١١

20.2K 2.6K 811
                                    

← تَمْ التعديل

-
"اذًا؟" نظرتُ ليونجِي المُرتبك أمَامِي.

"لقدْ حصلت علَى كُل شيء حَول تايهيُونج، وحَول ذلك المكَان الذِي أتَى منه،ولكن.." أسهر سبابتهُ بوجهِي موقفًا كلامهُ بتحذِير.

"ماذا؟" سألتُ

"لا تبكِي!" تَابع ثُم وضع حَاسُوبه علَى الطاولة أمَام كلينَا.

"حسنًا، الشركة التِي تدُير الموقع الذِي طلبتِي منهُ تايهيونج، هي نوعًا ما..خيرية"

ضربتُ رأسه رافعة أحد حاجبَاي بإعتراض "إنهُم يتاجرُون بالبشر!"

"إنهُم ينقذُون أمثَال تايهيونج" ردَّ مُوقفًا إيَاي.
وفورًا اعتلَى الإرتبَاك وجهِي.

"هو كَان علَى حَافة المَوت" وضح ثُم تحمحم يُحاول إستجمَاع ما سيقُوله تاليًا.

"تايهيونج كَان يعيش بالرِيف، نَشَبْ حَرِيق بمزرعة والديه، توفي كليهما وبقَى هُو، ولكنهُ استنشق ما يكفي من الغازات السامة لقتله لذَا تم نقله للمشفَى، إكلينيكيًا؛ كان تايهيونج ميتًا بالفعل، من دُون شخص ليتولَى رعايته، لذَا هُنا أتَى دَور تِلك الشركة لأخذه"

"وماذا فعلوا له؟" لَمْ ألحظ أنِي بدأت بالبُكاء بالفعل إلَا حِين خرجْ صَوتِي الضعيف.

"هُناك، تَمْ وضع شرائح الكترُونية بالأجزاء التالفة دَاخل جسد تايهيُونج، تُمحَى ذاكرته، وبدَاخل تِلك الشرَائح توضع معلُومات مالكه أي انتِ، لذَا عندمَا أتَى لمنزلك كَان يعلَمْ مَنْ انتِ بالفعل، وأنهُ علَى قَيد الحيَاة ليُحبك"

كَان من الصعب مَنعْ نَفسِي من البُكَاء، حتَى أن يُونجِي بذَاته بدأت الدمُوع بالتكَونْ داخل مُقلتيه.
"هُناك جُزء خطير"

نظرتُ لهُ ليتابع حديثه فتنفس بعُمق قَبل أن يُكمل.

"بمُجرد أن يُكمل تايهيونج سنةً برفقتك، قَد يُصيبه خلل، سيبدأ بإسترجَاع ذكريَات سيئة، رُبما سيتصرف بريبة، رُبما ستتلف الشرائح بدَاخل جسده، سيُعانِي كثيرًا لذَا كُونِي بقربه"

وضع يُونجِي يدهُ فَوق كتفِي ولجُزء مِن الثانية خطرت تِلك الفكرة المؤلمة برأسي، أننِي السبب بإحضار تايهيُونج، واني سأكُون سبب معاناته بالفترة القَادمة.

تَوَقفتُ عَنْ التفكير حَول تايهيُونج وإتجه تركيزي نحو يونجِي.
"كَيف علمت بكُل هذَا؟"

"لأنِي حصلت علَى حبيبة من ذَات المصدر" رفع كتفيه بتلقائية ناظرًا لِي ببساطة.

"وأين هيَّ؟" سألتُ بالمُقابل فتحمحم.

"حدث مَا أخبرتكِ به، لَقَدْ كَانتْ تُعانِي من انهيارات عدِيدة لذَا رأيتُ أنهُ من الأفضل إرسالهَا إلَى حَيث أتت لأُبعد الألم"

تشكلت غُصة بحلقِي وشعرتُ بضيقٍ كَبير يعتلِي صدرِي.

"صدقًا حين أعطيتك تلك الفكرة بإحضار تايهيونج ظننتكِ سترسلينه إلَى حَيث أتَى بمجرد إتمام موعدك المُزيف، ولكنْ رُبما لَمْ أُحبْ حبيبتِي السابقة كمَا فعلتِي أنتِ مَعْ تايهيونج"

شبكتُ يداي معًا في قَبضة مُحكمة أمَامِي ثُم نظرتُ له"لأنكْ فاشل"

"تمامًا"

-
لَا أعلمُ كَيف سأُقَابل تَايهيُونج الليلة، سأشعر برغبة بالبُكَاء كُلمَا رأيته، كَيف سأُخبره أنهُ لا يملك عائلة؟
كما أنِي لستُ مُستعدة لرؤيته يتألم حِين يستعِيد ذكرياته مِن جدِيد فكيف سأُساعده؟

"الطعَام يحترق!" سمعتُ أحدهُم يصِيح مِنْ خَلفِي وكَان تَايهيُونج، لَمْ أنتبه متَى عَاد حتَى.

كَان يحَاول إنقَاذ الطعَام بوجه عَابس، أعلُم كَم يكره أن يحترق طعَامه.

كُنت أُنَاظره بصمت بينمَا يقترب منِي وانا علَى وشك البُكَاء.

"مَا بك؟" سألنِي وهو يدفع جسدِي ليسقط بَين ذرَاعيه فبادلتهُ العنَاق سرِيعًا قائلةً :"انا بخير"

"انتِ لستِ كذلك، بالعَادة انتِ لا تُبادلينني العنَاق، هُنَاك خَطب مَا" ردَّ بقلقٍ وَاضح ثُم أبعدنِي عنه وظل يَنظُر بوجهِي

"لا بأس إن كُنتِ لا ترغبين بالحدِيث" شعرتُ بيده تَمُر عدة مرَات فَوق شعرِي، رفعتُ نظرِي لهُ فابتسم لِي "أُيمكننِي فعل شيء مَا؟" سأل بأدب وهُو يُمِيل برأسه نَاظرًا لِي مُباشرتًا.

لدِيه تِلك الطرِيقة بإقنَاعي للموافقة علَى أي شيء مِن أجله لذا صِحت "بالطبع!"
ومع هذا فُوجئت به ينخفض حتَى قَابل وجهه خَاصتِي ليضع قُبلة سرِيعة ويبتعد عنِي.

"ما كان هذا؟" سألتهُ عَاقدة حَاجبَاي وأنَا أُكرر مَا حدث للتو بعقلِي.

"قُبلة" هو رفع كتفيه نَاظرًا لِي باستفهَام فبادلتهُ ذَات النظرة وظللنَا هكذَا لوقتٍ من الزمَنْ حتَى بَات الأمر مُحرجًا "رأيت هذَا علَى التلفاز، يُقبل الزَوج زوجته حِين يعُود مِن العمل"

"لست زوجتك!" صِحتُ مُعارضةً إيَاه ودفعتهُ لأصل لأطباق الطعَام.

"ستصبحين كذلك!" صَاح بالمُقابل حِين أعطِيتهُ ظهرِي وانا فِي طريقي للوصول لمائدة الطعَام.

"هل صِحتَ بوجهِي للتَو؟" ألتفت لهُ رافعة حَاجبَاي فرأيتهُ يعُود للخَلف بِضع خطوَات "لَمْ أفعَل.."

-

أستطعتُ إقنَاع تَايهيُونج بالنوم قُرب يُونجِي الليلة كَي أتمكن من التفكِير.

أفكَارِي مُشَوشة للغَاية، مَازَال حدِيث ذَلِك الرجُل بالصبَاح عالقًا بذهنِي.

إن كَان تَايهيُونج سيُعانِي حقًا، هَل مِن الأفضَل لهُ أن أُرسلهُ إلَى ذلك المكَان ليتفادَى كُل هذَا؟ هَلْ سيكُون بخير؟

أشعُر أنِي أُرِيد البُكاء كُلمَا تَخيلت المنزل بدُونه، ولا يُمكننِي رؤيته يتألم مرةً أُخرَى.

أتخذتُ قرَارِي وفتحتُ حَاسُوب يُونجِي الذِي أخذتهُ قَبل قلِيل وأخذتُ أبحث.

-كَيف كَان تقييمك لفتاكِ؟
-هل تُرِيدِين إلغَاء الطَلَب واسترداد أموالك؟

Pick a boy → k.th ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن