" غيث جدتك...."
قاطعها غيث و هي تحدثه قلقة على الهاتف
" ملاك كم مرة سأقول لك بأني اخبرتها شرحت لها كل شيء لا تقلقي "
اطرقت بصرها في حجرها تراقب اصابعها تعبث بقلق بالفراش
" أخشا ان يصيبها مكروه ان لم تكن راضية "
قال بمكر يحاول ان يبعد عنها قلقها
" لا تجعليني أتي اليك في مثل هذا الوقت و اقنعك بأنه لن يحدث لها مكروه "
ضحكت ملاك قائلة
" أعلم بأنك تستطيع فعلها لكن ارجوك لا تفضحني فالساعة تقارب الواحدة صباحا "بعد ان اغلقت الخط حاولت ان تنام لكن لم تستطع. لأن الشعور الذي تحس به غريبا عنها، شعور بالسعادة و الحماس ممزوج بالتوتر و الخوف. كل ما تعلمه هو بانها تحب غيث و بأنهما اخيرا سيكونان معا. انها لا تكاد تصدق ذلك. هل حقا ستستقر في حياتها و مع الشخص الذي تحب؟ عندما تعود بالزمن الى الوراء كان كل همها هو السعي للعيش فقط و تأمين حياة لاخوتها.
تنهدت بعمق مفكرة كيف ظهر غيث في حياتها ليقلبها راسا على عقب.
بما انها نامت متاخرة جدا لم تستيقظ الا على طرقات سعاد توقظها على عجل
" استيقظي يا ملاك بسرعة هيا استيقظي "
قفزت ملاك من على سريرها مجفلة لتتجه مسرعة نحو الباب و تفتحه
" ماذا هناك يا سعاد "
ماكان على الاخيرة الا ان تسحبها و تاخذها مسرعة نحو الصالة حيث الأكياس و صناديق الهدايا تملأ المكان.
وقفت ملاك مذهولة
" من أحضر هذا كله؟ "
ناولتها سعاد باقة من الجوري الأحمر ضخمة الحجم تتوسطها بطاقة كتب عليها
" الى زوجتي الجميلة مع حبي (غيث)"
رسمت ملاك ابتسامة حالمة و هي تقرأ المكتوب.
" لم أتوقع ان يكون غيث رومنسي لهذه الدرجة "
قالت سعاد ذلك و هي تجول ببصرها في الأرجاء
" و لا انا"
ردت ملاك بهمس و هي تقرب انفها من الورود و تشمها.
شهقت سعاد حين فتحت الصندوق الأكبر من بين الصناديق و هي تسحب ما بداخله و تنظر اليه باعجاب.
كان فستان زفاف ابيض فيه من الفخامة و البساطة ما يجعلانه تحفة فنية.
تأوهت ملاك و عيناها تبرقان متاثرة بمبادرة غيث.
قالت سعاد متحمسة
" هيا الآن يجب أن نجهزك كي تصبحي اجمل عروس "في الحقيقة لم يكن هناك ذلك العرس الضخم كعرس غيث السابق، بل حفلة بسيطة لا تجمع الكثير من الناس في باحة القصر. ملاك دعت زميلاتها الممراضات و بالطبع زوجة عمها التي لم تفوت فرصة الحضور وانتهاز الفرصة لتوطيد العلاقة مع ملاك مجددا تعزيزا لمصالحها. و أيضا كانت هناك والدة زوج سعاد. كما كان هناك بعض المدعوين من الرجال في قسمهم الخاص.
أخذت ملاك نفسا عميقا و هي تستعد للدخول على انغام المسيقى التي اختارتها سعاد لها. تنظر الى باقة الازهار التي تتشبث بها تحاول منع يديها من الارتجاف حين جائها صوت محبب من خلفها.
" ملاك !"
التفت مجفلة لتهتف حين رأت الوجه الطفولي الضاحك
" مازن!"
هوت اليه تعانقه
" كيف حئت الى هنا ؟"
قال و هو يبعدها
" اختي لا تبكي ستفسد زينتك "
حاولت تجفيق دموعها من دون ان تفسد مساحيق التجميل.
" ما الذي أحضرك "
اجابها بسعادة
" لقد حصل لي غيث على اذن كي أحضر عرسك " ثم هتف يعانقها
" يا الاهي انا سعيد جدا لانك ستتزوجين غيث، انه انسان رائع "
ثم قال و كأنه تذكر شيء ما
" علي أن اصحبك الى الداخل يا ملاك و ازفك الى غيث "
تأملت ملاك مازن الذي كان بابها حله لتقول و هي عاقدة حاجبية
" يبدو انكم اتفقتم على كل شيء "
امسك الصغير بكف اخته مستعدا للدخول
" هذه مفاجأة غيث لك "
ابتسمت ملاك بحب فهي كلما سمعت اسمه تشعر بقلبها يرقص بين ضلوعها.
ما ان همت بالدخول حتى سمعت صراخ من حولها تلفتت بذعر فاذا بالحضور تجمعو في مكانن واحد حول شخص ما.
" اطلبو الاسعاف ؟"
سمعت احداهن تقول و الاخرى تصرخ تبعد النساء قائلة
" ابتعدو دعوني ارى فانا ممرضة "
و اخيرا سمعت صراخه و هو يدفع الجميع
" جدتي !!"
انتصبت ملاك واقفة بذعر غير قادرة على الحراك.
أنت تقرأ
رواية "ملاك " .......... مكتملة
Roman d'amourهذه الرواية مكتملة مشهد تشويقي نظرت اليه مصدومة من عرضه، كيف يتجرأ ويطلب منها طلبا كهذا. قالت بنبرة حادة وهي تشد على قبضتيها في محاولة للسيطرة على أعصابها " يا سيد يبدو أنك تخلط الأمور " قالت موضحة وهي تشير الى نفسها ولزيها الذي ترتديه" أنا ممرضة و...