التجربة الخامسة:

235 46 1
                                    

- التجربة الخامسة:
في احد المرات كنت مسافرا من الناصرية الى النجف تحديدا، فركبت في
سيارة لطلبة جامعيين ، كان فيها ثلاثة طلبة و طالبتان، فتكلمت معهم في
الطريق حول امام زمانهم و بينت لهم تقصيرنا معه، عسى ان تنفتح قلوبهم
لي ، الا انه حدث العكس تماما، فعندما قرابة ثلث الطريق و في منطقة
تسمى ( الغابات) و ذلك لأنها مهجورة و تكثر فيها الاشجار ، و ربما
بعض الحيوانات ايضا، المهم، هؤلاء الطلبة بعد أن عرفوا توجهي و
طريقي ، فقاموا لأجل إغاظتي بتشغيل الاغاني في السيارة بأعلى صوتها،
و لم ينفع النصح و الزجر في ان يطفؤوها بل في كل مرة اصبحوا يزيدوا
مستوى الصوت، و في وجههم ابتسامات الشعور بالانتصار و التفوق كما
توهموا، فصدمتهم بطلبي منهم ان يوقفوا السيارة وينزلوني ، لم يوقفها
السائق في بداية الامر ظنا منه اني اريد فقط تهديدهم، لكني الحيت على
ذلك فاختلفت ردود افعالهم على طلبي الى ان قام السائق بإيقاف السيارة و
انتظار نزولي، فنزلت، و انا اريد النزول اراد احدهم ان يبدي تعاطفه
معي فقال (( وين تنزل هنا ستأكلك الذناب؟إ١)) و ذلك لان المنطقة كما
قلت مهجورة من السكان و يكثر فيها الاشجار، فعندما قال ستأكلك الذناب،
اجبته على الفور (( كل شيء يرخص لعيون صأحب الزمان)).
و نزلت على الفور و تمكنت من الوصول الى النجف بعدها و أنا استشعر
مساعدة صاحب الزمان و وقوفه معي ، فوصلت وكل شيء طبيعي، في
الليل راسلني نفس ذلك الشخص الذي اراد التعاطف معي على صفحتي في
الفيسبوك( التي كان قد عرفها اثناء الحديث قبل أن ينشب الخلاف) فقال
لي : كان كل ما حدث لا شيء بالنسبة لي، و قد اخذته بالسخرية و
الاستهزاء كما اخذه بقية زملائي، لكن عندما قلت لي (( كل شيء يرخص
لعيون صاحب الزمان)) و قد رأيتك طبقت ذلك امامنا و لم تتكلم به فقط و
تجعله شعار، حيث انك قد نزلت في هكذا مكان و أنت لا تعلم ماذا سيكون
مصيرك وكيف ستصل أو سترجع الى منزئك، كل ذلك لكي لا تجرح
قلب امام زمانك! احسست حينها بحقارتي وتقصيري ، و شعرت بتأنيب
شديد للضمير، وتفكرت كثيرا مع نفسي لمادا انا مقصر هكذا مع امامي،
ماذا ينقصني عن هذا الشاب الذي يقدم كل شيء لأجل سعادة امام زمانه؟
اليس هو شأب بعمري حاله حائي فلماذا لا أكون مثله؟ قررت حينها أني لا
بد ان اتوب من هذه اللحظة واهجر كل الجهل و السخافات التي كنت
اعتادها و التي تؤذي قلب امام زماني، و هجرت اصدقاء السوء الذين
يجروني الى التهلكة، و من اليوم انا خادم صغير لأصغر خدام الامام
المهدي امام زماني عجل الله فرجه.

لكل طالب مهدوي(مكتمل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن