بتردد ألقت نظرة من خلال الباب المفتوح لغرفة المستشفى التي تبقا فيها ملاك ابنة غيث. تنهدت بارتياح لأنها رأت المربية برفقة الصغيرة تغير لها ملابسها.
القت التحية و تقدمت لترى الصغيرة التي كانت بصحة جيدة، حتى أنها بادلتها الابتسام و تقبلت أن تحملها و تداعبها.
فكرت ملاك و هي تتأمل جمالها الملائكي و تمسد شعرها الأسود الداكن.
" تشبهين والدك كثيرا "
اضافت و هي تداعب انفها
" لكن لا تكوني مغرورة مثله "" حتما ستكون مغرورة بما انها ابنة والدها "
قفزت ملاك مجفلة ليصطبغ خداها باللون الزهري. كان يقف بطلته البهية مستندا على ايطار الباب حاملا بعض الاوراق في يده.
ابتسم تلك الابتسامة الساخرة التي تجعل قلبها يقفز بين ضلوعها.
" آسف ان كنت أخفتك "
" سيدي كل شيء جاهز "
كانت هذه المربية تخبره باستعدادها للخروج.
قالت ملاك و هي تشتت نظرها بعيدا
" هل ستغادرون؟ "
تقدم منها غيث ليلتقط الصغيرة التي كانت تمد يديها نحوة
" أجل الدكتور أذن لنا بالخروج على ان نعود في وقت آخر للمراجعه"
حمل صغيرته لكنه ضل يقف قربها. مما جعلها تتنفس عطره الذي يرسل لها احاسيس دافئة. تراجعت الى الوراء قائلة بابتسامة
" هذا جيد، الحمدلله على سلامتها "
ثم استدارت مغادرة و هي تشعر رغما عنها بالأسف لأنها لا تعلم متى ستراه مرة أخرى.
التفت نحوهم قبل أن تخرج
" هل تحتاجون الى شيء قبل أن اعود الى عملي ؟"
صمت غيث للحظات و كأنه يفكر بما سيقوله الا انه قال
" شكرا جزيلا لك "
لا تعلم لم شعرت بخيبة. و كأنها توقته بأن يقول شيئا آخر.
" اذا الى اللقاء "
" صباح الخير"
دخول الدكتور بسام المفاجئ استوقفها
" لم أكن أعلم أن ابنة السيد غيث عندنا في المستشفى"
اضاف
" الحمدلله عالسلامة "
رد غيث المجاملة بمثلها
" شكرا لك "
تبادلا التحيات الباردة و الرسمية و ملاك تقف ببلاهة بينهما تنقل بصرها من شخص الى الآخر.
فجأة التفت الدكتور بسام الى ملاك قائلا
" ملاك تمت الموافقة الى اجازتك ثم غمز لها قائلا لقد سعيت جاهدا لأجلها "
ارتبكت ملاك كثيرا و توترت و كأنها تريد ان تبقي أمر إجازتها التي طلبتها لتستعد للزواج سرا عن غيث.
لقد اتصل جاسم بها ليلة البارحة متحمسا يخبرها بأنه سيكمل علاجه في الدولة بعد الزواج و انه سيتزوج نهاية هذا الشهر. لم تجد مانعا للرفض او للتأجيل.
تعلقت عيناها بغيث الذي بدا متوترا من وجود الدكتور بسام و من علاقته الودية بملاك.
قال الدكتور بسام موضحا سبب الاجازة لغيث.
" اظن بأنه عليك أن تهنأ ملاك فهي قريبا ستتزوج "
حدقت ملاك مصدومة بالدكتور. بينما غيث وقف متصلبا للحظات ليناول ابنته للمربية قائلا بعدها.
" مبارك لك آنسة ملاك "
ثم التقط اوراقه و كيس الدواء قائلا
" عن اذنكما تأخرت كثيرا يجب أن أخرج "
ثم سار عابرا الباب من أمامها و المربية تلحق به.
نظر الدكتور بسام بمكر الى ملاك مستفهما
" مابك ؟"
قالت بعدم رضا
" لقد أحرجتني ما الداعي لأن تخبره بأني سأتزوج ما شأنه هو "
هز كتفيه بلا مبالاه
" و الله هذا مالم يبدو لي منذ قليل "
عقدت ملاك حاجبيها بغضب و هي تفهم مايلمح له لتنصرف حانقة عليه.
مشت عابرة الممرات متجاهلة كل من مر عليها. انها غاضبة جدا. لم كان على الدكتور بسام ان يضعها في مثل هذا الموقف و ما الذي يلمح له.
واضح على غيث أنه انزعج بل ربما كان غاضبا أكثر منها. لكن هي لم تغضب؟؟؟ و لم يغضب هو ؟؟
توقفت عند مكتب الممرضات تلتقط انفاسها.
هل لا يزال يحبها ؟ دار هذا السؤال في بالها. ان غضب من هذا الخبر يعني بأنه لا يزال يحبها؟
نهرت نفسها، لم هي متأملة هكذا؟ امر غيث انتها بالنسبة لها و عليها ان تكون مخلصة لجاسم الذي يحبها و يرسم آماله عليها.
ان كانت تبقي علاقتها رسمية مع غيث فهذا عرفان بالجميل الذي قام به سابقا لأجلهم.
أنت تقرأ
رواية "ملاك " .......... مكتملة
Romanceهذه الرواية مكتملة مشهد تشويقي نظرت اليه مصدومة من عرضه، كيف يتجرأ ويطلب منها طلبا كهذا. قالت بنبرة حادة وهي تشد على قبضتيها في محاولة للسيطرة على أعصابها " يا سيد يبدو أنك تخلط الأمور " قالت موضحة وهي تشير الى نفسها ولزيها الذي ترتديه" أنا ممرضة و...