أنزلت زجاج السيارة وقالت بخجل
- يبدو أن بطاريتها فرغت
ابتسم تلك الابتسامة التي دغدغت قلبها
- هل يعني هذا أنك تريدين مساعدتي؟
أومأت مجيبة
فتح الباب لها كي تترجل. الا أنه لم يتنحى جانبا فتقابلا وجها لوجه. شعرت بضآلتها أمامه هي تعرف بأنها ليست طويلة لكن لم تتوقع أنها لهذه الدرجة. الآن فهمت لما سعاد تنعتها بالقصيرة.
قال لها وهو ينظر الى عينيها مباشرة
- هل صعب عليك طلب المساعدة من البداية
تنحت عنه جانبا فهو قريب جدا منها. قالت تبعد توترها
- ألم أفعل ؟
رد وهو يتفحص السيارة
- بعد أن يأستِ
حاول عدة مرات أن يدير المحرك لكن دون جدوى
- يبدو أن هناك عطل ما أو أنها تحتاج بطارية جديدة
عبست وهي تنظر الى الساعة في شاشة هاتفها
- لقد تأخر الوقت كثيرا.
- دعيني أوصلك في طريقي
عرض عليها قائلا وهو يغلق السيارة ثم يضيف
- سنتدبر أمرها غدا
شكرته قائلة وهي تتصل برقم ما
- شكرا لك لا أريد أزعاجك سأطلب سيارة أجرة.
ومن دون أي مقدمات مد يده يسحب الهاتف من يدها
- كيف تأخذين تاكسي وأنا هنا ؟ سأوصلك في طريقي
لكن ملاك احتجت
- أرجوك سيد غيث هذا لا يصح
عقد حاجبيه
- لا يصح ؟ ما الذي تقصدينة
و بصراحتها المعتادة
- كيف سيكون شكلي وأنت تصحبني الى المنزل في مثل هذا الوقت.
عبس وجهه
- ما الذي تقولينه
اعتذرت منه بندم على ماقالته
- لا أقصد الاساءة لكن المجتمع لا يرحم
كتف ذراعيه على صدره ليقول وهو يرفع احدى حاجبيه
- و كيف سيكون شكلك وأنت تستقلين التاكسي
قالت وهي تتحرك من مكانها متجهة نحو الطريق
- مهمة التاكسي معروفة لدى الجميع
اتصلت وطلبت سيارة أجرة وأخذت تنتظر.
قال بعد أن عم صمت لبرهة بينهما
- هل أنت حذرة هكذا دائما
أجابت باقتضاب
- الحذر واجب
ثم التفتت اليه وهي تقول تنتبه بأنه لا زال يقف ينتظر معها
- شكرا لك تستطيع الذهاب لمشوارك لقد عطلتك
هز رأسه نافيا وهو لا زال يقف قربها
- لا بأس سأنتظر معك
عم الصمت بينهما كلن سرح في تفكيرة لكن الأكيد أنهما يفكران في بعضهما البعض.
ملاك تستغرب انفتاحها مع غيث هي عادة لا تكون هكذا مع الغرباء وخصوصا الرجال. لكنها مع غيث تتصرف بتلقائية. حتى الحذر الذي كانت تتخذه كحصن لها لا تشعر بنفسها وهي تتخلا عنه تدريجيا معه.
غيث يشعر بالانجذاب نحوها منذ أن وقعت عيناه عليها تقف محتجة على طردها في دار المسنين. شيء ما يشده إليها. حتى الآن لا يعرف ما هو هذا الانجذاب لكن كل ما يعرفه أن هذه الفتاة قد ألقت تعويذتها عليه.
وصل التاكسي، ملاك شعرت بالاحباط فهي رغم الصمت الذي كان بينهما الا أنها كانت تستمتع بالوقوف قربه كما أن اهتمامه بها والبقاء قربها رغم مشاويره أثر بها. لكن سرعان ما وبخت نفسها على هذا التفكير. عليها أن ترجع الى صوابها ماتفكر به الا تفاهات.
شكرته واعتذرت منه على تأخيره لتصعد سيارة الأجرة إلا أنها تفاجأت به يصعد معها.
رفع حاجبيه مستفهما على اندهاشها
- ماذا ؟ هل كنتي تتوقعين مني تركك تذهبين وحدك في وقت كهذا.
عظت على شفتيها وهي تشير بعينيها الى سائق التاكسي لتقول بعدها معترضة
- ليس وكأني لا أستقل سيارة أجرة وحدي غالبا.
كتف ذراعيه متجاهلا كلامها
- أين عنوانك؟
بدلا بأن تغضب منه انتابتها ضحكة على تصرفه
نظر اليها متفاجئ فهذه أول مرة يسمعها تضحك ليبتسم هو الآخر.
بعد أن هدأت قالت
- أتعلم أشعر بأني لم أضحك منذ زمن
نظر اليها بعمق
- على الأقل صرنا نعرف أن كلانا لا يضحك كثيرا
أنت تقرأ
رواية "ملاك " .......... مكتملة
Romanceهذه الرواية مكتملة مشهد تشويقي نظرت اليه مصدومة من عرضه، كيف يتجرأ ويطلب منها طلبا كهذا. قالت بنبرة حادة وهي تشد على قبضتيها في محاولة للسيطرة على أعصابها " يا سيد يبدو أنك تخلط الأمور " قالت موضحة وهي تشير الى نفسها ولزيها الذي ترتديه" أنا ممرضة و...