٦

27.1K 3.2K 870
                                    

مضَى وقتٌ طوِيل، مُنذ أن أصبحت عائلة تايهيُونج، وأظنهُ يعاني خللاً ما.

طلب منِي إحضار كُتب تعلِيمية للأطفال، تتضمن أفراد العائلة وما إلَى ذلك.
ثُم أخذ يشاهد مقَاطعاً درامية تجمع أفراد العائلة سوياً، وبعدها يُصبح حساساً للغاية.

البارحة سألنِي إن كَان يملكاً جدة، فأجبته بأنِي لا أعلم، فأصبح يُناديني ب 'جدتي'

اليوم إشتاق إلى والداته، فأصبح يناديني ب 'أُمِي'

"أُمِي، يونجِي تناول طعَامي مرة أخرى"
أخذ ينقر على ظهري حتَى ألتفت لهُ فرأيته عابساً ويستمر بالتذمر من يونجِي المُتمدد فَوق الأريكة، يأكل طعام تايهيونج المسكين ويستمر في التربيت على بطنه المُنتفخ.

"ما رأيك بأن نذهب لشرَاء طعام آخر؟"
ابتسم لِي وقفز من مكَانه واضعاً ابتسامة أظهرت حماسه وهو يستعرض قائمة طعام طوِيلة في مخيلته.

"أيها الفاشل، سنذهب انا وتايهيونج للخَارج لبعض الوقت، تصرف كشخص مسؤول ولا تُنهي طعام العشاء" نبهتهُ بحده ولم أكلف نفسِي بالإلتفات لهُ فأنشغلت بربط الحذَاء لتايهيونج.

"فلتحضرِي لي مما ستأكلان اذاً، إن بنيتي الجسدية ضعيفة لذَا أستمر بالشعُور بالجوُع" ردَّ في لُطف لم أعهده وأعتدل فِي جلسته يُعطِيني ابتسامة لطِيفة لم أراها سوى مَرات قلِيلة مُنذ أنتقل للعيش أمامي وأصبحنا أصدقاء، وهذا يدفعنِي للشعُور بالذُعر.

لذا انا فقط خرجت وأغلقت البَاب ليختفِي ذلك الفَاشل المُخيف عن أنظَاري.
كَونه لطِيفاً عندما يبتسم هُو الشيء المخِيف.
-

" رؤيتك ترتدي ثيَاب يونجِي أمر مُضحك حقاً"
عُدت للتحدِيق بتايهيونج الذِي بدا وكأنه يرتدِي ثياب أخيه الأصغر، ولكنهُ فقط لَم يُظهر تعبيراً جديداً مُنذ خرجنا من المنزل.
"لا أهتم" ردَّ ببساطة وعاد لتناول طعامه بهدوء.

لَم أشعر بالإرتيَاح لما يحدث، أشعر أن به خللاً حقاً.

هل علي فقط تخديره وإعادته إلَى ذلك الصندوق وطلب أموالي؟

"انظرن من هُنا!"
صَاح شخص من خلفِي جاعلاً من أجفل وأُخفق في تناول وجبتي بسلام.

إلتفت لأراهم..، زملائي، أو مجموعة من المراهقَات يستمتعن برؤتي أرغب بالإختفاء عن أنظارهن دائماً.
مازلت لا استطيع إدراك ما ملاذ البشر في جعل الآخرِين يتألمُون وهُم يغفلُون حقيقة الشُعُور بكون الشخص منبوذاً!

بسرعةً وجدتهن يلتففن حَول طاولتي ويواصلن التحديق بتايهيونج أمامِي دُون قطع همساتهن المُزعجة.

كَم أكره الفتيات.

"من الوسيم؟" سألت احداهن تُشير للجالس أمامِي وقد أستطعت سمَاع ضحكاتهن المُقززة من مكاني فأعتدلت في جلستي وقد شعرت بأكبر قدر مُمكن من الغضب والحدة دَاخلي يتحدَان في نبرتي الصارمة"إنهُ أخ.."

"انا حبيبها" شق حدِيثي من منتصفه بهدوء تَام جاعلاً الكلمات تذُوب علَى شفتَاي إثر ما شعرت به!
حدقت أمَامي في صمت أحَاول التفكِير فيما سأقوله تالياً ولكننِي فقط ظللت أراقبه يُكمل تناول طعامه بهدوء دُون إنتباه لمَا يحدث حوله.

"اذاً لما لَم تحضرِيه كما أخبرتينا؟ لما تصرفتي كفاشلة مرة أُخرى؟"
شعرت بالدمَاء تتجمد بعرُوقِي، حلقِي أصبح جافاً، ثوبي متكور دَاخل قبضتي، عقلِي يُصارع لإيجاد إجابة، ماذا عنه؟ كَيف ستكون نظرته حَولي حِين يعلم أني فاشلة أردت ابتياعه فقط للتباهي أمامهن؟

"أليس من الوقاحة أن تُطلبن منها التباهي بحبيبها؟" للمرة الثَانية هو شَق تِلك العاصفة الهوجاء بدَاخلِي ليعطِيهم رده بكُل هدوء، ومع هذا هُن توقفن عن الضحك بالفعل وبدأن بالإنسحاب من حَولي، شعرت أنِي استطيع التنفس أخيراً، شعرت أنني مُمتنة له، وددت معانقته وشكره للأبد.

اليَوم هو منقذِي، ربما لست انا من سأكون مُنقذته دائماً كما ظننت.
ولكن شعُورِي بالراحة بتلك اللحظة لَم يمنعني من التفكير بسبب تحول شخصيته المُفاجئ، لقد كان بالصباح يُناديني أُمي والأن هو يتصرف كشخص صَارم.

مَا دفعنِي لأهمَال هذا السؤال هو سؤال أخر لا أملك إجابته ايضاً.
إن كُنت قد ابتعت تايهيونج للتباهي به، فلمَ لم أفعل؟ لمَ لَم أرسله إلى حَيث أتَى؟ لمَ أحتفظ به؟ لَم أُنفق عليه من مالي الخاص؟

وكَيف يفكر بي الأن؟ أيراني الأن كفاشلة باحثة عن الإهتمام لذا هو يتعامل بحده؟

وضعت طعَامي بعُنف فَوق الطاولة لأجذب اهتمامه ثُم تحمحمت قَبل أن أبدأ بالحديث"تايهيونج.."

"أكملِي طعامك"
عاد لإكمال شرَابه دُون السمَاح لِي بإكمال حدِيثي حتى.

"هل فعلت شيئاً خاطئاً؟" أهتز صوتِي في نبرة لَم أعتد الحدِيث بها معه وشعرت بغُصة تتجمع بحلقِي حِين ترك شرابه لينظر لِي.
وقف عن مقعده ثُم سار حول الطاولة ليستقر بالمقعد جانبي.

أومأ لِي وأبعد عينيه عنِي لثوانٍ يُحرك شفتِيه ليجعلها في شكل كروي بينما يُفكر
"ألم تُخبريني بأنكِ عائلتِي؟"

أومأت لهُ أنتظره ليتابع حدِيثه فأخبرنِي باستفهام"ألا تظل العائلة سوياً؟"

أومأت لهُ سريعاً أترقب الوصول لنقطة تساؤله الأخيرة.

"لقد أخفيتي عنِي أنكِ تعيشين بعيداً عن والديكِ، وقد أردتِي الإبتعاد عنِي ايضاً، ونحن عائلة، فلمَ لم تُخبريني؟"

أبتلعت غُصتِي أُراقب الفراغ أمامي في ثوانٍ صامتة غَير راغبة بالإجابة ولكننِي فقط ألتفت لهُ قائلتاً "كَان علي الإبتعاد عن والداي"
لَم يُبدِي لي رد فعل يملأه الذهول كما توقعت، هو فقط ظل مُحافظاً على هدوئه"ألستم عائلة؟"

"أتعلم؟ ليست جمِيع العائلات لطِيفة مثلنا، بعض العائلات مؤذية، قد تملك عائلة مُحبة، ومنزل دافئ، وستشعر بأنهُ لا مكان لك، وفي النهاية ستضطر للمغَادرة لأنك لا تشعُر بالإنتماء"

تنهيدة طوِيلة رافقت إنهائي لحديثي، لعلمِي بأنهُ لَن يفهم، وسيكون هذا خطأي، من البداية هو خطأي، حتى النهاية سيكون خطأي، لا أتوقف عن إفسَاد علاقاتي بالآخرين على أي حال.

جفلت أُشاهده يدفع كُرسيه بقدمه حتَى ألتصق بِي، أرتفعت عيناي تُراقب يديه تتجهان لأعلَى حتَى استقرا على وجنتَاي "ستشعرِين بالإنتماء، وستملكِين مكاناً ما دُمت أرافقك، سنكُون عائلة لطيفة"

Pick a boy → k.th ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن