الحقيقة
.
.
.
.
.فتح عيناه بثقل على صوت طرقات متتالية ليستقيم جالسا على سريره بخمول، وأخذ يتطلع بالفراغ للحظات فيما فتح باب
الغرفة ليظهر فرانس وقد بدى النشاط واضحا على محياه، عاتبه ككل صباح بعبارته الشهيرة "أنت متأخر" لكن المعني لم يتحرك
من مكانه كما يفعل في العادة، فشعور الوهن لا يزال يراوده بسبب ليلة البارحة التي اضطر لقضائها خارجا احتفالا بعيد ميلاد فرانس، حيث لم يستفد هو من الأمر سوى باكتساب جيسيكا كصديقة لطيفة.ابتسم عندما رسمت له مخيلته ملامحها وقد
غزاه بعض النشاط لينهض من مكانه ليتجهز من أجل الذهاب للمدرسة..
أوصلهما فيليب إلى المدرسة، وكسائر الأيام اتجه فرانس نحو رفاقه الثلاثة وأخذ يتبادل معهم أطراف الحديث، فيما أخذ جاكسون يراقب الجميع من حوله.كلهم نشيطون، على الرغم من أنهم جميعا حضروا تلك الحفلة إلى وقت متأخر من الليل
فلماذا هو الوحيد هنا الذي يشعر بالوهن والإرهاق؟ هل هم المثيرون للغرابة أم هو غير الطبيعي هنا؟
ذهب الجميع نحو مقاعدهم حين جاء المعلم الذي شرع في الدرس فور دخوله ..
مرّت الحصص وانتهى الدوام، ليجمع الجميع أدواتهم في محفظاتهم وكاد فرانس وجاكسون أن يشقا طريقهما إلى المنزل
قبل أن يستوقفهما نداء كريس للأشقر."مهلا لحظة! بخصوص بحث التاريخ ما رأيك أن تكونشريكي؟"
"لا يمكن نحن سنعمل سويا" تدخل فرانس ليلتفت إليه كريس معلقا بلا مشكلة إذ يمكن للثلاثة أن يصبحوا شركاء في البحث
غير أن فرانس كان معارضا العمل مع كريس الذي بضجر استنكر:إلى متى ستدوم عداوتنا؟ فلننسى أمر منافستنا فحسب! نحن لم نعد أطفالا وثم الوقت متأخر وعلى البحث أن يسلم الحصة القادمة، شقيقتي ستساعدنا.. وجه آخر كلامه إلى جاكسون الذي التفت إلى فرانس فيما التزم هذا الأخير الصمت لبعض الوقت ثم أومأ موافقا بإكراه..في تلك الأثناء ومكان آخر، كانت مستلقية على سريرها ومركزة تماما على شاشة حاسوبها المحمول بينما تنقر بأصابعها الرشيقةعلى أزرار لوحة المفاتيح بيمناها فيما راحت يسراها تفرك جبينها بتوتر واضح سرعان ما زال حالما رمت الحاسوب جانبا بإهمالوراحت تصرخ بكل حماس وتقفز في كل مكان مرددة بهستيرية وقدراحت عيونها تذرف أنهارا من الدموع: أخيرا أخيرا حصلت عليها! آه لا أصدق، أخيرا تمكنت من تحقيق حلمي..
قاطع لحظتها المجنونة تلك صوت طرق الباب لتتسع ابتسامتها أكثر بينما تردف:
"تفضل"
فتح الباب، ليظهر خلفه كريس الذي ما إن رأته حتى صاحتمجددا وقد ازدادت ابتسامتها اتساعا: كريس ليتك تعلم كم أنا سعيدة لقد ابتسم لي الحظ أخيرا.
- هل تتعلق سعادتك بتلك الفرقة مجددا؟
سأل بغير اهتمام فيما ردت هي بالإيجاب وعيونها تلمع حماسا.
- مبارك لك..
علق ببرود وكاد يغير الموضوع مشيرا لكل من فرانس وجاكسون، إلا أنها قاطعته بحدة: ما بال هذه الـمبارك لك الباردة؟ ألا تعتقد
أنه عليك أن تبتسم بوجهي على الأقل؟ ثم عليك أن تتجهز فكما تعلم لقد سبق أن وعدتني أن ترافقني حين أتمكن من الحصول
على التذاكر.
"أجل قبل عامين على ما أذكر.." تمتم ببرود، ثم استطرد مشيرا لرفيقيه: وبالتأكيد سأفي بوعدي إن ساعدتنا في المشروع.
حينها فقط التفتت لمن معه وهتفت بحماس ما إن لمحت جاكسون الذي ابتسم لها بعفوية، فيما عبست: ليتني فقط حصلت على تذكرة ثالثة لأجعلك ترافقنا.
أنت تقرأ
لعبة الحياة (ما قبل البداية)
Mystery / Thriller".....حتى اليوم الذي نصبح فيه قادرين على اللقاء مرة اخرى" قطعت وعدا على نفسي أن أحرص بشدة على تنفيذ الأمر بالحرف الواحد انتظرت طويلا بنفس الابتسامة والأمل الكبير، لكني لم أدرك سوى متأخرا أن اللقاء لن يجمعنا مجددا حتى لو مضى عدد لا يحصى من الليالي وا...