"ضاله "

130 20 112
                                    


. . .

انتفضت النائمة بفزع .. امسكت قلبها اللذي اخذ ينبض بقوة .. قلبت عيناها في المكان لتجد نفسها في غرفة ..غرفة المشفى كل شيء كان هادئ وصرير العربات خارجا اصبح مسموعا...
ليقاطع ذلك الصمت المخيف تردد انفاسها.. واخذت تشهق بسرعه مما رأت شعرت بأنها خرجت من محيط للتو ..محيط امتلأ باسرار وماضي لم تعلمه .. عبثت بشعرها وهي تحاول التذكر ليتكرر كلمة اخيرة في رأسها ..
افرست ! ..

لوحت برأسها يمينا ويسارا وهي تحاول ان تنسى وهمها و تنظر في موضوعها الان ..
لتحدث نفسها بهلع ومشاعرها تتضارب بداخلها ..تريد الخروج ولكن لسبب ما تجاهلتها بصرامة ..
(اين انا ومن احضرني هنا !! )
لم يرد عليها سوى الصمت ..مع انها تتدرك بأنه ليس هناك من مجيب لكنه كان خيارها الوحيد كي تتخلص من افكارها وتلك المشاعر اللتي لا تتركها الا باستفهامات لعينة تمﻷ رأسها  ..

شعرت بصوت طفيف قادم من احد الزوايا جانبها .. التفتت لموضع الصوت لتجد انه هاتفها وضع من غير اهتمام على المنضدة .. امالت بظهرها قليلا حتى تمسك الهاتف لينسدل الغطاء من على جسدها المنهك وتحديدا في موضع يدها اليسرى ..

تجمدت مكانها كما تجمدت عينيها بذهول على رسغها .. رفعت رسغها وهي تشعر بأن قلبها يكاد يخرج من صدرها  ..

قربته ناحية عينيها اللتي ضاقتا بحيرة محاولة ان تقرأ الكلمة ..او بالاحرى الرسمة اللتي خطت بشكل غريب ومن الواضح انها غير مكتملة ..لتجد انه نقش يرسم نفسه بنفسه وحين وصلت للطرف الاخير من الرسمة ادركت انها عبارة عن يدان ممسكة ببعضهما وكانهم لا يودان الافتراق ابدا ..

واسفلهم مثلث عجيب تشكل ليصبح جوهرة اخترقت اليدين ليفصلهما عن بعض مثل حاجز يفصل قلبا عن الاخر بحزم .. ابتعدت اليدان مع تلاشي الرسمة ..
وتلاشت كما يتلاشى السديم في الصحراء تنتظر منك ان تصل اليها وتعرف صفتها لكن لا يمكنك لانك في الاصل لا تعرف ماهي ..
هذا ما كانت عليه اليسا وهي تنظر لاثار الضوء القرمزي يختفي .. انزلت رأسها بحيرة فهي لا تعرف مالذي يحصل لها ولماذا تتذكر ذكرى لم تكن بذاكرتها اصلا ..

تجاهلتها كما تجاهلت الهاتف اللذي اخذ يدق بأستمرار وكأنه ازيز مزعج يحاول ان يخفي تلك الافكار برأسها .. لكنها امسكته من من غير ادراك .. ومن دون ان تعرف من هو المتصل ردت واذ بصوت لم تتوقع ان تسمعه في تلك اللحظة ابدا .. ليسأل المقصود بتهكم وقلق واضح : ا-انت بخير ؟ ..

اتسعت عينا اليسا وهي تحاول ان تتذكر صاحب الصوت او تتعرف عليه فهي متأكدة انها قد سمعته من قبل..
منذ وقتا طويل جدا..
وضعت يدها على خدها محاولة منع شلالات الدموع من النزول وردت بسرعه وبصوت اشبه بصرير (من انت .. لم اعد افهم شيئا مالذي افعله هنا وكيف وصلت لرقمي ) ..
ابتسم المقصود بخفة عند سمع صوتها واردف بتردد وكأنه لا يود قول ما سيقوله الان : لا تهتمي المهم انك بخير الان .. اياك واخبار أحد عن الجوهرة او اي معلومة عنها .. وأكمل وكأن صوته اختلط بمزيج من الفرح والبرود : اراك لاحقاً .. قلب كوبرينس ..

 " الجواهر السبع " (متوقفه) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن