٩

23.7K 2.8K 509
                                    

"ألنْ تُمسكِ بيدِي؟" ظهر صَوت تَايهيُونج الذِي ظَلَّ طُول الطَرِيق يحَاولُ إخبارِي بتِلك الجُملة عَبر عينيه.

"انَا لَمْ أُوَافِق عَلَى عَرْضِك بعد، ولَمْ أوافِق علَى الخرُوج فِي مَوعد، هَذَا فَقَط لأننِي جَائِعة" قُلتُ وسَحَبت يدِي حِين كَان علَى وشك إمسَاكِها، شعرتُ أنهُ اصبح مُستاءًا بسبب تصرفِي هذَا لذَا بدأت ألُوم نفسِي.

"ما الذِي ترغبين بتنَاوله؟ لديهم أطبَاق رائعة هُنا!" سأل مُبتسمًا حِين أصبحنا وَاقفِيت أمَام المَطعْم فرردتُ بدروي بسؤال أخر"كَيف علمت؟ هل ذَهبت للأكل بدُوني؟"

"أعمل بدوَام جُزئي هُنا" ردَّ مُوضحًا ثُمَ أشَار لِي بعَينيه لندخُل،وما إن خطونا بالدَاخل رأيت أحد الموظفِين يمشِي باتجاه تايهُيونج ثُم ألقَى عليه التحية قَبل أن يُحدثه بصُوت خفِيض تجَاه أُذنه ظنًا منِي أنِي لَمْ أسمعهُ
"تبدُو لطِيفة كمَا وصفتها، حظًا طيبًا"
أدعَيت عدَمْ سمَاعِي لذلك ورفعتُ نَاظرَاي لتَايهيُونج فرأيت وجنتيه قَد تصبغَا بلون أحمر طفِيف حِين قَابلت عَينيه خَاصتِي فعاد لينظر لصدِيقه مُبتسمًا باتسَاع.

ودعهُ صدِيقهُ الأبله فألتفت لِي ليخبرنِي بأن أتبعه لنجلس.
"ألَا يجَب علَيك وصف حبيبتك بجمِيلة بدلًا من لطِيفة؟" سألتُه مَا كَان يجُول بخَاطرِي فاتسعت ابتسَامتهُ أكثر قَبل أن يرُد "إذًا هَلْ انتِ حبيبتي الأن!"
صمتُ لدقِيقة أُفكر بمَا أُجيب وبكَيف أُعِيد صيَاغة حدِيثِي بينمَا هُو مبتسم لِي لذَا فقط رددت :
"تجَاهل هذا الجُزء، فقط أجب علَى السؤال"

"أُفضل أن تكون الفتاة لطِيفة علَى أن تكُون جَمِيلة، لا بأس بكَونهَا قَبِيحة إن كَانتْ لطِيفة" 

"هَلْ انَا قَبِيحَة!" صِحت أُشِير لنفسِي مُتفَاجأة.
لا أعلَم لمَا أنَا مُتفاجأة حتَى، أدعُو نفسِي بالقبِيحَة دَائمًا.

"إن اقتنعتِ أنكِ جَمِيلة، حِينهَا سيفعل الجمِيعْ، وإن ظللتِ تدعِين نفسكِ بالقبِيحَة فهذَا ما سيرَاه الأخرِين ايضًا، لذا نعم؛ انتِ قَبِيحة بنظرِي إلَى حِينْ أنْ تعترفِي بالعكسْ" ردَّ ببسَاطةٍ وكأنهُ ألقَى كَومة ثلج فَوق أفكَارِي المُشتعلة مِن الغَيظ.

متَى نضج إلَى هذَا الحد؟ متى تعلَم الردْ هكذَا حتَى!

"اسمعِي ايتها المُحتَالة المُتعجرفة من هارڤارد، إن قَبلُوكِ بإحدَى أفضل جَامعَات العَالم، فما الذِي يمنع أن أنضجْ انا أيضًا؟ لقَد حسنتُ مِن مهاراتِي الحوَارية عَنْ طرِيق الكُتب ومقاطع الڤِيديُو، لذَا كُفي عن كونك فضولية وابدأي بالأكل" ابتسم بالنهَاية لِي وهو يُشِير للطعَام المُوضُوع أمَامِي والذِي لَمْ أنتبه متَى تَم وضعه.

"حسنًا، قَبل مُدة طَوِيلة أخبرتنِي أنكَ تشْعُر بأنكَ لا تنتمِي لأي مكَان، وأردت الرحِيل والبَحث عَنْ عائلتك، ما هو شعورك الأن؟"

لا أعلم مَا سبب طَرحِي لهذَا السؤال فجأةً وما سبب تذكُرِي لشعُوره بحُزن شديد قَبل أشهُر.

سمعتهُ يضحك بخفُوت، أفلت الشَوكة مِن يَده ثُم أراح ظهره للورَاء ولَم يُحركْ نظرهُ عن صَحنِه."مَازلت أَود البحث عَنهم، معرفة مَنْ أنا وماذَا أكُون وما هي هويتي، ولكن وضعت أهمْ أولوياتِي أولًا"

"ما هيَّ؟" سألتُ وقَد فِعلت المِثل بإراحة ظهرِي للورَاء ثُم رفعت ناظرَاء لأُرَاقِب وجهه.

"قد أكُون لا أعلَم مَن أنَا حقًا ومَن هُم عَائلتِي، ولكنِي حَبيبُك هذه هيَّ هَويتِي الأُولَى التِي حَصلتُ عليها، وانتِ هيَّ العَائلة الأُولَى التِي حصلتُ عليها، وأظن أن العَائلة لَيست حَول الأفرَاد والأب والأُم والإخَوة، العَائِلة هيَّ حَيث نَشعُر بالإنتمَاء، وانَا أشعُر بالإنتمَاء لكِ لذَا انتِ هي عائلتِي الفعلية، يُمكنني البَحثُ عن عائلتِي وهويتِي الحقيقيتان لاحقًا، ما إن أجعلكِ تَنتمِين إلي أيضًا"

مَع إنهاءه لجُملتهُ هو رفع نظره لِي أخِيرًا وأعطَانِي ابتسَامة صَغِيرة قَبل أن يُتباع تنَاول طعَامه.
شعُرت بألم بعينِي كـ الذِي اخترق قَلبِي،
شعرتُ برغبة شدِيدة فِي البُكَاء وهذَا مَا لَم أفعله.
كُل مَا استطعتُ فعلهُ بِتلكَ اللحظة هو لَوم نفسِي، لَقد أتَى تَايهيُونج لِي بسبب غَرض أنَانِي أردتهُ في البدَاية، ولقَد أصبح عالقًا مَع شخصًا مثلِي بسببي، لا أعلَم أي نوعٍ من الألم قَد سببته له، ولكنِي سببتُ المِثل لنفسِي أيضًا، رُبما لَنْ أُعطِيه مَا يستحق من حُب، رُبما سأتخلَى عنهُ بيوم ما.
ما أفعلهُ وما استمر بفعله هُو إيذَاء نفسِي والأخرِين بقراراتٍ خاطئة.

"دَورِي لأسئلكِ، إن كُنتِي قَد طلبتنِي كسلعة مِن أجل مَوعد تتباهِين به أمَام أصدقائك، ولَم تفعلِي، فهل ستتخلين عنِي لاحقًا؟" سأل بنبرَة بدت عَادية بطرِيقة غَير مُناسبة للسؤال.
شعرتُ بأنهُ قرأ أفكاري لجُزء من الثَانية، صِدقًا أُرِيد إجَابة لذَات السؤال أيضًا.

زفرتُ الهَواء وابتلعت غُصتِي، اعتدلتُ بجلستِي وابعدتُ نظرِي عَن وجهه المُبتسم لعلِي أجد صِيغة مُنَاسبة لقَول ما أفكر بِه.

"أظُنْ أننِي لَو أردتُ التخلِي عنك، لفَعلتُ مِن البدَاية، بطرِيقةً مَا شعرتُ أنك أتيت مِن أجلِي، ولَيس لأتباهَى بِك، فقدتُ شعُورِي بالوحدة، وشعرتُ بإهتمَام أحدِهُم، حتَى أننِي شعرتُ ببعض الأحيَان أننِي أُرِيد حمَايتك دائمًا لأننِي أرَاك ثمِينًا للغاية، وهو شيء لَم أشعُر به قبلًا، لذا لَنْ أفعل"

أعدتُ نظرِي له مَع انتهَائِي مِن جُملتِي وقَد شعرتُ بحُرقة بعيني مُجددًا، ابتسمتُ له حِين ابتسم لِي بدُوره فوجدتهُ يضع يده فَوق رأسِي.
"إذًا أمازالت حبيبتِي القبيحة ترَا أنهَا أنانية وغَير مُناسبة لي؟"

Pick a boy → k.th ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن