الجزء التاسع

7K 237 3
                                    

لم تظهر توترها بل ظلت محافظة على اتزانها. اعتذرت من غيث و عادو الى المنزل. طوال الطريق تفكر كيف سيكون لقاائهم بوالدها بعد كل هذه السنوات. و كيف ستكون ردة فعل والدتها و مازن.
أخذت نفسا عميقا و استعدت لكل شيء و كأنها مقبلة على معركة. دخلت بحذر لتجده يجلس أمام التلفاز شارد الذهن و يرمي البذور في كل اتجاه. على الاقل استطاعت أن تعرف بأن هذه العادة لم تتغير فيه مما جعلها تتأهب للقادم.
ما ان انتبه لها و رآها حتى هب و اقفا و اتجه نحوها منقضا عليها يصفعها على وجهها بقوه جعلتها ترتطم بزاوية الباب و تسقط ارضا. ليصرخ مزمجرا
- تسجنين والدك يا عديمة الضمير و التربية. ترمينني هكذا و لا تسألين حتى.
كل هذا و سط ذهول و ذعر الجميع.
سعاد كانت تختبئ خلف باب غرفتها و تنصت برعب. أما مازن و أمه كانا يضمان بعضهما بخوف.
انحنا ليلتقطها ممسكا اياها من ثيابها و يشدها نحوه يهدر في و جهها الذي تسيل عليه الدماء
- طوال سنواتي في السجن و غضبي عليك يكبر يوم بعد يوم. اشتكيتي علي و رميتني في السجن مثل الحيوان و لم يزرني احد منكم و لا مرة.
ثم التفت الى زوجته التي تنظر اليه بعينين خائفتين كالاطفال ليلقي بملاك و يتجه نحوها.
- كله بسببك أنتي. تدمرت حياتي بسببك.
دفعته ملاك بعيدا عن امها و هي تصرخ رغم الداور الذي تشعره به.
- ابتعد عنها لا شأن لك بها.
ركض الجميع يختبئ خلفها. نظرت اليه بتحد و الرؤية غير متضحة أمامها جراء الارتجاج الذي اصاب رأسها
-اياك أن تمد يدك على أحد و الا ...
قطع جملتها
- و الا ماذا ها ؟ تشتكين علي مرة أخرى
قالت مهددة و هي تحاول الثبات أمامه
- و أكثر من ذلك أيضا
انتصب واقفا و هو يحك ذقنه الأشعث متظاهرا بالتفكير
- و هل تعتقدين بأن المؤمن يلدغ من الجحر مرتين
ثم هجم عليها مرة أخرى يمسكها من شعرها و يجرها ليلقي بها خارجا.
وسط الصراخ و الاعتراضات و حتى التوسلات. لكنه لم يأبه
- انتي لا تستحقين العيش في بيتي و اذهبي بلغي عني ان أردتي حتى القي بأمك في مستشفى المجانين و هذا في سجن الأحداث.
مشيرا الى مازن
صدمت ملاك من كلامه أكثر من تصرفه. هل جلس كل هذه المدة في السجن يخطط و يفكر.
أغلق الباب في وجهها.
ظلت واقفة مكانها شاخصة البصر. هل ماحصل حقيقة؟
وضعت يدها على رأسها الذي يؤلمها لتتحسس الدماء التي تسيل منه. نعم حقيقة!
ضغطت بيدها مكان الجرح في محاوله لتخفيف الالم و ايقاف الدم المتدفق.
مشت عدة خطوات نحو المدخل تحاول فتح الباب لكنه قد أحكم اغلاقه.
احست برأسها فارغ لا تستطيع التفكير بأي شيء. حاولت مرة أخرى لكن لا فائدة.
فتشت في جيبها عن هاتفها لكن لم تجده. دارت حول البيت حتى وصلت عند نافذة غرفة سعاد. وضعت اذنها تنصت تتأكد ان كان والدها موجودا ام لا.
نادت سعاد بهمس عدة مرات لكن لم تجب. ادخلت يدها عبر الحاجز الحديدي لتطرق بخفة على زجاج النافذة.
اطلعت سعاد
- ملاك! هل أنت بخير ؟
وضعت ملاك سبابتها فوق انفها
- اش اخفضي صوتك
ثم سألت
- أين هو ؟
أجابتها
- لا أعلم قد يكون في غرفة الجلوس سمعته يطلب طعام من الخادمة.
- أين مازن و أمي
القت سعاد نظرو خلفها
- معي نغلق على انفسنا الباب
ردت ملاك
- حسنا فعلتم
قالت سعاد و كأنها للتو انتبهت لملاك
- ملاك رأسك ينزف
همست لها ملاك
- لا بأس
- ماذا ستفعلين الآن
قالت ملاك في حيرة
- لا أدري يا سعاد
- اخبري الشرطة
-هل تظنين بأنه يهدد عبثا يا سعاد كان واثقا من نفسه لابد و أنه فكر بكل شيء
كانت الخيبة واضحة في صوت ملاك
ناولتها سعاد مناديل و لاصق لمعالجة جرحها
- اذا ماذا ستفعلين انتي بالخارج و نحن بالداخل
سعاد كانت خائفة من هذا الوضع
- لا أدري حاولي أن تأخذي المفاتيح منه كي أستطيع الدخول.
- ملاك سيقتلك ان رآك الا ترين كيف القى بك خارجا دون رحمة انه حاقد عليك
تلفتت ملاك حولها في حيرة من أمرها لتجلس بعدها حائرة من أمرها تسند رأسها على الجدار و اختها تنظر اليها من النافذة لا تعرفان ما تفعلان.

رواية "ملاك " .......... مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن