السابع عشر

25.3K 716 10
                                    

أحبك.. لا أدري حدود محبتي.. طباعي أعاصير.. و عواطفي سيل.. و أعرف أني متعب ياصديقتي.. و أعرف أني أهوج.. أنني طفل.. أحب بأعصابي، أحب بريشي.. أحب بكلي.. لا اعتدال، ولا عقل.
مقتبسه
نزار قباني

حل المساء و انتهت مواعيد الزياره  و غادروا الجميع،اسرعت دره للاطمئنان عليه دلفت لغرفته  مباشرة و عند رؤيتها حاول الاعتدال قائلا حسن :
-اتاخرتي!
ابتسمت هي و اقتربت منه و عدلت من وضعيه رأسه قائله:
-غصب عني ،عامل ايه دلوقتي
-كويس الحمدلله
طرق الباب و فتحته دره و تناولت صنيه الطعام و اتجهت اليه
قال حسن بامتعاض:
-ايه ده انا مش جعان
اصرت دره و قالت  وهي تضع الصنيه امامه:
-لا ماينفعش لازم تاكل
حرك رأسه بغير رضي قائلا :
-و ده اكل ده أصلا، دي عينات
ضحكت دره و قالت بمهادنه:
-معلش تعالي علي نفسك و كل عشان تاخد دواك
اتجهت بالمعلقه لفمه و قالت برقه:
-يالا ياحسن
تنهيده حاره خرجت منه لتدليلها له و قربها منه ،تناول طعامه بدون تذمر او شعور بمذاقه او كميته حتي ،مأخوذ برقتها و حمره وجهها  عندما تتقابل عينيه بعينيها و هروب عينيها منه بارتباك جعلها شهيه للغايه.
و هي كادت ان تنقطع انفاسها من خجلها من حصار عينيه لها،تمده بالطعام وعينيها تشيح في جميع الجهات الا عينيه ، انتهت من تناوله الطعام  و كادت الهروب منه حصاره و تنفست الصعداء ،
و لكنه استوقفها و
قال حسن متسائلا:
-رايحه فين
اجابته بخفوت:
-هاسيبك تستريح شويه
هز راسه رافضا بتذمر:
-لا خليكي معايا
ابتسمت لفعلته و قالت بسعادة داخيله:
-حااضر ياسيدي
و وضعت بالصنيه جانبآ و قالت و هي توليه كامل اهتمامها:
-اديني معاك
رجع براسه للخلف و وضع يديه الاثنين علي وجهه بتعب شعرت درة بخطب ما فقالت بأهتمام:
-حسن انت تعبان
تنهد بتعب خارجا انفاسا ثقيلة تحمل همومه وقال:
-مش تعبان من الضربه يادره
-امال ايه
نظر اليهاو قال بهدوء:
-إحنا اول مره نقعد و نتكلم ،عايز أقولك كلام كتير و حاجات كتير اوي
اومات براسها مشجعه  قائله:
-قول ياحسن ،قول كل اللي انت عايز تقوله.. انا سمعاك
هز راسه موافقا و تحدث  مشجعا نفسه :
-ايوه اقول و من الاول اسمعي و قرري يادره ،انتي  ماتعرفيش حاجه عني يمكن لما تعرفي تغيري رأيك و تقولي ليه خليت قلبي
قاطعته دره و ردت بثقه:
-قول ياحسن و ليا حريه الاختيار ،مع اني اللي فات مش فارق معايا بس لو الكلام هايريحك قول
طبط علي يديها بحنو و قال منتويآ سرد ثقل صدره لها لاول مره :
-اسمعي ياستي
............
-ازاي ياحيوان ما تقوليش انا مش قايلالك كل حاجه تقولهالي
-طيب اي مستشفي، اه اه  و هو جراله حاجه؟
والله يعني هي ف نفس المستشفى ،اقفل يالا
اغلقت الهاتف بضبيق و ارتدت ملابسها مسرعه في عجاله،
خرجت من غرفتها بضيق حتي وقفت أمامه تضع اشيائها في حقيبتها بسرعه.
نظر لها طارق  من اعلاها لاسفلها و انحني علي منضده بها صف من البودره اشتمها و رفع رأسه للاعلي بانتشاء
هتفت هيام بضيق وهي ترمي له نظرة محتقره :
-انا خارجه ياطارق
اشار بلا اهتمام و عاد لفعلته مره اخري، بينما تمتمت هي بالفاظ بذيئه و اتجهت للباب و اغلقته من خلفها بعنف و
خرجت كالاعصار لجهتها المنشوده
...............
انتهي من سرد ماضيه و هي في حاله من الصمت و الوجوم، عم الصمت الغرفه بعد حديث طويل به من سرد ماضي كامل اثر عليه بالماضي و امتد تأثيره للحاضر ، و لكن كل ما يهمه ان لا يطول تأثيره تلك القابعه امامه في صمت تام بعد حديث مستمر منه دون انقطاع ، و كأنه كان منتظر الوقت المناسب لجلسه تجمعهما ليرمي كل ما بجعبته اليها  دفعة واحده، وهي كانت منصته، منصته برييه دون ان تسأل ، فقط مستمعه.
هتف باسمها بتوحس:
-دره
رفعت عيناها لعينيه رأت الندم جاليا علي ملامحه والترقب من ردة فعلها،
تحدث مجددا بترقب متسائلا عن ما يدور بعقلها:
-بتفكري في ايه
ردت دره بهدوء:
-تفتكر هاكون بفكر ف ايه
تلعثم بحديثه وقاال :
-ت تس.. تسبيني مثلا
عقدت حاجبيها بتساؤل و قالت:
-وانت عايز ايه
رفع يديه لوجه بتعب و زفير طويل خرج منه بحيره  و لم يجيب علي سؤالها ،
همت الوقوف و عند اقترابها من الباب هتف يستوقفها بصوت شعرت به ببعض الرجاء،ماتسبنيش ...انا محتاجلك
التفتت اليه ببطئ و شبح ابتسامه علي ثغرها حاولت مداراته...
ماضيه لا يعني لها شئ هي تحبه و انتهي الامر،و لكن ما كانت تحتاجه فعلا هو اعتراف مثل هذا،و اضح و صريح لا يحمل سوي معني واحد و هو انه يريدها بجانبه و هذا مااكانت تحتاج سماعه و وقتها لن يفرقها عنه شيئآ...
.........
جالسا علي مقعد المشفي واضعا يديه خلف رأسه فا ليوم كان مشحون واحداثه كثيره و رغم هذا لم يستطيع ترك ابن عمه فا ربما حدث شئ او احتاج لشبئ ما...
و لكن اهم و اجمل  ماحدث  اليوم هو تذمر صغيرته و غيرتها عليه الظاهره للبيان ،ابتسم سيف بحب فا بعد اعترافه هو الاخر بغيرته تبدلت من قطه شرسه لقطه وديعه هادئه كاد في لحظه ما يخطفها بين احضانه في عناق يشرح لها به مشاعره دون حديث ، و يزود عليها بكل كلمات الحب و الغزل التي تدور في خلده لها هي فقط تلك القصيره المشاغبه.
فتح عيينه و مالبث و اتسعت مقلتيه هاتفآ :
-هيام يانهار اسود
اقترب منها سيف مستوقفها بحده:
-بتعملي ايه هنا يامدام
عقدت حاجبيها قليلا و مالبث وتذكرته:
-ااااه انت سيف
رد بجمود وحده :
-جايه ليه
اجابته بملل و هي تعدل من حقيبتها الصغيره:
-و انت مالك جايه لحسن
-نعم ياختي جايه لمين ،امش من هنا احسنلك،حسن لو شافك ليلتك مش هاتعدي.
هتف بها سيف بتحفز اتجاها و لقدومها الذي سيفتح باب قد انغلق منذ سنوات
ردت بلا مبالاه و قالت و هي تتحرك لوجهتها:
-مالكش دعوه دي حاجه بينا ما يخصكش بقا
و ابتعدت دون انتظار رده !
......
ضم يديها إليه بشده قائلا بخفوت:
-ماتسبنيش زي ماهو سابني و هو زعلان مني ،مات زعلان مني يادره مالحقتش أصالحه و اقوله اني رجعت و ندمت  و يشوفني زي ما كان يتمنى طول عمره
ابتسمت بحنان و هي تربت علي يده برقه، عكس قوة قبضته علي يدها اسفله:
-مش هاسيبك ياحسن انا ماقدرش ابعد عنك و بعدين انا متأكده انه مرتاح انك بقيت احسن من الاول و رجعت تاني لمكانك،هو اكيد حاسس بيك و بندمك ده، انت اتغيرت ياحسن و هي كانت فتر
قاطع حديقها دخول هيام كا الاعصار و الذي فتحت الباب بوقاحه دون حتي عناء الطرق...
وقفت  هيام لثواني تستوعب مايحدث بين حسن وتلك الدره،  ثم تداركت غضبها و
هتفت بلهفه:
-حسن  حسن انت كويس ،خوفت عليك جدا
وقفت دره و و ضعت يديها في احدي خصرها ،و حسن مشدوها من وجودها المفاجئ و الغير متوقع  و الغير مرحب به بالمره،و نظراته بينها و بين دره الواقفه وقد تبدلت ملامحها.
اقتربت هيام و وضعت يديها علي صدر حسن بجراءه قائله:
-انت كويس ياحبيبي
بعد يداها عنه بنفور و قال فظاظه وحده:
-ايه اللي جابك هنا انا مش قولت مش عايز اشوف وشك
نظرت لدره بغضب وعين دره مليئه بالغيره و الشماتة، رددت في محاوله بائسة منها مره اخري:
-ماقدرتش يا حسن كنت لازم اطمن عليك
ردت دره هذه المره باستهزاء:
-لا اطمني هو كويس طول ماانتي بعيد عنه
التفتت هيام  اليها و شملتها بنظراتها من اعلي لاسفل قائله بغيظ :
-انتي مين عشان تتدخلي بينا يابتاعه انتي
صرخ بها حسن بصوت جمهوري:
-هيااام
انتفضنت علي أثرها هيام و قد شحب وجهها،بينما اقتربت دره من حسن بدلال و مسكت يداه بتملك:
-اهدي ياحسن
و التفت برأسها الي هيام قائله بتحذير:
اما انتي فا انا اللي بسالك أزاي تحطي ايدك علي حاجه مش ملكك
رددت هيام ببهوت قائله:
-مش ملكي!!
اقتربت دره من حسن اكثر بدلال استغرب منه حسن و ابتلع ريقه بصعوبه و هي تنظر اليه بدلال اهلكه و لم يراه منها من قبل
و تابعت دره بتآني لحروفها..
-ايوه مابقاش بتاعك،بقي ملكي انا ،صح ياحسن
جاب بعينبه علي تفاصيلها و كلماتها الجريئه علي اذنيه هو أيضا،مسك كفها و
طبع قبله بداخلها كالمغيب من دلالها و تصريحها بملكيتها فيه للعلن و قال بهمس لها  مؤكدآ :
-صح يا عيون حسن .
يتبع

دُرة القاضي / سارة حسن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن