بارت 《9》

170 11 0
                                    

مثلما اخبرتكم في المرة السابقة نحن لم ننس باجي نادرة قط لكن المطر نزل ذات مرة و مسحها من على الجدران الذي رسمتها عليه هي و عمو شوكت يجلسان على اريكة و فوقهما عصفور عندما مررت هذا الجدار بكيت كثيرا بكيت لانني رأيت عمو شوكت يجلس لوحده بينما يرفرف فوق راسه جناح عصفور مسجون بالطباشر على الحائط لم أتألم من اجل باجي نفسها تالمت من شيء اخر ربما هو الوحدة.
بغد ان اختفت من حياته لم ينسها او انه ربما لم يحاول ذلك او حتى لم يفكر فيه لكنه تعلم أن يعيش وحيدا و هو لا يهتم كثير لانه يعيش وحيدا لانه تعود على ذلك
_انه يخاف ان يموت وحيدا

تقول امي و هي تتحدث عنه امام ابي ثم تواصل
من الصعبان يموت الانسان وحيدا و غربيا
سكت ابي وراح يفكر في نفسه دون رغبة في مواصلة الحديث معها لان امي دائما تجعل الامور اكثر تعقيدا و كل شيء لديها مرتبط بالموت

انا لم افهم ذلك صدقوني لا افهم لماذامن الصعب ان يموت الانسان وحيدا بل على العكس انا ارى من الصعب ان يعيش الانسان وحيدا لانه عندما يموت لا يحتاج الى اصدقاء .

في كل يوم جمعة يستيقظعمو شوكت من النوم متاخرا احيانا
يستيقظ في الساعة التاسعة صباحا و احيانا اخرى يستيقظ في الحادية عشرة صباحا فمنذ ان مسحت الامطار صورة زوجته التي رسمتها على الجدار صار وحيدا و بعد دقائق يعود و يغلقه و هو وحيد هو لا يحب ان يشاهد البرامج التي كانت تحبها باجي لقد تغيرت حياته منذ رحيلها حتى صورتهما المعلقة على حائط الصالة و هما تحت شلالة (گلي علي بيك )
لم يعد ينظر اليها حين نظفها من الغبار و في اخر مرة نظر فيها االى هذه الصورة وجد نفسه وحيدا .


لوحده صار يجلس على حافه سلم بيته يلمع احذيته ثم يقوم ليجمع ملابسه من حبل الغسيل و يكويها يرتبها في الخرانة بعد ان يختار ملابس الدوام لليوم التالي بين الملابس شال وردي يخص باجي نادرة وجده في الغسالة بعد مغادرتها في كل مرة يغسل فيها ملابسه يضع معها هذا الشال ينشره معها على الحبل الغسيل ثم يكويه و يقوم بترتيبه بعناية و يعيده الى الغسالة بعد ان يفعل ذلك كله يخرج يتفقد حديقته الخلفية يضع الطعام للبلبل و طائري القبچ انتبه في الايام الاخيرة الى ان البلبل اصبح قليل الغناء وان طائري القبچ اصبحا نحيلين صار يتحدث اليها و هو يطعمها ثم يتجاهلها و في قلبه غصة لا يمكنه ان يفعله مع هذا الطيور و هو يعرف في قرارة نفسه انها تشتاق الى باجي نادرة .

يترك الطعام الغذاء على النار و يخرج الى الشارع ليتفقد واحد من بيوت الجيران التى هاجر اهلها فهو منذ ان غادرها منح نفسه مسؤولية الحفاظ على هذا البيوت من دون ان يشعر بالتعب .
كان يدخل الى هذه البيوت و يتنفس هواء السنوات التي عاشها مع الجيران الذين احبهم و أصبحوا عائلته الكبيرة ان بيوت الجيران هي مستودع ذكرياتهم فعندم يهتم بها فهو يريد أن يقول لكل فرد عاش بين جدرانها
انا احبك و مشتاق اليك و هو يشتاق الى الكبار و الصغار بالدرجة نفسها .

ساعة بغداد/ Baghdad clock حيث تعيش القصص. اكتشف الآن