سحبت يدها ووضمتها الى صدرها. نظر اليها متسائلا
- لم تتهربين مني ملاك
أشاحت ببصرها عنه محرجة وهي تقول
- لم سأتهرب منك ؟
اقترب أكثر منها وهو يقول بصوت هادئ أكثر
- لا أعلم، هل فعلت شيء خاطئا
قالت وهي تنظر الى ساعتها مجددا
- لم تفعل شيئا وأنا لا أتهرب منك
وضع كفيه في جيبي بنطاله كعادته ليقول وهو ينظر اليها بنظرة ذات مغزا
- اذا لما لا تنظرين الي مباشرة ؟
طارت عيناها الى عينيه لا اراديا لتصطبغ وجنتيها باللون الأحمر. كانت تعرف نفسها بأنها ستنكشف أمامه.
قال بصوت أقرب للهمس
- هل تخجلين مني يا ملاك
تسارعت دقات قلبها و أحست بالسخونة تعلو جسدها بالكاد تستطيع بلع ريقها. حاولت أن تفكر بشيء تقوله
- لقد تركتك بشكل غير لائق ليلة البارحة
أضافت
- آسفة على ذلك
أطلق ضحكته التي تجعلهت تنصهر
- الهاذا تهربين مني أشك في ذلك
أردف
- لكن نعم لم يكن لائقا
قال بمكر
- عليك أن تعوضيني
تسائلت باستغراب
- وكيف ذلك ؟
أشار على جلسة معدة في الحديقة
- دعينا نشرب القهوة سويا هناك
حاولت أن تجد عذرا
- القهوة ستأرقني
سبقها ليسحب له كىسيا ويجلس
- لدينا قهوة خالية من الكافيين
عبست منزعجة لنفسها لما لا تستطيع رفض طلبه. تلفتت حولها لا اراديا فبقاؤهما سويا في مثل هذا الوقت يثير الريبة.
ثم فكرت قد يكون معتاد على مثل ذلك فهم على مايبدو عائلة منفتحة.
- ألن تأتي ؟
سارت نحوه لتجلس قبالة لكن دون أن تنظر اليه
- ملاك
نادها بصوت اجش
لبا قلبها قبل صوتها
- نعم
لتلتقي عيناهما ويغرق كل منهما في بحر الآخر.
أخيرا تكلم غيث
- أريد مساعدتك
تساءلت ملاك مستغربة
- فيم ؟
ابتسم ليقول بحماس
- أريد أن أقيم حفلة لجدتي بمناسبة يوم ميلادها
قالت ملاك مرتابة
- لا أدري، هل أنتم معتاظون على ذلك ؟
قال غيث يشرح لها
- آخر عيد ميلاد كان احتفلنا به كان في عقدها الخمسين فهي ترفض ذلك يومها غضبت كثيرا.
- اذا كيف ستقيم حفلة لها
- أفكر بأن أجعلها مميزة وأدعو اصدقائها من دار المسنين ان أمكن ذلك ستفرح كثيرا سيكون بمثابة تغيير لروتين لها.
تحمست ملاك للفكرة
- سيفرح الجميع كثيرا لكن لا أدري ان كان يمكن ذلك.
- لهذا أريد مساعدتك
- حسنا سأحاول ذلك
قال ممتنا لها
- شكرا لك
وصلت الخادمة لتضع فناجين القهوة وهي لم ترفع عيناها عن ملاك كانت نظراتها مريبة. ما ان رحلت الخادمة حتى قالت ملاك منفعلة وهي تقف
- يجب أن أذهب تأخر الوقت كثيرا
وقف غيث بدوره
- ألن تشربي قهوتك ؟
وبصراحة قالت له وهي غاضبة من نفسها
- غيث لقد وضعتني في موقف محرج الآن ستكثر الأقاويل عنا
تعرف تمانا بأنه يعلم سبب انزعاجها
- ملاك لا تكترثي للأقاويل نحن لم نفعل شيئا
- كيف؟ لقد وضعتني في موقف مريب
لم يعجبه انفعالها
- لا تبالغي لا داعي لكل هذا الانفعال
نظرت اليه بحدة
- لا أبالغ ؟ قد يكون كلام الناس لا يهمك.
أشارت بسبابتها لنفسها وهي تقول
- أما أنا فيهمني، لم أتعب كل هذه السنوات على نفسي وعائلتي كي تشوه سمعتنا. ان كنت لا أكترث لنفسي فلدي أخت المستقبل أمامها. ولو كانت هي في مكاني الآن لوبختها على هذا.
دهش من انفعالها ومن كلامها و تستطيع القول بأنه اقتنع.
رفع يديه مستسلما
- آسف ان كنت أضغط عليك لم أقصد شيئا.
رن هاتفها ليقطع توتر الجو
- مرحبا
صمتت لبرهة تصغي بترقب لتقول بعدها مذعورة
- ما الذي تقولينه ؟ انا آتية حالا
واسرعت تركض نحو سيارتها
- ما الأمر ملاك ؟
سألها غيث مذعورا من ردة فعلها لكنها لم تجبه.
أنت تقرأ
رواية "ملاك " .......... مكتملة
Romanceهذه الرواية مكتملة مشهد تشويقي نظرت اليه مصدومة من عرضه، كيف يتجرأ ويطلب منها طلبا كهذا. قالت بنبرة حادة وهي تشد على قبضتيها في محاولة للسيطرة على أعصابها " يا سيد يبدو أنك تخلط الأمور " قالت موضحة وهي تشير الى نفسها ولزيها الذي ترتديه" أنا ممرضة و...