٥

28K 3.3K 568
                                    

"تَايهيونج!، تايهيونج أنهض لا استطيع التنفس!" قُلتُ أحاول دفعه عن جسدِي ولكنهُ كمن فقد وعيه تماماً ويرفض الاستيقاظ أو ترك جسدِي الذِي كَان يُعتصر بين ذراعيه، أستطِيع الشعُور بحرارة جسده المُرتفعة ومُلاحظة بعض القطرَات التِي كانت ترسم مساراً من جبنيه حتى نهاية وجهه، ربما هو يرى كابوساً أو ما شابه.

-
"تَايهيونج لا تبقَى عابساً من فضلك تبدو قبيحاً وهذا يؤذي عيناي، هل تلك الجدة القصِيرة من فعل هذا بك؟"
بحركة سرِيعة نظرت خلفِي ليُونجِي الذِي يستمر بنعتي 'الجدة القصيرة' فبَادلنِي النظرَات الحادة واستمر الوضع هكذا حتَى ظهرت رأس تايهيونج بالمنتصف.

"كفي عن هذا! انتِ فتاةٌ مُزعجة!" قَال دُون قطع الإتصال البصرِي بيننا، رُغم هذا لَم أُعطيه رداً، لأنهُ يبدُو لطِيفاً حين يغضب.

ولأنني أُحب إزعاج الناس.

"لم تجيبيني؟ فلتبحثي عن شخص يبقَى برفقتك، أيتها الجدة القصيرة!" تَابع بنبرة حَادة ونهض عن الأرِيكة تاركاً إياي بوجه يملأه الذهُول.

هل حقاً نعتني بالجدة القصيرة؟

لم أعد أسمع شيئاً سوى ضحكات يُونجي الفَاشل الذِي يستمر بمحو دمُوعه الوهمية إثر الضحك.

"ألن تأتي لتجعليني أسامحك!" صَاح تايهيونج الذِي فتح باب الغُرفة بعنف ليخيفني.

"لا، لأنك شاب وسيم، وانا جدة قصيرة، لا يجب أن نتحدث معاً"
وضحتُ ببساطة ولَم أكد أُدِير وجهِي وفُوجئت به يُعانقني قائلاً : "لا بأس سأسامحك أعلم أنكِ أسفة لتصرفك بوقاحة"

لما هو بسيط للغاية؟

"حسناً، الأن أيمكنك إخباري لما كُنت حزيناً؟" سألتُ أُشاهد ابتسامته التِي تلاشت حِين أملت رأسي

"إنهُ ذَات الكَابُوس، أرَى ظلَامًا وأسمع العدِيد مِن الأشخَاص يستغيثُون بِي"
ابتلع غُصته ورفع عينيه ليُناظرنِي ولَم أستغرق وقتاً لمُلاحظة ضِيقه.

زفرت الهواء مُطلقة مكنون صدرِي وانا أحاول التفكِير فيما أصنع، أنا حقاً مُشتتة، ومُنزعجة لأجله.

مددتُ ذراعاي وهو لَم يتردد بإلقاء جسده بإرياحية بينهما، مَازال يُبادلني العناق بذات الطرِيقة، كغرِيب وجد مأوَى.
ومازالت أشعر أنهُ يحمل الكثِير بداخله.

"لا بَأس يا فتَى، جَدَّتُكَ القَصِيرة سَتحُل الأمر، أعدُك"
قُلتُ بخفُوت أُربت على ظهره وشعرت بذراعيه تلتف بقوة حَولِي وهو يشكُرنِي.

" هل أطلب شيئاً؟" قَال بذات الثانية التِي فصل بها العناق فأومت لهُ سريعاً

"بالطبع، لكَن فليكن شيئاً رخيصاً، لا أملك مالاً في الوقت الحَالي" قُلتُ أبتسم لهُ واستطِيع الشعور بنظرَات مُتقززة مصدرها يُونجي الفاشل، المُتمدد فَوق الأريكة.

"كما تعلمِين لَيس لدي عائلة" تَابع بخفُوت دُون قطع الإتصال البصرِي الذِي نشأ بيننا.

"أعلم"اجبتُه بينمَا أحاول الإبتسَام له.

"حسناً، هل يُمكنكِ أن تكوني عائلتي؟"

Pick a boy → k.th ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن