اقتربت من غرفته بقلق بعد اطمئنان الطبيب علي حالته، وبعد خياطه الجرح و عمل الاشعه الازمة تجنبآ لاي مشاكل داخليه غير معروفه،كانت الساعات الماضيه صعبة ومليئه بالتوتر ،دلفت بخطوات هادئه و وجدته ممدد علي الفراش و ملتف برأسه الضمدات الطبيه و علي وجه علامات الإرهاق و التعب ، و يظهر انه في سبات عميق بفعل المسكنات والادوية.
و قفت بحزن تتأمل رقوده و شحوب وجهه، لاول مره لا ترآه و اقفآ بقوته وهيبته الملحوظه و ببروده و بتودده اليها مؤخرآ.
اقتربت دره اكثر حتي و قفت بجواره و هسمت بأسمه بصوتآ حزينآ:
-حسن
و لم تستمع لرد منه، فاتابعت برجاء و دموع بدءت بزياره عينيها المتأمله اياه: -خوفت عليك اوي ،خوفت تسيبني ، قوم مش عايزه اشوفك نايم كده مش عايزه أحس اني لوحدي ياحسن, مدة يديها و لا مست اناملها بنعومه فوق عروق يديه البارزة تتلمسها برقه و حزن.
تحركت يديه بخفه اسفل يديها بتعب لم يستطع تحمل بكاءها و تصنع النوم اكثر من ذلك، فصغيرته خائفه و بحاجه للاطمئنان عليه...
فتح عينيه و ظهرت رماديته تنظر لها بحنان، تلقيائيا ارتسمت ابتسامه علي شفتيها هامسه باسمه مره أخرى:
-حسن
-بطلي تقولي اسمي بالطريقه دي
قال جملته بنبره جعلت قلبها يضرب في موضعه
ابتسمت بدموع و هي تزيح عباراتها بيديها قائله :
-طب اقول ايه طيب
اجابها حسن بتنهيده بعد ان اغمض عينيه لبره :
-مش عارف،بس اسمي منك انتي مختلف
اخفضت عيناها و يداها مازالت علي يده،و عند محاولتها لسحب يديها تمسك هو بها ولم تقوي علي النظر اليه، فاناداها حسن بخفوت:
-دره
ياالهي أنها المره الاول التي تسمع منه اسمها من شفتيه و كأنها معزوفه رقيقه اطربتها ،لأول مره ينطق اسمها و منه هو برنه مختلفه
ردت بخفوت وهي تتهرب من عيناه:
-نعم
رد بأمر لطيف :
-بصيلي
رفعت عينيها اليه بتساؤل
فا قال هو :
-ماتخبيش عيونك عني... بحب أشوفها
عقدت حاجبيها باستغراب وردت ببلاهه لحاله العجيب ربما اثرت عليه الضربه بشكل او بأخر
-حسن انت كويس
اتسعت ابتسامته ورد قائلا:
-مش انتي جمبي يبقي كويس جدا
رمشت بعينيها عدة مرات من حديثه ال..المعسول.. حسن يغازلها !!
دخل سيف الغرفه فجأة فاضطربت دره و سحبت يديها من تحت يديه،وتركها حسن علي مضض
قال سيف بود و هو يربت علي كتف حسن :
-سلامتك يا ابو على الف سلامه عليك
اجابه حسن بتعب:
-الله يسلمك اخبار الرجاله ايه
قال سيف متوعدا:
-خلعوا يامعلم بس وديني مانا معدي الليله دي
تدخلت دره متسائله:
-مين ده ياحسن و ليه عملو كده
نظر لها حسن بتعب و قال:
-مشاكل،ماتشغليش نفسك انتي بيها
اكمل سيف مسترسلآ:
-الدينا مقلوبه عليك عمامك جايين و الحبايب جاين يطمنوا عليك والمستشفي شويه و هاتشغي ناس
و جه حسن انظاره لدره و اشار لها بالاقتراب بينما انسحب سيف للخارج لجيب علي هاتفه..
قاالها حسن بهدوء:
-امشي انتي في رجاله كتير جايين و دوشه
هزت راسها برفض و قالت:
-لا ياحسن مش هاسيبك
هتف حسن بصبر:
-صدقيني انا كويس مش عايزك تقفي قدام الرجاله كده،روحي ارتاحي وغيري هدومك اللي كلها دم دي
لوت شفتيها بالرفض فقال مره اخري:
-اسمعي الكلام يادرة انا تعبان و مش هابقي قادر اركز مع الناس اللي جايه و لا فيكي انتي
اشارت اليه بسببابتها و قالت بتأكيد:
-هاجي تاني اصلا شغلي بقي هنا.
ابتسم لفعلتها و قال بلطف:
-و انا هاستناكي
..............
دخلت شهد هي و سميه استقبال المشفي المتواجد به حسن و وجدت الكثير و الكثير من الزائرين
بحثت شهد عن سيف ليدلها علي رقم غرفة حسن و لم تعثر عليه
تمتمت شهد و قالت:
-هو فين سيف
سمعتها سميه و تحدثت:
-تلاقيه مع الريس حسن اكيد مش هايسيبه يعني
توقفت عين شهد عن البحث فور ان وجدت سيف و هو يحادث الممرضه بجانب الرواق، وبينما الممرضة تلتمع عيناها اليه من حين لآخر و الآخر علي وجه ابتسامه موجهه اليها!!
ولكنها تلاشت فورا عند رؤيته لشهد تقترب و عينيها نيران مشتعله ، تحركت الممرضة مستأذنه ،ولم يستوعب سيف في بادئ الأمر سبب غضبها و لكن عند هتافها
بذلك بتهكم و قائله :
-بقي انت هنا و احنا بندور عليك
ووجهت حديثها لسميه:
-شوفتي ياسميه مطلعش مشغول بحسن طلع مشغول بناس تانيه
ابتسم و تراقص قلبه طربا اهي تغير!
حاول مجاراتها لاثاره غيرتها اكثر
و قال سيف ميغظآ اياها:
-شوفتي ياشهد والله الواحد بيتعب مش عارف يعمل ايه ولا ايه
رفعت حاجبيها لاعلي و قالت:
-لا ياراجل
بينما تمادي هو عندما استمر بتلاعبه و قال بكلمات لا يعرف نتيجتها جيدآ:
-اه والله طلعت من عند حسن قولت أفك عن نفسي شويه
شهد وبلغ الحنق منها مبلغه هاتفه:
-تفك عن نفسك ؟ تفك عن نفسك ياسيف
ضربته بقوه بقبضتها علي صدره و هدرت:
-فك عن نفسك براحتك بس ابقي استنضف
و تركته بغضب تبحث بنفسها عن غرفه حسن.
بينما اتسعت ابتسامته، تغير ! تغير حقا
يكاد يجزم انه رأي اشتعال عينيها و نظراتها الناريه له ولتلك البائسه التي انسحبت فور ان رأت شهد قادمه،
و ضع يده مكان ضربتها بحب متمتآ :
-تعبتي قلبي ياشيخه أخيرا
انتهت من زيارتها القصيره له و قد ظنت ان دره متواجده ايضا و لكن أخبرها انها غادرت ،وعند خروجها من البوابه قالت
سميه لها:
-شهد انا مش هاروح انا هاشتري شويه حاجات الاول تعالي معايا
قالت شهد نافيه بضيق:
-لا ياسميه مش هاينفع هاروح و عشان اشوف دره كمان كنت فاكراها هنا بس مشيت روحي انتي
قالت سميه و هي تودعها:
-طيب وخلي بالك من نفسك
اومأت لها شهد و ذهبت في طريق آخر...
شردت في سيف و موقفه ،تعترف بداخلها ان نبتت الحب بدءت في الازدهار بداخلها، مشاكساته لها ورجولته و وسامته وضحكته تستحوذ علي عقلها و تفكيرها دون ان تشعر لكن! اهو زير نساء ؟ عند هذا السؤال اغرورقت عيناها بالدموع لن يكتفي بها أبدآ ، وربما الكثير لم تكتشفه بعد عنه
-شهد ياشهد انتي يا بنتي
توقفت اثر منادته المستمر باسمها و التفتت اليه ببطئ
وقف سيف قبالتها و هو يلتقط انفاسه من ركضه خلفها قائلا:
-جرتيني وراكي يابنتي كل ده مش سمعاني
-عايز ايه
قالتها بجمود لم ينتبه اليه، حتى انه اجابها بود:
-استني هاجيب العربيه و اوصلك
-لا
ردد هو كلمتها باستغراب:
-لا!لا ايه
قالت شهد بغضب و هي تشهر اصبعها بوجهه :
-مالكش دعوه بيا و لا بحياتي ياسيف ابعد عني
رمش بعينيه عدة مرات و عقد حاجبيه بتساؤل قائلا:
-في ايه ياشهد
صرخت في وجه:
-في ايه ،مافيش حاجه ،مافيش اي حاجه ،غلطت غلطه و بتحمل نتيجتها
و كادت ان تذهب و لكنه جذبها من ذراعها لتقف أمامه مره أخرى و
هتف بحده:
-أنتي عاوزه توصلي لايه ياشهد
ردت هي بغضب:
-اوصل لايه ابعد عني
همت بالابتعاد عنه و لكنه عادها مكانها مره اخرب بقبضته علب ذراعها مقربا اياها اليه
نظرت اليه بغضب و هتف و هي تحاول ان تجذب ذراعها من قبضته:
-انتي قد اللي بتعمليه ده ، انتي واعيه للي قولتيه من شويه
توقفت عن المحاولة و شعرت بالتوتر قليلآ و اخفضت عينيها لاسفل مد يده ليجذب راسها لاعلي قائلا بإصرار:
-لا تبصيلي كده و ردي عليا
لم تستجب اليه و لم تنظر اليه ابتسم بلؤم و قال بتلاعب :
-كده احرجتي مشاعر البت تقوليلي استنضف حرام عليكي يا شيخه
رفعت عيناها بحده اليه وهتفت به بحده
-حرمت عليك عشتك انت و هي
رفع حاجبيه وقال مستمرا بتلاعبه معها:
-و انتي ايه اللي مضيقك اوي كده
فارت دماؤها من حديثه المستفز و قالت:
-انا مش مضايقه كل واحد حر انت حر و أنا كمان حره
ضغط علي ذراعيها المازال بقبضته بشده و قال من بين اسنانه:
-اياكي اياكي ياشهد تحاولي تثيري غيرتي ضغطه علي يديها مناقضآ بشده لنظراته الهائمه بها
قال سيف و عينيه تدور علي وجهها و كأنها تتشربه
-عاوزاني اشوف حد جمبك من غير ماتجنن
شهد انا بتجنن لما بشوفك مع زميل ليكي و انا مش عارف حتي اكلمك
لم يصدر منها اي ردة فعل سوا احمرار و جنتبها و ذلك الارتباك الذيذ الي تغلب علي عنفوانها منذ قليل
ناداها سيف بخفوت و
همست بتلعثم :
-نعم
اكمل و عينيه بعينيها هائما بها و بتلك النظرات التي تهديها اياه بسخاء دون أراده منها، و تكشف ما بداخلها من خلالها مدركآ مدي شفافيتها و براءتها التي يذوب بها
همس بخفوت و مشاعر صادقه
انا بغير..... بغير بجنون
يتبع
أنت تقرأ
دُرة القاضي / سارة حسن
Romansaخرجت من عالم الترف والثراء لتدخل في عالم اخر بقوانينه هو فقط، تنتقضه وتنفر قوانينه وتلوم نفسها علي ماتبعثر بداخلها قبالته. اما هو كبير عائله القاضي لم يدرك نفسه الا وهي تتسلل خفيه في اوردته حتي أصبحت دٌرته المكنونه .. حازت علي المركز الرابع 18/6...