_02_

204 13 2
                                    


خريج سجون2

..

- أخيرا هيا بسرعة..
قالها فرانس وقد كان مستعجال، سحب ذراعه وركض به إلى الخارج.
استمر سيرهما لوقت طويل لم يعد خلاله جاكسون يشعر بقدميه، وقد لاحظ اآلخر تعبه ليلتفت إليه باستنكار إذ لم يصدق أنه قد تعب لمجرد سير!
- أنت بالفعل بحاجة لتنمية لياقتك البدنية..

بعد فترة، توقفا أمام حديقة متوسطة الحجم، دخال إليها وتوجها نحو مجموعة مكونة من ثلاثة فتيان، ألقى عليهم فرانس التحية وردوا عليه بمثلها قبل أن تتوجه أنظارهم الفضولية نحو الرفيق الصامت، فتكلم حينها فرانس: دعوني أعرفكم به، إنه جاكسون.
رحب الجميع به بحرارة، ولم تخفى نظراتهم المترصدة لحركاته عن عين فرانس الذي وكزه هامسا: - هيا قل أهلا

"أهلا"
- أهلا بك.. أجابه أحد الأصدقاء وهو شاب أشقر متوسط الطول ذو ملامح لطيفة.

- إذن أنت هو جاكسون.. علق آخر بحماس وهو شاب طويل أزرق العينين وفحمي الشعر.
- إنه يبدو هادئا عكس ما وصفته لنا يا فرانس.
علق ثالثهم وهو الأقصر قامة بينهم ذو شعر بني مجعد وملامح جادة ومن مظهره يبدو ذكيا خصوصا مع نظاراته مربعة الشكل التي يرتديها عادة المجتهدون من الطلاب.
ارتسمت على جاكسون علامات الاستغراب وعدم الفهم، فيما رمق فرانس المجعد بتوعد: لا يمكنك أن تحكم على الأشخاص من مجرد نظرة سطحية وبعد.. توقف عن التفوه بما لا يجوز قوله!

ظهرت حينها ملامح البلاهة على وجه المعني ليتدارك الأطول الوضع فغير مجرى الحديث: بدلا من النزاع على ما لا يستحق دعونا فقط نعرفه على أنفسنا..
ثم استأنف مخاطبا جاكسون بلطف: سررت بمعرفتك جاكسون أنا أدعى دانيال..             
- وأنا هاري.
قال الأقصر بهدوء وابتسامة متكلفة فيما هتف الأشقر بحماس: وأنا مارك.
"تشرفت بمعرفتكم"
قال ببساطة مع ابتسامة عريضة كادت أن تظهر خلالها ضروسه لو لم تتالش حين قال فرانس فجأة:
- إن كنتم قد انتهيتم من حصة التعارف فلتعذروني إذا لدي حديث شيق مع هاري.
أنهى كلامه بسحب المعني رفقته إلى ركن بعيد نسبيا تاركا البقية يتطلعون به باستغراب. وقد طال الحديث الذي لم يصل مضمونه لأسماع الثلاثة الباقين، فقال مارك: سأذهب إليهم لن أتأخر..
وذهب هو الآخر تاركا الأشقر رفقة دانيال الذي شعر بالضجر فأخذه فضوله هو الآخر إلى البقية.

- كم مرة علي أن أذكرك أن تبقي فمك مغلقا وألا تتفوه بالتفاهات؟
- أعلم، أعلم. لقد زل لساني وقد أخبرتك أني آسف.
- في المرة المقبلة لا تفتح فمك حتى.
توقف عن الكلام ما إن لاحظ وجود كل من مارك ودانيال فتساءل مستنكرا سبب تواجدهما معه ليجيبه مارك بعفوية أنه لم يستطع تفويت الشجار، فيما قاطع دانيال الحديث بجدية أكثر: وبعد لا أعتقد أن هاري قد أخطأ في تخمينه فهو يبدو مسالما
عكس ما وصفته لنا.
- أجل كيف لهزيل وضعيف بنية مثله أن يكون مجرما؟
- ألم تسمعوا بعد أيها األذكياء بمقولة "المظاهر خداعة"؟

لعبة الحياة (ما قبل البداية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن