الجزء الثامن عشر

7.5K 215 4
                                    

تجلس في زاوية الغرفة متكورة على ذلك السرير الابيض. تضم ركبتيها الى صدرها وتهز جسدها في حركة متكررة دون توقف. شعرها أشعث من حولها و جهها ملطخ بالدموع.
مسحت ملاك دموعها و رسمت على وجهها ابتسامة مصطنعه. القت نظرة على مازن قربها لم يكن بحال أفضل منها فقد كان يبكي بحرقة على منظر أمه التي لم تشعر بوجودهم حتى الآن.
همست له
" امسح دموعك و لتبتسم كي تراك سعيدا "
و بسرعة نفذ طلبها و أخذ يمسح دموعه التي أبت أن تتوقف.
" امي !!"
نادتها ملاك
و بكل هدوء التفتت نحوهم و أخذت تحدق بهم كأنهم غرباء عنها.
" ما الأمر ؟ يبدو انها نسيتنا "
تساءل مازن بارتياب
لكن سرعان ما أجهشت والدتهم بالبكاء و هي تمد ذراعيها إليهم غير قادرة على التحرك نحوهم.
اسرعا أليها يعانقانها كانت تقبلهم بلهفه و تشم رائحتهم بشوق. أمسكت وجه مازن بين كفيها و أخذت تتفحصه و تتحسس جسده. تمسك يديه و تقبلها و تارة تضمه اليها تتنفس رائحته.
" انه بخير يا أمي، كما ترين "
آلمها ان ترا امها قلقة هكذا. هل بقية طوال تلك الفترة تفكر بحاله و ماذا حصل له؟
نظرت ام مازن الى الأكياس التي أحضروها لتقول
" ملاك اريد طعاما "
مسحت ملاك على رأسها
" هل انتي جائعة ؟ لقد أحضرت لك الكثير من الطعام "
اضافت
" دعينا نغير لك ملابسك اولا ثم نتلاول الطعام معا "
تلفتت حولها تبحث عن المسؤولة عليها تستأذنها كي تاخذها و تحممها و ترتب هندامها.
" انها عنيدة جدا ترفض اي شيء نقدمه لها "
قالت الممرضة ذلك و هي تحضر لها عدة الاستحمام فهم يمنعون عنهم الأدوات حتى لا يساء استخدامها من صابون و منظفات حتى فرشاة الأسنان.

بعد أن اهتمت بوالدتها ذهبت للتحدث بشأن بقائها في هذه المصحة و عن علاجها.
قالت الدكتورة
" والدتك تعاني من صدمة نفسية جعلت حالتها تتضاعف لكنها مؤقته و نأمل أن تتجاوزها سريعا"
أطرقت ملاك راسها فهي لا تعرف ما تقول
" دكتورة ولدتي فقدت عقلها متذ فترة تعتبر طويلة هي حتى بالكاد تقوم بمتطلباتها اليومية لا اعرف كيف قامت بردة الفعل تلك "
وضعت الدكتورة ملفا على المكتب و هي تقول
" كل التقارير تشير الى ذلك. الانهيارات العصبية التي تعرضت لها و حتى الضرب الذي تعرضت له كل ذلك كان السبب. الا أنها لم تفقد مشاعرها و أحاسيسها يا آنسة هي تحبكم و ترغب بحمايتكم "
شعرت ملاك بغصة في حلقها و هي تقول
" لطالما كانت تفعل ذلك حين كان والدي يهم بضربنا كانت هي من تتلقى التعذيب بدلا منا "
شدت قبضتيها تتمالك نفسها
" متى نستطيع اخراجها من هنا "
قالت الدكتورة بأسف
" الأمور معقدة قليلا فالأمر لا يعتمد علينا فحسب فهناك قضية لازالات مفتوحة قد يخبرك المحامي بالتفاصيل فانا لا علم لي بها كل الذي علينا هو جعلها تتحسن "
اضافت
" لقد تحدثنا مطولا مع السيد غيث بهذا الخصوص و هو يتابع البضية عن كثب مع محاميه، قد يفيدك لو يشرح لك الأمر بالتفصيل "
تسائلت ملاك مذهولة
" محامي السيد غيث؟ اعتقدت بأنه المحام عينه الدفاع العام "
هزت الدكتورة كتفيها
" لا ادري قد يكون كذلك"
شكرت ملاك الطبيبة و عادت ادراجها نحو غرفة امها لتجد مازن يستعرض هاتفه لامه و يشغل لها بعض مقاطع الفيديو المضحكه.
جلست و هي تفكر بغيث. ليس غريبا عليه ان يوكل محاميا يتولى القضية. سوف تتحدثه معه بهذا الخصوص، انه يحرجها معهم بهذه التصرفات. لا تدري لم شعرت بالغضب منه صحيح انها طوال الوقت أهملت متابعة القضية و اعتمدت على المحامي فقد كانت منشغلة بحالة مازن الا أن هذا لا يعني ان يتدخل هو بكل شيء و يوكل محاميه الخاص فالدفاع قد يؤمن محام لهم على حد علمها. فكرت انه حتى لم يتصل بها منذ آخر لقاء لهما في المستشفى يوم امس. أبمجرد خروج مازن ينتهي اهتمامه لهم؟ ألم يقل بانهم عزيزين عليه؟
هي ايضا لم تتصل به لانه لا تعلم ما ان كان صحيحا ان تفعل ذلك ام لا. هل ترسل له رسالة نصية و تخبره بأنه تم السماح لها برؤية امها ؟ اكيد بانه يعلم ذلك أليس المحامي من عمل على هذا ؟
تأففت بصوت مسموع في حيرة من أمرها.
نظر اليها مازن متسائلا
" ما الأمر ملاك هل قالت الدكتورة شيئا "
هزت رأسها نفيا و هي تبتسم له
" افكر كيف سنستطيع العودة للبيت و ترك امي هنا "

رواية "ملاك " .......... مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن