شبح الخزانة الوسيم

البارت الثالث

لم أعد استوعب شيئا مما يحدث.
انا متأكدة مائة بالمائة، كلا بل متأكدة الف بالمائة انني لم أكن احلم وان ما حدث حقيقة و ليس مجرد حلم.

و الغريب ان الخزانة اختفت، و هذا ما حيرني، فأنا لا أذكر ابدا انني اشتريت خزانة كتلك؛ كانت متوسطة الحجم، مصنوعة من الخشب، يمكن القول انها تعود للعصور القديمة.

الاغلب انني كنت احلم و لكنني انغمست في الحلم لدرجة تصديقي للأمر، كم انا غبية.

وجهة نظر يوكي

كانت واقفة كالغبي الذي توصل لأول مرة إلى حلّ ما؛ يد فوق شعرها البني المهمل، ابتسامة غبي كبيرة، أعين مغمضة تستطيع القول انها كبيرة، أنف متوسط الحجم، تمتلك بشرة سمراء ذات درجة فاتحة و لكن ممتلئة بالبثور خاصة تلك الجبهة، و لا ننسى ملابسها الرياضية الوردية التي أظهرت بطنها الممتلئ.

انها حقا فتى اشبه بفتاة.

كيف يمكنها ان تكون مهملة هكذا؟
الايمكنها ان تكون أكثر اهتمامها بنفسها؟

"انت هناك، اقصد سيدتي، الا يمكنك أن تكوني اكثر اعتناءا بنفسك؟"

ما أن أنهيت حديثي حتى رأيت علامة الفزع معتلية وجهها؛ أعين مفتوحة على مصراعيها كما لو ان احد انتزع منها روحها، و لا ننسى بؤبؤهما ذو اللون البني الذي جال في جميع الاتجاهات كما لو انها تبحث عن.. عني!

" م... م... من... ا.. ان .. انت؟ "

ما انهت تعثرها، حتى نظرت لها نظرة مستغربة من تلعثمها.

هل من الممكن انها لا تعلم من انا؟

"انا! هل حقا تسألين مثل هذا السؤال سيدتي؟
انا ادعى يوكي، و انا الذي حررته انت الأمس، و بالطبع انا القب بشبح الخزانة"

نظرت إلى عينها لأرى ردة فعلها، فلم أرى سوى عينين متسعتين و فم مفتوح....

هل حقا لا تعلم من انا؟
هل كان على ام الطف من حدة و صدق اجابتي؟
ام انها مستغربة من كوني.....

قطعت علي تساؤلاتي بصرختها" شبح!!! "

" انت تمزح اليس كذلك؟ شبح!! سيدتك ؟

من فضلك اخرج من منزلي يا سيد... لا أعلم ماهو اسمك و لكن هذا مزاح ليس بمضحك، اخرج او سأتصل بالشرطة بتهمة اقتحام بيتي"

اظن انها لم تستوعب الذي قلته، انتظر لحظة، هل تعتقد انني اقتحمت بيتها؟
ان سيدتي حقا حمقاء.

" اعتذاراتي سيدتي و لكن انت حقا حمقاء، اريد ان انبهك انني لم اقتحم بيتك فأنا مرتبط بخزانة بيتك اولا، ثانيا انا ادعى يوكي و اخبرتك بهذا، ثالثا انا شبح و لست مقتحم "

"مرتبط بالخزانة؟ اي خزانة؟"

هل هي عمياء؟

"تلك التي خلفك"

ما أن أنهيت حديثي حتى رأيتها تلتفت خلفها كما لو انها تتأكد من وجودها.

وجهة نظر ساكرا

التفت خلفي للتأكد مما يقوله، فهذا حقا غير مضحك، يقتحم بيتي و يقول انه شبح و فوق هذا انا سيدته لأنني حررته ان هذا مضحك بطريقة غير مضحكة و مرعبة.

ما أن وقع نظري عليها حتى ارتطمت مؤخرتي بالأرض مما أدى إلى سماع صوت وقوعي في كامل البيت.

"انها... انها نفس الخزانة... نفسها... م...م...من... ذلك.. ال.. الحح.. الحلم"

غير مصدقة لما يحدث!
ان كانت هذه الخزانة موجودة هنا رغم اختفائها صباحا فهل هذا يعني انه محق؟ هل هو شبح حقا؟؟

التفت اليه و نظرت في عينيه السوداتان باحثت عن دليل يثبت انه كاذب ليطمئن قلبي، ولكني اصدم برؤية عينيه يتفحصان كما لو انه يحفظ تفاصيلي.

" هل... ا.. اا... انت... ح...حقا....ش... شبح؟"

قلت و انا احاول ان اتدارك نفسي!

و لكن ما زاد الطين بلة هو عدم مبالته و اجابته الباردة و المختصر بنعم.