الجزء العشرون

7.4K 216 10
                                    

اخبرها الدكتور بسام بأنه سيكونون في انتظارها في مقهى المستشفى وحين ذهبت في تردد الى الموعد المحدد لاحظت قبل أن تنضم اليهم انه كان يجلس برفقة امرأة تبدو في العقد الخمسين من عمرها بالغة الأناقة، على مايبدو أنها والدته. بسرعة وقبل أن ينتبهو لها تراجعت و دخلت دورة المياه تلقي على نفسها نظرة في المرآه. كيف ستقابل والدته هكذا بكل هذه الكآبه و جه مرهق و زي الممرضات الشاحب لكن ماذا عساها ان تفعل فهذا عملها و هذه حالها. على الأقل غسلت و جهها بالماء البارد كي يعود تدفق الدم فيه وينتعش.
ترى لم يرغب بأن يعرفها بوالدته؟ لا يمكن ان يكون ما يخطر في بالها؟!

" تماما كما حدثني عنك بسام "
علقت بابتسامة كالتي يمتلكها ابنها. با إلاهي هل هذه العائلة تتغذى على الابتسام؟!
" لا أعلم ان كان جيدا ام سيئا ماقاله عني "
علقت ملاك ممازحة
لمست ذراعها تحثها على الجلوس " لا تقلقي كل الخير، هيا اجلسي "
كان واضحا جدا انها امرأة طيبة روحها مرحة و في قمة الأناقة لم ترى امرأة رفيعة الذوق مثلها. عيناها تبرقان بعاطفة الأمومة و على مايبدو هناك علاقة متينة تربطهما بما أنه حين يتحدث معها كما لو كان يتحدث مع أخته.
" بالمناسبة لديك ذوق رفيع اخبرني بسام انك من ساعده بالاختيار "
وضعت حقيبتها على الطاولة
" هو من اختار اما انا ابديت رأيي فقط "
قالت ملاك ذلك ليذهب عقلها تماما الى ذلك اليوم حين غضب غيث من جلوسها قرب الدكتور بسام و كيف جرها معه الى الشاطئ ليعترف لها بحبه. أغمضت عينيها لصدى صوته المبحوح و هو يتردد في أذنها
" أحبك يا ملاك "
شعرت بيد تغطي كفها
" ما الأمر يا ابنتي ؟"
قالت ملاك محرجة من موقفها
" لا شيء، أظن أنني يجب أن أذهب لمتابعة عملي "
لتقف قائلة بصدق
" لقد سررت كثيرا بالتعرف عليك"
ثم التفتت الى الدكتور بسام
" أظن أنني احسدك كثيرا على هذه الأم الرائعه "
عانقتها أم بسام قائلة
" انتي الرائعة يا عزيزتي "
ابعدتها لتنظر في عينيها قائلة
" دعينا نلتقي مجددا، نحن النساء وحدنا "
أضافت عبارتها الأخيرة و هي تلتفت لابنها.

ملاك أحبت والدة الدكتور بسام كثيرا و خصوصا بعد أن التقت بها أكثر من مرة بعد ذلك اللقاء كما اصبحت علاقتهما اكثر ودية. شعرت بها الصديقة التي لم تحز بها يوما.
مع مرور الوقت احست ملاك بشيء من السكينة في حياتها. طبعا لم لم تنسى غيث و هو لم ينسها بل كان يرسل لها رسائل هاتفية يطمئن على حالهم بينما هي لم ترى انه من المناسب ابدا بان تراسله بل تكتفي باجابة على قدر السؤال. عائلة عمها أصبحت أكثر ألفة. كانو يجتمعون معهم بصفة دائمة على مائدة الطعام. مازن وجد علي قريبا منه و كان يقضي معضم الوقت معه حتى انها اصبحت بالكاد تراه. اما والدتها فقد بدأت تستعيد موهبتها في الطبخ شيئا فشيئا.
مما اسعدها ذلك كثيرا. فبعد ان دخلت في دورات العلاج بعد تلك الحادثة و ملازمتها لزوجة عمها تحسنت حالتها كثيرا و اصبحت اكثر انتباها على نفسها و من حولها.

رواية "ملاك " .......... مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن