جنون العشق

المجهول (2)

بعد مرور الساعات استقرت الطائرة على ارض المطار في لندن ونزلت كل من الفتاتين مع المجموعة على الارض وبدأن بالصراخ ثم سجدن الى الله ركعة شكر لانهن استطعن تحقيق حلمهن والسفر الى بريطانيا دون احد .. بعد ان ختمن الجوازات وخرجن من المطار وهن يشعرن بالسعادة المفرطة ولم ينتبهن بان هناك من يتبعهن على طول الطريق منذ خروجهما من المنزل حتى الوصول الى الفندق

الرجل : سيدي .. لقد وصلت الفتاتين الى الفندق

السيد : في اي فندق هما ؟؟

الرجل : انه الفندق التابع لك سيدي فندق *المخمل الاحمر*

السيد : حسنا .. راقبهن جيدا واحذر من ان يختفيا من امامك

بعد ان اغلق السيد الهاتف حيث يجلس بكل هيبته على كرسيه الذي يتوسط غرفة كبيرة تحتوي على العديد من الصور والاغراض وزجاجات العطور ويفكر بهذه الفتاة التي سرقت لبه منذ ان راها مصادفة أثناء زيارته في رام الله منذ سنتين .. يقف بطوله الفارع وينزع سترته ويضعها على الكرسي ويتجه الى أحد زجاجات العطور ويرش منها في الجو ويشتمه بكل نشوة وشغف وهو مغمض العينين يتذكر احداث ذلك اليوم ....

كانت تسير وتضحك بكل جوارحها أثناء سيرها في الشارع وتتحدث الى صديقتها ودون ان تنتبه اصدمت بذلك الشاب الذي سحرته ببنيتيها وقطعت هذا التواصل وهي تنزل للارض وتجمع كتبها مرددة كلامات الاعتذار

فلك : *بحرج* اسفة .. اسفة جد ما انتبهت ... اما هو فكان بعالم اخر حيث كان صوتها كسنفونية عذبة تعزف على اوتار قلبه وعقله

السيد : أنا اسف

فلك : اااحي اجنبي ... لا انا حقا اسفة فانا لم انتبه لك انا حقا اسفة

السيد : لا لا داعي للاعتذار

فلك : انا اعتذر ولكن يجب ان اذهب لقد تأخرت ...

تذهب فلك وهو فقط ينظر في اعقابها ... يعطي اشارة لاحد من رجاله الذين لا يفارقوه اينما ذهب بان يتبعها ... ومنذ ذلك اليوم وبالرغم من كونه في مكان بعيد عنها الا انه وضع من يراقبها ويخبره بكل احداث يومها وغيره من صورها التي تلتقط لها دون ان تنتبه واغراضها التي تفقدها ولكنها تكون في الطريق له ويضعها في غرفة هوسه وعشقه الذي ينبض بين اضلاع صدره ...

يعيد زجاجة العطر مكانها بعد ان زفر بالم يعبر عن ما يجوب خاطره ويحمل معه سترته ويخرج من هذه الغرفة في قصره الكبير قاصد غرفته التي يسوده اللون الاسود من ستائر و السرير و شراشفه يدخل الى حمامه المرفق مع غرفته ليستحم .. يخرج من الحمام ويبدل ملابسه بحلة سوداء ويسرح شعره بطريقة تعطيه فيها المزيد من الهيبة ويضع من عطره المميز الذي صنع خصيصا له ويقف لينظر في المرأة لنفسه بنظرة الرضا عن مظهره ... ويهم بالذهاب الى مواجهته الحاسمة