتف بمرح وضحك مصطنع..نظر الجميع إلى الواقف هناك يميل في وقفته ويستند إلى الباب بكتفه ونظاراته الشمسية فوق رأسه والسخرية والتشفي على وجهه..أنهي ضحكاته وإبتسم باستخفاف يوجه الكلام لإيهاب وحده:
"أنت مخطئ كعادتك,بل مريم العزيزة البريئة نسخة من أمها عاهرة صغيرة أنشئوها على يديك لتغويك أنت وتهوى من برجك العالي"
وضع يده على ذقنه يتصنع التفكير:
"أم هي لم تغويك يا مثالي..اممم..أم ربما أغويتما بعضكما..لكن لا تخبرني بمزحة الإجبار تلك"
إلتفت لفريال:
"مرحبا مرة أخرى (فوفه)العزيزة عذرا الأسبوع الماضي الذي قضيته لم أخبرك عن كيف وجدت ابنتك مستلذة بشدة في أحضان الحامي العظيم لم يكفيني مظهرك رائع وأنت غاضبة ولكن دعيني أوضح الأمور يجب أن أدافع عن ابن عمي العزيز هو لم يجبرها على شيء يكذب لحمايتها شبيهتك بل رأيتها بعيني كيف تنام بسلام وابتسامة رائعة تزين ثغرها كقطة تناولت وجبة دسمة أشبعتها حق التخمة"
كل هذا وإيهاب يقف يستمع,لم يستطع القيام برد فعل إلى الآن كان نصف مستمع لما يقال فكل ما كان يتردد في عقله لحظتها كلمات مريم المريرة بالألم وشعورها بالاشمئزاز من نفسها.كلماتها الذابحة بعذاب له ولها وصفه لما كان يفعله معها انتهاك حرمة ربيبته وزوجته هذا الواقف أمامه كان ينتهك حرمة زوجته كان يخطط لتدنيس شرفه.
اقترب منه بتمهل خطر وهو يهمس له بفحيح بطيء:
"مرحبا يا ممدوح كنت أبحث عنك أتيت بنفسك يا عديم الشرف يا حيوان ربما أظلم الحيوانات بتشبيهك بهم"
إعتدل ممدوح في وقفته وتقدم ببطء مثله خطوتين وكأنه ينتظره.رد ممدوح بسخرية:
"حقاً إيهاب كنت تنتظرني هذا شرف عظيم لي أنت تأمر تطاع وها أنا قلبي حدثني وأتيت لك ولكن يا محترم الآن تساوينا فأنا وأنت حيوانات لكن الفرق أني واضح إما أنت تعشق الظلام"
إقترب منه في لحظات يمسكه من مقدمة ملابسه بعنف وصوت مريم المذبوح المرتجف وهي تخبره عن نعت ممدوح لها ولقبها لديه (فتاه الظلام) لم يشعر بنفسه وهو يلكمه على وجهه,بغضب,قهر,سخط,كره,ومشاعر متعددة لا يستطيع أن يتبين هويتها حتى وهو يلكم ممدوح لكمة وراء الأخرى. لم يكن ممدوح ضعيف البنية يوماً ولكن القهر الذي يشعر به فقدانها اتهامهم لها وله قهره من أمه وفريال والذي شله وقيده عن الفتك به ونحيب مريم الباكي المذبوح الذي لم يفارق أذنيه ..قهرتها وهي تخبره وغبائه وخطئه في عجزه وفي عدم بثها الأمان أعطته قوة ألف رجل ورجل ليهزم مقاومة ممدوح العنيفة ومحاولته أن يرد له الضربة بأخرى..ربما طالته بعض الركلات أو لكمة ما لكن الدم الذي يغلي في عروقه ونار صدره التي تخنقه ويريد أن تبرد تزيده جنون للفتك به..لم ينتبه بعد وقت إلا على صراخ أمه ومحاولة عمه المستميتة لتخليص ممدوح من بين يديه ولا لزئير ممدوح بين يديه كان كل تفكيره ملهيا هناك في لحظات اعترافها بلمس القذر لجسدها ووعده لها بأنه سينتقم لكل لمسة بغير وجه حق توجهت لها..أزاحه عمه بقوة جنونية أخيرا ليخلص ابنه من بين يديه..نظر بذهول ليديه الممسكة بحزامه الجلدي,متى قام بفك حزامه وكيف لم يشعر بجلده لممدوح به.
نظر إيهاب لجسد ممدوح المسجى أمامه ..وجهه مكدوم ليأتي في عقله صورة وجهها هي وجسد ممدوح ينزف ببعض الجراح ولم يتذكر إلا الدماء النازفة منها وهي تقف مرعوبة في زاوية الغرفة بقميصه الممزق على يدي الحيوان.لم يرف له جفن ولا ذرة هدوء واحدة بل غليل قلبه لم يشفى بعد..لم يوقفه رجاء عمه بأن يتركه ويبتعد ولا رجاءه بأن ينتظر ليعلم الحقيقة. أي حقيقة يعلمها هل يخبرهم بأن الحقير كان يحاول انتهاكها منذ عمر مراهقتها؟ هل يخبرهم بتحرشه بها؟ لقد أنقذها الله وحده من مصير مجهول إن كان أتم اعتدائه عليها أو حتى اقترب منها؟
انتبه لصراخ عمه:
"هل جننت سوف تقتله ابتعد الآن وإلا أبلغت عنك"
خاطب عنه إلهام الصامتة والخوف لم يفارقها لم ترى ابنها أبدا في تلك الحالة من قبل دائما كان يحل الأمور بهدوء وعقل ويتحمل الكثير والكثير ماذا فعلت به إبنة فريال.
هدر صوت عمه:
"اتصلي بالإسعاف حالا هل ستتأملينا كثيرا"
قال صوت ممدوح برغم ما به بسخرية:
"جبان يا إيهاب إن كنت شجاعا حقا ما كنت تستعين بحزام جلدي وأنا اعزل"
هدر به والده يأمره:
"اصمت قليلا لا فائدة منك"
إقترب منه إيهاب مرة أخرى يهمس بجانب أذنه بركان غضبه لم يهدأ أمسكه من يديه التي ربما حدث بها كسر:
"أنت لم ترى الجبن بعد لقد وعدتها وأقسمت لها ..كل لمسة منفرة منك لجسدها سأنتقم لها من جسدك أنت بلمسة مماثلة من نار وأنت مقيد ضعيف لتعلم كيف كان شعورها"
إلتفت لعمه يأمره بل يهدده:
"جرب أن تبلغ الشرطة هنا يا حسين أو تفعل أي شيء لا يعجبني وأعدك وأنت تعلم ماذَا يعني وعدي أن تبقى أنت وابنك وحقيرتك الخاصة فريال في السجن ما تبقى من أعماركما"
بدأ في تحريك ممدوح بصعوبة والأخر يقاومه بشراسة.
هتف حسين به:
"ماذا تنوي أن تفعل؟ !"
إلتفت له إيهاب يخبره:
"لقد وعدتك عمي سوف أعيد تربية ابنك وهذا ما سوف يحدث أنا لا أخلف وعودي"
***************
طرقات حادة على باب المنزل مع دق للجرس وكأن الطارق لا يعي ما يفعل أو يريد اقتحام المنزل توجه مسرعا ليرى من هذا الذي يريده بجنون..فتح الباب يجدها أمامه لم يستوعب مظهرها وكأنها لا تدرك أين هي بنظراتها التي توجهها إليه يدها لم تتحرك عن جرس الباب مستمرة في دقه..تخبطها الواضح وكأن مصيبة حلت عليها خلعت قلبه من مكانه هلعا إليها..تحرك إليها أزاح يدها من موضعها وضم كفها بكفه سحبها إلى داخل المنزل بينما هي لا تبدي أي رد فعل.
لسألها هو بنبرات قلقة حاول أن يجعلها تدرك وجودها هنا لعله يفهم ما الذي حدث لها:
"إسراء ما بكِ؟ ما الذي حدث؟..أين...؟"
أضاف بقلق من عيونها المتحجرة بدموعها:
"إسراء أخبريني أين ميرا وتاليا؟,أرجوك لا تقتليني قلقلا ما الذي حدث هل هما بخير ؟؟"
نظرت له وكأنها تستوعب وجوده؛ تتأمل وجه مراد الهلع تمتمت له بخفوت ورأسها يومئ مؤكدا:
"نعم هما بخير،لكن أنا ما عدت بخير اكتشفت كل الحقائق مراد علمت أي نفوس مريضة تملكونها أنتم,أدركت الآن لا أحد منكم جيد,كلكم وجوه لعملة واحدة,قذرة,مقيتة ولكن يختلف أسلوب كل واحد فيكم لإظاهر وجهه"
تنفس ببعض الارتياح طفلتيه بخير لكن هي التي لم تكن بخير أبدا,عاد بتركيزه معها أكمل سحبها المستسلم له لداخل المنزل وأغلق الباب من خلفه. حاول فهم ما تقول:
"ماذا الذي تقصدينه إسراء لا أفهم ما الذي حدث!"
تمتمت بصوت متحير نظرت لوجه مراد وذاكرتها تعود بمشاهد متعددة لذكرياتها معه ..مراد يدور سعيدا بزواجهم بها مراد أطعمها بيده,مراد إحتضنها فرحا بولادة إبنتهما,هتف بحبها وعدها بالإخلاص,مراد إستمع لها,صاحبها,تفهمها ودافع عنها أمام الجميع. وقفت ذكرياتها الجيدة عند أخر مشهد رأته به مراد أصبح مثل أبوها ولبس حقيقة الخيانة,لذا مراد خائن مثلهم جميعا..هزت رأسها وكأنها تخبر بشيء عادي أو ربما هو إقرار منها باكتشاف علمته وتواجهه به:
"الذي حدث أنك خائن وحسين خائن وهو مغتصب كلكم تجركم غرائزكم لا أحد مثالي لا أحد مخلص وجيد جميعكم تريدون مقابل"
إتنبهت حواسه لما تقول عند سماعه كلمة مغتصب إقترب منها يتفحص ملابسها جيدا لا يبدو أي أثار لشيء مثل ما تصفه,سألها بتوجس:
"من هو المغتصب؟ عن ماذا تتحدثين؟ هل أعترضك أحد ؟،أجبيني لا تثيري جنوني بما تقولين ما الذي حدث معك؟"
وعلت حدة صوتها عند تذكرها كل شيء,انهار ركيزتها والمواجهة التي حدثت قبل خروجها من المنزل هاربة تدور في الشارع ولم تفق إلى الآن لتجد نفسها أمام وجه مراد..عقدت حاجبيها وكأنها تستوعب وضعها,لقد أتت له الخائن الأخر ..من آلمها حقاً بعد كل وعود السعادة التي وعدها بها.
صرخت به بسؤال لا إجابة:
"لماذا خنت عهدك لي؟ لماذا لم تسيطر على نفسك؟ لما قتلتني ببطء؟ لما حطمت كل شيء؟ لما أصبحت حسين أخر,لماذا لا يوجد بينكم واحد على الأقل يكون جيدا بما يكفي ليستحق صفة رجل شريف,لما خنتني مراد ماذا كان ينقصني أين ذهب حبك الذي كنت تتغنى لي به؟,لما بيديك حققت جميع مخاوفي التي كنت تعلمها جيدا"
فقدت سيطرتها تماما وهي تخبره بكل شيء بدون ترابط:
"لما الصورة الجيدة الوحيدة لدي انهارت لما أصبحتم جميعا خائنين يا الله لقد إغتصبها لعام كامل كيف استطاع استغلالها",
توسعت عينيها بقهر من نفسها:
"وأنا ساعدتهم في اضطهادها أنكرت لنفسي ما كنت أراه ..ثقة به كانت تستنجد ولم أراها بل كنت أزيد في عذابها بتشفي"
إقترب منها يحاول أن يهدئها لا يفهم ما تقول ربما فهم لومها له على خيانته..هل هذه صدمة متأخرة ولكن من هذا الذي تتحدث عنه..أمسك عضديها يأمرها بصوت قلق ولكن به بعض الحزم:
"اهدئي قليلا وحاولي أن تخبريني بهدوء ما الذي حدث عمن تتحدثين؟ من إغتصب من!"
لتكمل هي وكأنها لا تسمعه تعود لخيانته هو:
"لقد وثقت بك أحببت حبك لي أحببت وجودي بين أحضانك,كنت ملاذي من حياة الصقيع والحقد والكراهية التي تسود عائلتي,لقد سلمتك أمري واعترفت لك بما لم أحدث به نفسي جعلتك جزء مني"
رفعت يديها تضرب صدره بعنف:
"لما خنتني؟ !,الم أكفيك لم أعد مناسبة لذوقك ما كنت تريده مني تذوقته وإنتهى,ماذا هل جذبتك أخرى حقيرة هادمة أسر كفريال,نعم جذبتك إمرأة لقد رأيتها أخبرني متى كنت تنوي رميي وأخذ طفلتي مني لإنتهى مثل أمي".
توقفت يدها عن ضرب صدره وهي تتحدث وكأنها تخبر نفسها بصوت عالي:
"نعم كنت سأنتهى مثلها لما حققت أكبر مخاوفي ولكن أنا قوية لم أكن شبيهة لها أبدا ضعيفة وهشة فقاومتك بجدارة لم تستطع أن تتسلل إلي كما فعل أبي معها وهزمها وتركها ذليلة لحبها لتموت,أنا قوية مراد قاومتك قبل أن تغدر بي وهزمتك لم أسمح لك بأن تجعلني نسخة منها"
لم يحاول مقاومتها في ضربه،انهيارها ودموعها التي تغرق وجهها جعلت قلبه ينخلع هلعا عليها لا يفهم لما الانهيار الآن ولا يستوعب السبب يفهم كلامها التي تخبره به أول مرة كانت تقاوم أن تحبه هل هناك شيء ذابح لكرامة الرجل أكثر مما تقول هل هناك ما هو صادم لقلب عاشق أقسى مما تخبره به..أنزل يديه الممسكة بعضديها,حاول إحاطتها وبثها اطمئنان ربما يكون واهي بالنسبة لها لكن لديه أمل ألا تقاومه لقد أتت بنفسها إليه ليحدثها بهدوء:
"اهدئي ولنتحدث إسراء فقط اهدئي"
نظرت له وهو يحاول الإحاطة بها,لتزيحه بعنف وصوتها يعلو بثورة مستنكرة طلبه بالهدوء:
"اهدأ تريدني أن اهدأ. !!"
"كيف أخبرني كيف أنا سأموت اختناقاً مراد لقد أجبرها على علاقة معه وهي حامل منه مريم حامل منه كان يستغلها في الخفاء يا إلهي ربما..ربما لو كان لدي ذرة ضمير لكنت اقتربت منها"
أجهشم في بكاء عال:
"أخر مرة عندما صحي ضميري قليلا فقط ..ذهبت إليها الآن فهمًت معني كلامها لقد كانت تخبرني بأنها أحبتني كانت تريد إهتمامي..اااه لقد كانت تودعني لتزيد في عذابي متى ينتهي هذا العذاب أمها تقتل أمي قهرا وهي الآن تختفي أو الأرجح أنها تكون قد قتلت نفسها خوفا من مواجهتنا وتخبرني بكلامها هذا قبل أن تختفي لتقتلني وتعذبني بعدم مساعدتها"
إقترب منها مرة أخرى يضمها مرغمة إلى صدره وهو أيضا مصدوم ومذهول مما يسمع مريم حامل ولكن من هذا الذي استغلها واغتصبها..حاول أن يسيطر عليها وعلى وصدمته:
"إسراء اهدئي وركزي فيما تقولين من هذا الذي اغتصب مريم؟"
دفنت رأسها في صدره تخبره بنحيب عالي وصراخ مكتوم:
"إيهاب الرجل الوحيد الذي وثقت به يدعي أنه تزواجها,إيهاب تزوج مريم وهي حامل منه لقد أجبرها,لقد تزوجها يا إلهي حتى هو أصبح مثلكم بل أحقر منكم"
لم يهتم بصدمته الخاصة التي حدثت بداخله في صديق يعرفه جيدا ويصعب تصديق ما تخبره به إيهاب يغتصب مريم هل جنونها في لفت انتباهه خيل لها أو ماذا! إنقشع خوفه عليها أبعدها عن حضنه بحدة والغضب يتملك منه هل أتت إليه تبكي إيهاب الذي تزوج غيرها وكأن غيرته منعته وحجبت عنه اتهامها لإيهاب بالحقارة أو أنه استغل ربيبته.نظر إليها يمسكها من أعلى ذراعيها فرجع رأسها للوراء بقوة وشعرها الحريري يتراقص للوراء ووجها محمر من كثرة البكاء.
هدر بها بجنون:
"هل أتيتِ إلى هُنا إسراء لتبكي حبك الضائع ؟هل أتيتِ إلى أحضاني تبكي زواج إيهاب؟؟"
نظرت له بنظرات زائغة حالتها لا تسمح لها باستيعاب غضبه.أجابته وهي تهز رأسها بنفي يأس منه:
"لا لم أتي بكاءا عليه بل بكاء على نفسي بكاء على عالم لن أجد به الأمان يوما بكاء على حب ارتجيته فيك أنت مراد ولهثت وراءه لأجده سراب لصورة رسمتها لك في أول زواجنا وحطمتها بيديك لمكانة وضعتها له هو إيهاب المستقيم الملتزم لينهار أخر أمل لي بأن هناك ولو أحد من ملايين الرجال ليس مثل أبي"
تمتم من بين أسنانه:
"لا تقولي اسمه أمامي"
اقتربت منه بأعين مهزوزة وهي تقول:
"لما مراد أنا أخبرك الآن أنه سقط من نظري جدار الحماية انهار فوق رأسي لم يعد لي أحد أثق به"
إقترب منها بثورة يريدها أن تصمت ولا تتحدث مرة أخرى,لا يريد سماع اسمه منها حتى لو تسبه يأمرها:
"اخرسي...اخرسي لا أحد أمانك إلا أنا لم يكن من حقك بناء جدار أمن إلا لي أنا"
همت بالرد عليه أمسك رأسها من الخلف يقربه منه يأخذ باقي حروفها في فمه قبلها بشراسة وشوق دموعها المالحة التي تذوقها مع شفتيها لم تزيده إلا جنونا...لم تقاومه في بادئ الأمر بل استسلمت ومع اشتياقه لها وعدم ابدائها أي رد فعل أنساه السبب لهذه القبلة؛ هو مشتاق حد الجنون ويحترق بنيران جحيمه لعام كامل بعيدا عنها,عام كامل جسده يتوق إليها بل ربما أكثر من عام لن يدعي العفاف لقد حاول أن يعوض نفسه بعد تركها له لكنه لم يستطع أن يقترب من أي إمرأة مهما كان جمالها لم يستطع حتى أن يقبل إحداهن,كان يتركهن بقرف منهن ومن نفسه. كيف يسمح لجسده وروحه بملامسة أخرى بعدها هي,لم يكن يسمح بحدوث ذلك بعد دقائق من تقبيله لها وجدها تطوق عنقه تستقبل قبلاته بنهم بل تبادله تلك القبلات بقوة ودموعها ما زالت تختلط بشفتيها وأضافت نكهتها هي الخاصة نكهة روحها مالحة مرة وشهد مخلوط بالسم,نعم السم الذي يختلط بماضيها الذي لم يستطع تخليصها منه,السم الذي جرى في شرايين حياتهم الزوجية ليتفشى بها ويدمرها ويوصلهم إلى هنا..لم يشعر بنفسه وهو يدفعها نحو الأريكة التي خلفها وهو مستمر في شغفه بها،لمسها بجموح وشغف وهي بادلته شغفه لكن عند نقطة ما بعد وقت توقف تماما عند إدراكه أن هناك شيء خاطئ يحدث,هذا ليس شغفا به,نظر لوجهها الباكي ويديها التي تضربه على صدره بعنف كانت تصارعه لم يكن شغف بل كانت تبحث عن شيء أو تحاول أن تثبت شيئا لنفسها ربما...ظل يتأملها لحظات إبتلع ريقه بتوتر وحاول أن يهدئ أنفاسه الهادرة ويعيد سيطرته على جسده لن يسمح لها بإهانة نفسها أو إهانته بعد كل هذا البعد لن يكون أول لقاء بينهما بهذا الشكل،إسراء لا تعي ما تفعله,صرخت به بصوت مذبوح:
"لماذا توقفت ألم أعد صالحة لم أعد في شيء يرقى لمستوى نسائك"
أمسك يديها التي تضربه وسيطر على عنف جسدها بصعوبة حدثها بصوت لاهث:
"لن آخذك هكذا إسراء مهما حدث تعلمين أن هذا ليس السبب بل أنت كل النساء لدي لن ترقى لي إمرأة إلا أنت"
صرخم بجنون:
"إذا لما توقفت"
إعتدل من فوقها تمدد بجانبها أخذها بأحضانه ضمها بشدة وهو يحاول أن يحدثها بهدوء:
"لا تفعلي ذلك بنفسك حبيبتي اهدئي قليلا لن أرتضي لك بهذا أنت لا تعي ما تفعلين من ماذا تنتقمين بالضبط"
توقع مقاومتها له ولكنها فاجأته باستسلامها السريع لكلامه وأحضانه دفنت رأسها في صدره طوقت عنقه بشدة وهي تتحدث بصوت شاهق باكي:
"لقد تعبت كل ما يحدث كثير,لما أنت هكذا يا ليتك لم تخن لماذا لم تبقى هكذا دافئ حنون ومراعي ورائع كنت ستكون الحل الأمثل لي كيف تستطيع أن تكون حقير خائن وزوج مراعي متفهم هكذا."
لم يرد عليها يستوعب ما هي فيه ضمها أكثر إليه مثل الماضي عندما كانت تنهار بين ذراعيه وهي تكشف له عن طفولتها المريرة وفقدانها أمها ظلت تتمتم بكلمات متفرقة استطاع أن يجمع خيوطها بذكاء,إسراء في حالة صدمة ونكران ما حدث جعلها تأخذ صفعة قوية ربما توقظها مما هي فيه..خفت صوتها وهمهمتها لتنتظم أنفاسها بعد وقت,دفن رأسها في عنقه أكثر رغم كل ما يحدث وحدث لماذا يشعر بانتصار خفي إسراء لجأت له هو كعادتها عند أول انهيار لها رغم كل مقاومتها وهتافها بكرهها له هناك جزء فيها يعلم جيدا أنه هو الوحيد أمانها الحقيقي..وعد نفسه بعد كل ما حدث اليوم لن يتركها مرة أخرى هي تحتاج لعلاج صحيح هذه المرة وهو سيكتفي بمجرد حبه لها,إسراء لن تخرج من بيته مرة أخرى وسيذهب صباحا ليأتي بطفلتيه ليبدأ البداية الصحيحة معها يكفي ما حدث معهم إلى الآن لن يتركهم مع هؤلاء أكثر من هذا.
***************
صباحاً،،
فتحت عينيها بصعوبة من أثر الصداع جسدها مخدر بالكامل ورأسها ثقيل شعرت بالدوار حاولت أن تحرك جسدها قليلا لتستوعب الثقل الذي يحيط بها,فتحت عينيها بخوف لتصدم بوجه مراد يحيطها بقوة وتملك حتى في نومه.لدقائق لم تستوعب أين هي وماذا تفعل هنا لتتذكر بالتدريج كل أحداث الأمس القريب حدثت نفسها بهلع يا إلهي هل كل هذا مر عليها وهل أتت لمراد وكشفت نفسها أمامه مرة أخرى الم تكتف منه في الماضي.الهلع الداخلي الذي أصابها جعلها لا تستغرق في التفكير ولا تفكر في انهيارها المقيت بين يديه،تسللت ببطء شديد من بين يديه بصعوبة من تشبثه بها لتتخلص من أحضانه وقفت تراقبه جسده ربما اعترض قليلا ليعود يسكن من جديد نظرت لنفسها بتوتر لتجد ملابسها متشعثة تماما وتكشف جميعا جسدها قامت بغلق أزرار قميصها بأصابع متوترة وهي تتذكر كل ما حدث هل كانت تترجى مراد حرفيا ليأخذها وهو رفض حفاظاً على كرامتها.
أغمضت عينيها بشدة وخزي تؤنب نفسها ما الذي فعلته ما الذي حدث لها لتقدم نفسها له هكذا؟ !،قامت بتعديل ملابسها جيدا بحثت عن حذائها ترتديه تحركت بعدها بهدوء اتجاه الباب وهي تلقي نظرة أخيرة على مراد..أغمضت عينيها بيأس من نفسها ومنه أصبحت لا تفهمه تحمد الله فقط أنه كان في حاله من التعقل أفضل منها ولم يسايرها فيما أرادت..فتحت الباب بعدها وخرجت من المنزل وأغلقته ورائها بهدوء شديد وعقلها يفكر ما خطوتها القادمة وسط كل ما علمت به,آه يا مراد لو لم تكن خائن!! لماذا لا يوجد أحد جيد أستطيع الثقة به.
إبتسمت بسخرية ربما مراد أفضل بكثير من سيد إيهاب المثالي العظيم على الأقل لم يستغل أحدا أو يجبره على شيء إنطلقت بسيارتها متوجهة إلى طفلتيها هذا أهم شيء لديها الآن.
إستيقظ عندما شعر بفراغ أحضانه وإفتقاده بعض الدفء رفع رأسه يبحث عنها بعينيه وينادي بصوت هادئ عليها ولكن لا مجيب,اعتدل سريعا ونظر حوله لم يجد أي أثر لها..اشتعلت نيران غضبه مرة أخرى وهو يؤكد لنفسه لا فائدة منك إسراء هل تعتبريني محطة ترسين إليها وقت ما تريدين لتبثي شكواكي وتعود هاربة لبرودك حتى بعد كل ما تخبريني به. تحرك ناحية غرفة الملابس وإرتدى ملابسه بتعجل وهو يقسم لنفسه لا صبر بعد الآن سيذهب إليها ويأتي بها راضية أو مجبرة وليحدث ما يحدث...خرج مسرعا و توجه إليها وهو يعلم جيدا ما ينتظره.
00000000000000000000000
-

دقات محرمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن