ينصر دينك ياشيخ ،الله عليك و علي أخبارك يا ابو علي
هتف بها سيف بفرح شديد بعدما علمه بتحديد حسن موعد مع والدة شهد للتقدم لخطبتها..
ضحك حسن مجلجلآ علي جنون و افعال ابن عمه و صديقه و قال :.
-اهدي يابني فرجت علينا الناس اعقل شويه
هتف سيف بسعاده و قال :
- حبيبي يابو علي، اهدي ايه ده انا هاروح اكلمها اقولها ويارب ترد
تسائل حسن مستفهمآ:
-و هي ما بتردش ليه
-انا مش بكلمها طول الوقت ياحسن،هي مش عايزه كده و انا محترم فيها ده بس هازن لحد ماترد برضو
ابتعد عن حسن بمسافه كافيه و امسك هاتفه واتصل بها، وكما توقع لم تجب ولكنه استمر علي تكرار اتصالاته،نفخ بضيق و
فكر قليلا ثم ابتسم بمرح و
بعث إليها رساله ( مش عيب جوزك يكلمك ماتروديش)و يعلم هو كيف يغضبها
اصدر هاتفه رنين برقمها مستشعرآ غضبها من قبل ان يجيب...
هاتفته هي بحنق :
-جوزك ايه يخربيتك هاتجيبلي مصيبه
قال سيف ضاحكآ مستمتعآ:
-و الله عارف انك مش بتيجي غير بكده
تسائلت شهد ببرود مصطنع:
- عايز ايه ياسيف خير
قل سيف بابتسامه و صوت هادئ :
-كل خير ياعيون سيف
ابتسمت علي الجانب الاخر دون ان تجيب ،اكمل هو قائلا:
-مش عايزه تعرفي جاين ليه يوم الخميس
تسائلت بفضول :
-ليه خير
اجابها بصوتآ يُقطر حنان :
-عشان عايزك ....عايز أتجوزك يا شهد
اتسعت ابتسامتها في الجانب الاخر و اضطربت في مفاجئه لحديثه الجدي، و لم تستطع ان تتغلب علي خجلها و تجيبه و التزمت الصمت بقلب يكاد يقفز من دقاته.
ابتسم لخجلها و اكمل :
-مش عايزه تقولي حاجه
همست له شهد بصوت خافت:
-لا
قال سيف مشاغبآ:
- ايه ده فين لسانك
-لساني موجود علي فكره و ممكن اسيبه عليك
قالت كلماتها متحوله لطبيعتها المشاغبه فا
ضحك سيف لقدرته علي تحويلها من قطه وديعه هادئه لاخري ذات مخالب :
-بس انا كده اطمنت عليكي خلي بالك من نفسك يازوجتي المستقبليه و اشوفك يوم الخميس
..........
ياريس حسن ياريس حسن الحق ياريس حسن عيله صبحي في حتتنا
هتف بها إحدى رجال حسن امام باب ورشته..
تشنجت عروق حسن و احمرت عينيه وخرج بخطوات واسعه قائلا بأمر:
-لملي كل الرجاله دلوقتي
عند هتاف الرجال بوجود عائله صبحي في المنطقه فا يعني حدوث حرب قادمه، الكل يهرول لمنزله و المحلات تقفل لعدم تحطيمها اثر المعركة المتوقع حدوثها ، فا لكل يعلم بالعدواه بينهم من عهد الحاج عبد الرحيم والد حسن و حسين صبحي والد شحاته ، فوجوده الان يعني وجود شخص ما يتاجر بالمخدرات ولم يعطي ثمنها لشحاته بعد ما تم بيعها و هذا ما لا يُسمح به في قوانين حسن القاضي.
و قف حسن بانتظارهم و الشر يتطاير من عينيه و بجانبه سيف باحدي الاسلحه بين يديه يلوح بها.
هرولت كل من دره وشهد و والدتها للشرفه بفضول للاصوات العاليه الصادره من اسفل، لم يفهموا اي شئ، ولكن تبين لهم ان القادم ربما غير مبشرآ.
وقفت دره تشاهد الجميع من شرفتها ،تجمع رجال حسن، خروج الاسلحه المختلفه، وسيف وحسن المتقدمين وكأنهم بأنتظار شئ ما، المحلات والمقاهي التي اغلقت فجاءه، تسائلت في ريبه:
-في ايه، ايه اللي بيحصل ده
قالت كريمه بقلق،:
-ربنا يستر شكل هاتحصل خناقه
شهد وعينيها علي سيف:
-خناقه؟
دره و عينيها علي حسن بخوف وبأيديهم اسلحتهم و رجالهم بحانبهم متحفزين :
-يا تري ايه اللي ها يحصل
هتف المدعو شحاته ذات الملامح الاجراميه وتلك العلامه بجانب عينيه لطول جبينه تتحدث عن نفسها في احدي شجاراته العنيفه داخل السجن بصوت بجهوري:
-ياهلا بريس حسن
قال حسن و هو يلهو با (المطواه)بلامبالاه:
-ايه اللي حدفك علينا ياشحاته
جز شحاته علي أسنانه الصفراء بغيظ:
-لينا راجل عندك عايز يتربي
اجابه حسن بتهكم :
-اه راجل ،قصدك بيتاجر معاك في الممنوع اللي انتو عارفين كويس اوي انه ممنوع يدخل منطقتي
قال شحاته باستهزاء ساخرا:
-و ايه ياعني يا حسن خلي الناس تتبسط
و اكمل مستفزآ اياه :
-و بعدين مانت راجل صاحب كيف و مجرب
فهم حسن ما يرمي اليه شحاته، فاهتف سيف بغضب و قال:
-ماحدش هنا له في الكيف يا شحاته و الراجل اللي يخصك خده و امشي من هنا من غير كلام ياما
قال شحاته بغيظ متهكمآ :
-ما هو متحامي في رجالتكم
هتف حسن بصوت جهوري و عروق رقبته النافره :
-رجالتي ما بتشلش شيله مش شيلتها خده و امشي من هنا
و تابع بسخريه قائلا:
-و لا تحب تاخد واجب الضيافه، بس الاول نتصل بالاسعاف عشان المره اللي فاتت اتاخروا اوي علي بال ماشالوك انت و رجالتك من الشارع
تصاعد غضب شحاته و هجم علي حسن بضربه بسرعه مفاجئة، و لكن تفادها حسن بسرعه و حرفيه و شنت الحرب الآن....
جميع الرجال يكالون الضربات من بعضهم البعض هذا بسكينه و هذا بمطواه و هذا بجنزير و هذا بنابوت، وعديد من الاسلحله البيضاء التي تظهر في ذلك النوع من الشجارات العنيفه و التي ستداول سيرتها لشهور بحكايات مختلفه.
امسك حسن بذراع شحاته و لاواه بحركه واحده و لكمه عده لكمات في بطنه و اطاح به بعيدا حتي سقط علي ظهره، وهجم عليه بعنف مره اخري..
و الحال عند سيف لا يختلف كثيرا ، هجم عليه رجل ليركله بقدمه و لكن امسك بها سيف بقوه وكسرها بعد ان لواها بعنف،
اما الحال عند شهد و دره و كأنهم يشاهدون فيلما اكشن خائفين و مدهوشين من المشهد الماثل امامهم من شده العنف و طبيعتهم الرقيقه رافضه لكل ذلك العنف الماثل امامهم.
اخرج شحاته مطوه و لوح بها امام حسن و اندفع اتجاه لكي يضربه و لكن امسك بها حسن بعد ان ركله بقدمه بعنف،
فرد حسن ذراعيه لاهثآ والعروق نافره من جسدة ، والعرق يتصبب عليه وعينيه كتلتين من النيران، هتف بصوتآ جهوريآ و بيده مطواه شحاته باستهزاء:
-و هي سلاكه السنان ها تاثر فيا ده انا حسن القاضي يالا
و بعد وقت من التشابك بين الطرفين ، فاجئ أحد رجال شحاته حسن من الخلف بخفه و حذر بضربه قويه عنيفه علي رأس حسن بشومه افقدته توازنه و ترنخ بجسده بوقفته.
هرول رجال شحاته مسرعين لخارج المنطقه خوف من بطش رجال القاضي لما حدث لحسن، و هروبآ من غضبهم علي ريسهم وما سيفعلونه بهم، انتفضت دره مكانها و قد شعرت بنغزه قويه بقلبها جعلتها تضع يديها علي صدرها بوجع و هي تبحث بعينيها عن حسن وسط ذلك الجمع باالاسفل.
صرخ سيف بحسن عندما رأى ترنحه و عدم اتزانه بوقفته ،شهقت دره و وضعت يديها علي فمها بصدمه عندما رأت حسن يجثوا علي الارض بالم ويديه الاثنتين علي راسه و معالم الآلم مرتسمه علي وجهه..
القي سيف سلاحه ارضا و ركض اتجاه حسن بخوف، وضع يده علي راس حسن ورأي دماءه النازفه علي يده ، فقال بقلق:
-حسن حسن انت كويس رد عليا
لم تصمد دره كثيرا و لم تدري الا و انها
تركض علي الدرج بسرعه لاسفل واقفه امام بوابتها تنظر اليه و للدماء التي انساب خط منها علي رقبته لقميصه،وقدميها متيبسه بالارض، رفع سيف عينيه صارخآ بمهاتفه الاسعاف و عندما شاهد دره المتخشبه قال لها باستجداء سيف:
-يا دره انتي دكتور تعالي بسرعه شوفيه
و بقدمآ لا تقوي علي الحراك و لكن يجب الاقتراب علي اي حال ، ليطمئن قلبها علي ذلك القابع ارضآ بجانب ابن عمه،تحركت اتجاه و رجاله المحيطين به افسحوا لها المجال،جثت علي الارض بجانبه و رات خيوط من الدماء من رأسه تزداد و تنزل علي رقبته و قميصه بغزارة.
و هتفت بصوت مهزوز:
-حسن.
جاهد هو لفتح عينيه و رغم تشوش رؤيته الا انه شعر بها اقتربت من جرحه تتفحصه بارتباك ،ثم شهقت عندما وضع يده علي يدها و قال بصوت متعب هامس لكنها سمعته جيدآ :
-اطلعي فوق ما تقفيش قدام الرجاله كده
هزت راسها بنفي و دموع و قالت بصوت مختنق :
-حسن لازم تروح مستشفي لازم تعمل اشاعه الجرح كبير و بتنزف
ضغط علي يدها و كأنه يأكد عليها حديثه بلغه اخري غير قادرا علي الحديث ،حركت دره رأسها بالايجاب حتي لا يتحدث اكثر او ينفعل و، لم يستطع هو تميز ما قالته بعدها بسبب غيمه قويه سوداء اخذته و ابتلعته لعالم اخر تاركآ من حوله قلقين علي رجلهم و حاميهم متوعدين له بالقصاص.يتبع
أنت تقرأ
دُرة القاضي / سارة حسن
Roman d'amourخرجت من عالم الترف والثراء لتدخل في عالم اخر بقوانينه هو فقط، تنتقضه وتنفر قوانينه وتلوم نفسها علي ماتبعثر بداخلها قبالته. اما هو كبير عائله القاضي لم يدرك نفسه الا وهي تتسلل خفيه في اوردته حتي أصبحت دٌرته المكنونه .. حازت علي المركز الرابع 18/6...