١٢

20.3K 2.7K 725
                                    

"أُرِيد أخذَك لمكَان مَا" تَوقَف تايهيُونج عَنْ الأكل فجأة ورفع نظره لِي.

"أين؟" 

نظر لصحنه مُبتسمًا بخجل "إنهَا مُفاجأة.."
وددتُ معرفة مَا يجُول بعقله تِلك اللحظة، لا أُفضل المفاجئات.

"متى سنذهب إذًا؟" سألتهُ وأنَا أُنهِي ما تبقَى من طعَامِي فوجدتهُ ينهض ويصنع طرِيقه تجَاهِي.

"الأن" ألتفت يده حَول خَاصتِي وهو يجذبنِي خَلفه بسرعة تجَاه البَاب.

"تَايهيُونج انا لَمْ أُبَدل ملَابسي!" صِحت به وانا أُحاول العَودة للدَاخل.

"تبدِين جمِيلة بأي حال!"

هُرَاء، أبدُو أبشَع من يُونجِي حِين يرتدِي الملابس التقلِيدية.

"نحنُ لَن نتأخرْ حسنًا؟ ثُم أننِي أراكِ يوميًا بثيَاب المنزل، وأراكِ حِين تستيقظِين النَوم، رأيتكُ بكُل الأوقات بالفعل لذَا تغيير ثيَابك لَنْ يُغَير شيئًا"
كَان يُخبرنِي بُكِل هذَا الهُرَاء بينمَا نَقفْ مُنتظرِين الحَافلة ولُحسن الَحظ لَمْ يَكُن مُزدحمًا.

أستمر تَايهيُونج بالثرثرة دُون تَوقَف ليُحاول الوصُول لمَا أُفكر به لذَا أعطيته ما يرِيد.
"إن كُنت قبِيحة فَإرتدَائِي لثيَاب المنزل سيزِيد الأمر سوءاً وسيُحدق النَاس بِي"

"وإن كَان لديكِ حبيب وسِيم يرَى أنكِ جمِيلة فحينهَا لَن يُحدق النَاس بكْ" هو عَقَدْ ذرَاعيه معًا، أعطَانِي أبتسامة صغيرة فالنهَاية إثر انتصَاره.

"وَصَلتْ الحَافلة!"

-

"لمَا نحنُ متجهِين للشَاطئ؟" سألتهُ مجددًا بعد العدِيد من المرَات ولكنهُ فقط تجَاهلنِي، بعد إلحَاحٍ طَويل منِي هو فقَط أخبرنِي :"يُمكنكِ النَوم حتَى نَصل" وأشَار لكتفه.
لَم أكُن لأُضَيع فُرصة للنَوم لذَا أرحتُ رأسِي فَوق كتفه.
لسبب مَا هُو وَضع ذرَاعه حَولِي وحتَى أنهُ أخفَى وجهِي بيده.
حركتُ مُقلتَاي فرأيتُه يُحدَق بإنزعَاج أمَامه وهذَا لأنهُ رأي فتاة تُحدق بِي.
"عُودِي للنَوم، لا بأس" ابتسَم لِي وربت علَى ظهرِي فعُدت أحَاول النَوم، ولكَن مَا منعنِي من فِعَل هذَا هو التَفكِير به.
وكَم سيكُون من الصَعب التخلِي عنه.

"أرأيتِ؟ لا أحد يَنظُر لكِ" أخبرنِي بصوتٍ خفِيض جَاعلًا منِي أنظُر حَولِي ثُم عَاد نظرِي ليستقر بوجهه مُجددًا"شُكرًا لك"

ثمتُ لوهلة قَبل أن أُتابع"أيُمكنك إخبَاري الأن لما سنذهب للشَاطئ؟"

"إنهُ شَاطئ معزُول، لا يأتِي إليه النَاس" أرتفعت يده لتدفع رأسِي كَي تسقُط فَوق كتفه ليتجنب الحدِيث.

كدتُ أُغلق عَينِي بَعد فترة مِن التَفكِير ولكنِي وجدتُه يُخبرنِي بأننَا وصلنا وسرِيعًا جَذَب يدِي بحمَاس لنخرُج من الحَافلة.

لَم أكد أسألهُ مرة أُخرَى ولكنِي وجدت يديه تُعِيق عينَاي عَنْ الرؤية
"ماذا تَفعل؟"

"فقط سيرِي للأمَام" هُو أجَابنِي ولَم أملِكْ خيَارًا سوى التنفِيذ لذَا أطعتهُ.

"الأن التفتِي قليلًا لليمِين" كَان الحمَاس ظَاهرًا بصَوت تَايهيُونج وهو يَوجهنِي ففعلتُ كمَا طَلَب وحِينها أزَال يدهُ أخيرًا.

"أعجبك؟" كَان مُبتسمًا بإتسَاع شدِيد وهو يشيِر لمنزلٍ صغِير يبعُد عَن المُحيط بمسَافة لَيست بالكبِيرة.

"عملتُ لوقتٍ مُتأخر بالأونة الأخِيرة لأجله، خلَال الفترة التِي قضيناهَا معًا رأيتُ أنكِ لا تُفضلِين الإختلَاط بالنَاس لذَا أخترتُه بمكَان هَادئ،  هُنا حَيث سنعِيش سويًا!"

بدَى سعِيدًا للغَاية وهو يُحدثنِي، يسهُل لأيٍ كَان معرفة هذَا عَن طرِيق عينيه وصَوته، كَان حقًا سعِيدًا.
وكُل مَا أستطعتُ فعله هو منع نفسِي من البُكَاء.

"لندخُل!" صَاح بحمَاس وهو يُمسك بيدِي جَاعلًا منِي أركض خَلفه لدَاخل المنزل.

"لديكِ ذَوق مُرِيب بالألوَان لذَا جعلتهُ مُطَابقًا لذَوقِي" كَان يُشِير للحوَائط وبعد مُدة من النَظَرْ لاحظتُ شيئًا.

"أجعلت الحَائط رماديًا مُطابقًا للون عَينيك عَنْ عمد؟" سألتهُ وأنَا أُحَاول عَدَم الضحكْ.

"يجب أن يكُون البَيت وسِيمًا كمالكه كمَا تعلمِين"
بدأ كلَانا بالضحكْ وهو يُريني أنْ كُل جُزء من المنزل يُشابهه بشيء، فَقد كَان الأثَاث كلَون شعره بينمَا المفرُوشَات كلَون بشرته.

قَبل أن يُرِيني الطَابق العلوِي هو جَعَلنِي أصعدْ لسَطح المنزِل، تَايهيُونج قَد وَضع تلفَازًا صغِيرًا، بعض الكُتب، مذيَاع، آلة للشوَاء قَد أخذهَا من بيتِي وخَيمة بالمُنتصف.

"قفِي هُناك" أشَار لبُقعة مَا فَوق السَطح ففعلتُ وأنتظرت لأرَى مَا سيفعل.
هُو ذَهَب لرُكن مَا حَيث وَضع الكَامِيرَا خَاصته ثُم عَاد لِي.
"ابتسمي!"
-
بعدْ فَترة قضينَا فَوق سَطح المنزل عُدنَا للطَابق العلَوي وقَادنِي تَايهيُونج لغُرفة مَا قائلًا أنهَا أفضل جُزء بالمنزل.

"هذه غُرفتنا!" كَان مُتحمسًا ليُشَاهد لرد فعلِي ولَم يخبْ ظنهُ.
كلانا كَان يُفضَل الأسلُوب العتِيق الذِي يعُود للتسعِينَات، حتَى أنهُ شَاركنِي بقراءة الكُتب وجمع الأشيَاء التِي تخُص تِلك الفترة.

هو قَد جَعل الغُرفة مُماثلة لمَا أُرِيد، كَانت بمسَاحة متوسطة تَحمل ألوَانًا بسِيطة، حتَى أنهُ وَضع ثُرية كَلَمسة أخِيرة.

وبأحد الأركَان هُو وضَع عدة رفُوف للكتُب بجَانب أرِيكة صغِيرة.
وبالرُكن المُقابل وَضَع لِي ثلاجة صغِيرة.

"أردتِ الحصُول علَى ثلاجة بغُرفتك" أخبرنِي حِين نَظرتُ له ولَم أستطع منع نفسِي مِن أحتضَانه، وتركتُ دمُوعِي تنسَاب "انا أعتذر"

لَمْ يفهم تَايهيُونج سبب بُكَائِي وأعتذَارِي ولكنهُ بادر بإحتضانِي وأخذ يُربتْ علَى ظَهرِي.

-
أستطَاع تَايهيُونج جَعلِي أتوقف عَنْ البُكَاء بعد فترة ثُم خرجنَا من الغُرفة لنذهب لتنَاول الغدَاء وأثنَاء خرُوجي لاحظت غُرفتان إضافيتين.
"وماذا عَن تِلك الغُرفتان؟"

نظَر حَيث أُشِير ثُم عَاد ينظُر أمامه
"إحداهما للطفل والأُخرَى ليُونجي"

Pick a boy → k.th ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن