الخاتمة

862 38 28
                                    

وقفتُ وسط الساحة التي شهدت الكثير من معارك الفرسان الشجعان، جثث الأخطاء اللغوية ملقاة هنا وهناك، رأيتُ الكثير من الفرسان الواعدين، ولمحت في أعينهم حماسًا ورغبة في حماية أميرتنا الأولى، لغتنا العربية، ذات الضاد الفاتنة، تلك كانت ساحة كتاب «بصيرة لغوي»!

في هذه الساحة، حمل الكثيرون سيوفهم ودروعهم أول مرة، وحاربوا ببسالة في سبيل الرفع من شأن اللغة العربية، والحرص على حماية قواعدها ومفرداتها البليغة من الضياع مع مرور الزمن، أميرتنا الأولى شاكرة لكم، وفرسانها ممتنون ليد العون التي قدمتموها لهم ولمشاركتكم الفعّالة ولفخركم بكونكم من متحدثيها.

لكن للأسف، فقد انتهى زمن معارك «بصيرة لغوي»، لكن الحرب ضد الأخطاء اللغوية وأعداء اللغة لم ولن تنتهي حتى نسطر نصر العربية في كتب التاريخ، ونتركها لغة خالدة على مر الزمان.
لكن قبل أن نودعكم ونعلن الختام، دعوني أحكي لكم قصة.

في يوم من الأيام، كان أحد مستخدمي الواتباد يتنقل بين الكتب هنا وهناك، وأثناء تنقله وقع كتاب «بصيرة لغوي» بين يديه، شجعه أحد فصول الكتاب على تقديم استمارة الانضمام للفرسان، واليوم يقف هذا المستخدم بيننا، كفارس مغوار يشهر سيفه في وجه الأخطاء ببسالة.

لقد كان هذا المستخدم قارئًا عابرًا مثلك، لكنه انضم لنا بفضل أحد فصول هذا الكتاب؛ لذا فقد تقرر منح الفصل الأخير طابع الفصل -الذي تسبَّب في انضمام ذلك الفارس لنا- ذاته، وذلك بنشر نقد لأحد الفرسان، آملين أن قرّاء ذلك النقد سيصبحون فرسانًا يقفون معنا في أرض المعركة ذاتها، نحمي ظهورهم ويحمون ظهورنا.

أترككم الآن مع النقد اللغوي لقصة «احتضار براءة» شاكرة الأميرة العزيزة الكاتبة @Fluor_flower لسماحها لنا بنشر النقد.

مرحبًا بك، أرجو أنك بخير❤️

بدايةً، نشكر لك ثقتك بالفريق ونهنئك على مبادرتك بطلب نقد لغوي لعملك الأدبي.
من يرغب في التغيير حقًا، عليه أن يتحلى بإرادة قوية وشجاعة صلبة؛ فيتقبل أخطاءه برحابة صدر ويعمل على تخطيها وتجاوزها، ولا يُحبط إن كانت أخطاؤه كثيرة، فلا أحد يولد متعلمًا، شيئًا فشيئًا ستقل عثراتك وتكملين مسيرتك الكتابية بسلاسة وكفاءة.
اطلعنا على قصتك «احتضار براءة» وسنقدم لك هذا النقد اللغوي الذي نرجو أن يساعدك ولو قليلًا على التنبه إلى أخطائك وتجاوزها مستقبلًا.

نبدأ أولًا بالعنوان الذي يعد واجهة كل عمل أدبي والمرآة التي تعكس مدى براعة الكاتب ورُقيّ ما يقدمه، إلا أن بعض الكُتَّاب لا يوفقون في اختيار عناوينهم ولا ينتقون ما يتناسب مع مضمون كتبهم، والبعض الآخر، ينتقي عناوين تلفت القراء وتثير فضولهم؛ فتشدّهم لقراءة الكتاب، وأنت عزيزتنا كنت من الفئة الثانية؛ فالعنوان الذي اخترته يتناسب ضمنيًا ومحتوى القصة التي كتبتها، كما أنه لافت وكلماته بسيطة ومنتقاة بعناية، لكن عزيزتي، ما الفكرة التي سيأخذها القارئ إن وجد خطأ إملائيًا في العنوان؟ ألن يعطيه ذلك انطباعًا سيئًا عن لغة القصة ويجعله ينفر منها؟ حصل لديك لبس بين همزتي الوصل والقطع، فكتبت «إحتضار» والصحيح «احتضار»؛ وذلك لأن احتضار هي مصدر فعل خماسي (احتضر) والذي يكتب بهمزة وصل دائمًا في أوله.

بصيرة لغويّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن