الثالث والعشرون

25.2K 661 9
                                    

بعد مرو اسبوعين
تأففت بضيق و حنق من اختفاءه المفاجئ دون حتي اي مقدمات او علمها بأي شئ. لكن ما يبث الطمأنينة لقلبها تأكيد سيف انه بخير و بعمل ضروري و لكنه علي ما يرام،حاولت اشغال و قتها قدر المستطاع دون نتيجه فجأه تجده  يقتحم عقلها بين كل ثانيه و الاخري ،في حيره و قلق عليه، ولم تكن تعرف ان فراقه سيترك آثره بعقلها وقلبها هكذا.
أضاء هاتفها برساله جذبته من علي المكتب و فتحتها بلامبالاه ،و لكن اتسعت عينيها عندما مرت علي أسمه المدون،وجرت عينيها علي كلمان رسالته المفاجئة لها
(عايز اشوفك دلوقتي... انا قدام المستشفى اطلعي)
لم تفكر مرتين و هي تخلع الرداء الخاص بالمشفي و تأخذ حقيبتها و تهرول بخطوات راكضه خارج المشفي حتي عبرت البوابة و راته امامها مباشرة...
و جدته يعبث بهاتفه و مستند علي سيارته و يده الاخري في جيب بنطاله،شعره المصفف بعنايه و ملابسه الرسميه بعض الشيء بقميصه الابيض و جاكيت اسود و بنطلون من الجينز، تاملته بأعجاب و اشتياق له حد الجنون و ضربات قلبها كالطبول و هو امامها الآن....
و كانه أستمع لضربات قلبها رفع عينيه فجاءه و ابتسمت عينيه قبل شفتيه لرؤيتها أمامه، احمرار و جنتيها و عينيها الامعه اليه فقط،و شعرها المتطاير حولها بفعل الهواء .
تقدمت اليه و كلما اقتربت زادت ضربات قلبه اكثر،و بمجرد ما وقفت امامه نظر اليها لثواني ثم مال بيده و
سحب يديها و اتجه لسيارته ،اجلسها بهدوء ودار ناحيه القياده مره اخري دون التفوه بأي كلمه او حديث...
اختلسوا النظرات لبعضهم بصمت الا من ابتسامته لها و نظراتها المتسائله المرتبكه و لكنها مطمئنه لايشغل بالها المكان المهم هو معها ....
بعد وقت ليس بقليل
وقف بسيارته في مكان هادئ يطل علي البحر بنسماته البارده تآثرآ بفصل الشتاء الذي اصبح علي المشارف.
خرجت اولا من السياره  و تنفست الهواء عده مرات بعمق و لم تشعر به خلفها الا عندما اقترب منها من الخلف و قال لها حسن:
-وحشتيني
اغمضت اعينيها بأستمتاع ببحته الرجوليه،
ادارها اليه اشتياق مجنون لذهبيتها،و كررها مره اخري بعاطفه اقوي
فاردت  هي بلوم:
-وحشتك بجد ؟
رد بتاكيد دون تفكير:
-روحي كانت غايبه عني والله
تسائلت دره بعتاب:
-كنت فين يا حسن ؟
تنهد بتعب و قال:
-كنت ببعد ماضي عننا.. كنت ببعد اي خوف يهدد حياتنا
عقدت حاجبيها بتساؤل حذر:
-ازاي
ضم يديها بيديه و حثها علي السير  قائلا:
-هاحكيلك و احنا بنتمشي
تحركت معه منتطره سماع ما يريد قصه عليها بمنتهي الفضول...
فلاش باك
بعد منتصف الليل في مكان نائي في احدي المناطق الخاصة بتجار المخدرات
وقف حسن  منتظر ما آتي لاجله و بعد وقت  قليل،اقترب منه رجل يعرفه حسن جيدا
و قال حسن بجديه و دون مقدمات:
-عايز تموين (كميه من المخدرات)
قال سلاكه مهللا بحبور:
-حسن القاضي و الله زمان ياريس عاش من شافك
(سلاكه اسم شهره لرجل يتاجر في  المخدرات)
هتف سلاكه :
-فينك ياريس عاش من شافك
اوما له حسن  و قال:
-تسلم ياسلاكه  بس انا عايز منك خدمه
أجابه سلاكه بحبور:
-رقبتي ياريس اؤمرني
قال حسن وهو ينفخ دخان سيجارته:
-عايز تموين مظبوط لواحد حبيبي
هتف سلاكه بخبث و هو يغمز بإحدى عينيه:
-حبيبك بجد ولا
ضحك حسن بتهكم و اجابه:
-ولا
سلاكه بضحكات  متسعه اظهرت أسنانه الصفراء المتآكله:
-في الخدمة ياريس..عايزها تعاطي و لا اتجار
ضيق حسن عينيه  ببريق شرس و قال:
-عايز حاجه تعفنه في السجن و كده كده هو بيتعاطي يعني ها يبان  إدمان و تجاره
اوما له سلاكه و اجابه:
-ماشي ياريس طلبك موجود.. و لو عايز حد يوصلهم لحد حبيبك انا في الخدمه
تحدث حسن باستحسان:
-ما يضرش و اللي انت عايز هاديهولك بس مش عايز غلط
هتف سلاكه :
-عايزه امتي ياريس
قال له حسن:
-لو النهارده مش هاقولك لا.
حك سلاكه ذقنه بأصبعه و قال:
-لا النهارده ايه سبني يومين و هاديك التمام ان حبيبك لبس... بس عايز عنه كام معلومه كده عشان الشغل يمشي صح و ما يحصلش غلط
اوما  له حسن و ارتسمت بعينيه نظرة الانتقام..
.................
بعد مرور عده ايام
دخل حسن للملهي الليلي المتواجده به هيام....بحث بعينيه عنها حتي وجدها منكبه علي البار و ثمله لا تتوقف عن الشرب.....
رفع نظره للدور العلوي هو يعلم ان هنا تقام بعض العلاقات المحرمة بعيد عن الاعين و قليلون جدا من يعلموا ذلك...
اقترب منها حسن بهدوء و جلس بجانبها،
اتسعت عينيها وظنته خيالات اثر السكر ،رمشت بعينيها و هي تنظر اليه بغير تصديق
قال لها حسن :
-بجد مش شرب ياهيام
اقتربت منه اكثر و لا مست كتفيه لتصدق انه هنا امامها بكامل ارادته
قالت له هيام بسكر:
-حسن انت هنا بجد
ارتسمت علي ملامح حسن النفور من ملامستها الجريئه له و حاول ان لا يظهر اشمئزازه منها،و لكن الكلمات خرجت منه بقليل من الحده و لانها في حاله من السكر لم تستطع التميز سوي ما يمليه عليها عقلها...
اجابه حسن:
-ماقولت ايوه
اتسعت ابتسامتها و اسبلت عينيها و اقتربت منه بدلال:
-حشتني اوي يا حسن، وحشتني اوي،كنت عارفه انك ها ترجعلي و الدكتوره مش هاتملي دماغك اصلي عارفه ايه اللي يملي دماغك كويس
ابعد يده عنها بهدوء و قال محذرا :
-ما تجبيش سيرتها علي لسانك
لم تدرك نبرته التحذيريه بسبب تشوش عقلها ،اقتربت بشده منه و همست بجانب اذنه بأغراء متعمد:
-وحشتني اوي اوي ياحسن،مافيش راجل غيرك ملي عيني  و دماغي من بعدك
ثار غضبه بداخله من لمساتها التي أصبحت له مقززه و منفره
اغمض عينيه و ابعدها عنه بنفور بان واضح للعيان
نظر لاعلي ثم مسكت يديه بلهفه و قالت:
- بتبص لفوق ليه لو بتفكر في اللي بفكر بيه هاكون اسعد ست في الدنيا
ابتسم ابتسامه جانبيه و قال لها:
-يالا
تقافزت السعاده من عينيها  غير مصدقه رغبته بقضاء الليل معها، سارت معه و هي تخطو معه لاعلي و هي تلقي علي مسامعه عبارات الشوق و الحب  و الرغبه
دخلت للغرفه  معه بتثاقل و عدم اتزان حتي انها كادت تسقط علي وجهها اكثر من مره ،اغلقت الباب من خلفها و استندت بظهرها عليه تتأمل ذلك الواقف امامها بغرفة النوم بكامل ارداته آتيآ لاحضانها تاركآ من كانت تعتقد انها منافسه لها... ابتسمت بداخلها بسخريه و هتفت لنفسها ان الرجل الواقف امامها لا يحتاج لمثل دره تحتاج للتعلم و الخبره و هو اخيرا ادرك ذلك، و آتي اليها برغبته و هي لن تتهاون أبدا في اظهار اختلافها عنها لتؤكد له انها الأنسب...
قراء حسن ما يدور بخلدها من خلال نظرتها الجريئه  كا اي فتاة ليل متمرسه هذه الافاعيل، منتظرا فقط الوقت المناسب لإظهار سبب قدومه الحقيقي
تقدمت اليه بخطوات بطيئه حتي و قفت امامه مباشره لا يفصلهما سوي انشات قليله و همست له  باغواء :
-بحبك يا حسن
ابتعد برأسه للجهه الاخري وعلي ملامحه علامات النفور، وصوره لاخري مطبوعه بعقله يفعل كل شئ من اجلها.
يتبع...

دُرة القاضي / سارة حسن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن