-12-

120 10 5
                                    

.
.
.
.
.

بعد تلك الليلة، جاكسون لم يعد يتصرف كالسابق، لقد تغير

جذريا بمعنى الكلمة.

ابتسامته البسيطة اليومية قد احتلت مكانها


أخرى مزجت بين البرود والغموض.. تصرفاته وردوده العفوية قد

اختفت تماما بعدما تحولت خيبته إلى انهيار نفسي حاد خصوصا وأن فيليب حتى بعد أن أجرى التحاليل الالزمة التي أكدت له

صحة ما سمعه، إلا أنه لم يستطع أن يتقبله مهما حاول.

فكان

فرانس الشخص الوحيد الذي استطاع تقبل الحقيقة، فحاول

تفهم موقف جاكسون ظنا منه أن الصدمة ستزول وسيمحي الزمن آثار الجراح، فاتفق مع والده أن يمنحاه الوقت الكافي، لعله يرتب أفكاره وتعود المياه إلى مجاريها.

غير أن الأيام مرت بسرعة

فتحولت إلى أسابيع و أشهر زادت خلالها حالة جاكسون سوء.

فأصبح أشد انعزالا، كما صار كثيرا ما يصرخ ويحطم كل ما يقف في طريقه منفسا عن غضبه الذي لا مبرر له. مما جعل فيليب

يوقن حينها أنه قد جن تماما، فقرر إلحاقه بالمصح النفسي لعله

هناك يتلقى الاتمام الالزم.

- اعلم جيدا يا جاكسون أنني أفعل هذا من أجل مصلحتك.
أردف فيليب مودعا فيم اتخذ فرانس لنفسه مكانا بجانبه وبيديه الاثنتين راح يلوح مجبرا نفسه على رسم تلك الابتسامة

المشجعة ليقرر أخيرا التفوه بما لم يكن واثقا إن كان سيصل صداه إلى من راحت تبتعد به تلك السيارة:

"كن قويا وشجاعا واهتم بنفسك جيدا يا جاكسون حتى اليوم

الذي نصبح فيه قادرين على اللقاء مرة أخرى"

غير مدرك أن عبارته تلك التي اختتم بها كلامه قد ذاق الآخر

ذرعا بسماعها، إذ صار يعتبرها فال شؤم له، نظرا لتعدد المرات التي تلقاها بها من قبل كل من يقرر مواصلة الطريق بدونه.

ومن كان ليعتقد أن الوصول ليوم اللقاء ذاك، يعني تخطي عدد لا يحصــى من الليالي والسنين..

ليدرك مجددا أنه قد تأخر..

تأخر بما فيه الكفاية ليصبح من
المنسيين!

_____________

-النهايـــة-



إلى هنا نكون قد وصلنا إلى النهاية أو لنقل نهاية جزئية «ما قبل البداية» لأن لعبة الحياة لا يزال أمامها الكثير حتى تصل لنقطة النهاية.

🎉 لقد انتهيت من قراءة لعبة الحياة (ما قبل البداية) 🎉
لعبة الحياة (ما قبل البداية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن